د يوسف رزقة يكتب: عقدة البديل أم عقدة الاحتكار؟!

profile
د. يوسف رزقة كاتب سياسي. أستاذ أدب ونقد في الجامعة الإسلامية بغزة وزير إعلام وأوقاف سابق
  • clock 6 نوفمبر 2022, 4:25:05 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

لست أدري لماذا هاجمت قيادات في السلطة، وقيادات حزبية موالية لها، ومستفيدة من بقائها في مقعد القيادة والمال. المؤتمر الشعبي الفلسطيني، الذي جمع أطياف الشعب الفلسطيني في الخارج والداخل في مؤتمر فكري يناقش القضية الفلسطينية وحالة الفشل المزمن لاتفاقية أوسلو وقادتها لم يحدث عن البديل.


المؤتمر الشعبي أكّد على وحدة الشعب الفلسطيني، وعلى تمثيل منظمة التحرير للفلسطينيين، ولكنه طالب بأعمال تساعدنا على الخروج من حالة الفشل المزمن. ومن هذه الأعمال إجراء انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني، بحسب المدة القانونية التي يتحدث عنها ميثاق المؤتمر، وإصلاح منظمة التحرير، وإعادة تأهيلها، ومحاربة الفساد، واحتكار السلطة، وتفعيل دور الشعب من خلال الانتخابات.


ليس فيما دعا له المؤتمر أو رفضه شيء مما يسمى البديل عن منظمة التحرير كممثل للشعب الفلسطيني، مع قناعتي بأن للشعب الحقّ في إنشاء أطر تخدم قضيته، وتتجاوز به حالة الاحتكار، فالمنظمة ليست ميراث حصري لفصيل بعينه، بل هي ميراث الشعب الفلسطيني، وقد نشأت على حساب أطر سبقتها لم تقم بالواجب بشكل مقنع. وفي كل بلدان العالم من يفشل من الأحزاب يأتي مكانه بديل يحاول النجاح.


المؤتمر الشعبي لم يتحدث عن البديل حتى يتهم بأنه يعمل لصالح (إسرائيل)، وتمزيق الشعب الفلسطيني، بل هو تحدث عن احتكار فئة لمنظمة التحرير، وإخضاعها لنفوذ سلطة أوسلو الفاشلة، أي هو يقاوم الاحتكار والنفوذ الفاشل،والذي يستمد وجوده من ميراث نضالي انتهى وجوده ببديل هو تعاون أمني مع المحتل؟!.


لا يكاد يوجد فلسطين عاقل يقبل بالاحتكار والفشل، فمن يريد أن يحتكر سلطة ما يجدر به أن يكون ناجحا، أما الفاشلون فليس لهم الحق في احتكار منظمة التحرير، ومن ثمة السلطة، ومن ثمة النفوذ، ومن ثمة توزيع شهادات الوطنية على فلان، وشهادات الغدر على علان؟!. الاحتكار والفساد والفشل يجب أن ينتهي ببديل أو بغير بديل،والأنسب في حالتنا هو الإصلاح الذاتي بحسب الإرادة الشعبية، وقد يكون المؤتمر الشعبي بداية طريق، وإن كنت لا أثق بقدرة الأطر الفضفاضة على النجاح؟!.

التعليقات (0)