د يوسف رزقة يكتب: لماذا اعتقلوا اشتية وطبيلة في هذا التوقيت؟!

profile
د. يوسف رزقة كاتب سياسي. أستاذ أدب ونقد في الجامعة الإسلامية بغزة وزير إعلام وأوقاف سابق
  • clock 20 سبتمبر 2022, 3:42:24 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

بينما تتهم قيادات صهيونية في (إسرائيل) السلطة الفلسطينية بالعجز أمام حفظ الأمن، وعدم القيام بواجب منع أعمال العنف ضد الإسرائيليين، وتتخذ من ذلك مبررا لاقتحامات مدن الضفة، وقتل المواطنين بشبهة المقاومة، تقوم سلطة الحكم الذاتي باعتقال (مصعب اشتية) أحد قادة القسام بنابلس، (وعميد طبيلة) أحد قادة كتائب شهداء الأقصى في المدينة، وعليه نسأل عن الرسائل التي يرسلها الطرف الإسرائيلي من خطابه، والرسائل التي ترسلها سلطة الحكم الذاتي من اعتقالها لنشطاء المقاومة، وهي التي لم تحرك ساكنا عندما اقتحمت قوات آمان والشباك والجيش نابلس وقتلت إبراهيم النابلسي و المقاومين فيها وانسحبت على عين أجهزة الأمن.


ربما تكون رسائل الطرف الإسرائيلي واضحة ومعلومة للجميع، ولكن رسالة سلطة الحكم الذاتي تبدو غامضة في هذا التوقيت بالذات. وأعني بالتوقيت زمن توالي التهديدات الإسرائيلية حول عجز السلطة، وحول العمل المباشر في مدن الضفة من ناحية، ، وزمن انعقاد الدور (٧٧) للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث سيلقي محمود عباس رئيس السلطة خطاب فلسطين في يوم الجمعة القادم من ناحية أخرى.


هل توجه أجهزة أمن السلطة رسالة الاعتقال للطرف الإسرائيلي، وتقول لهم نحن نواصل العمل ضد المقاومة، ويمكنكم الاعتماد علينا كالسابق، والمطلوب وقف تصريحات التهديد والاقتحام المباشر؟! أم هي رسالة يقدمها عباس في خطابه في الأمم المتحة، أو في لقاءاته الجانبية مع الآخرين، يقول فيها إننا نعمل ضد من يقاوم ( إسرائيل) بالسلاح ونعتقلهم وقد اعتقلنا اشتية وطبيلة، ولم نلتفت لما تدعيه (إسرائيل) ضدنا؟!. نحن نؤمن السلام والمقاومة المسلحة ممنوعة ومدانة؟!


إنه سواء قصدت عملية الاعتقال برسائلها (إسرائيل) أو الأطراف الدولية، أو الأمرين معا، فهي رسائل جرمتها جماهير نابلس التي دخلت في إضراب تجاري، ونددت بها فصائل المقاومة الوطنية والإسلامية بغزة، وطالبت بالإفراج عن اشتية وطبيلة. وعليه لا قيمة لأي رسائل تتناقض مع المشاعر الوطنية الفلسطينية ومع قيم الشعب الفلسطيني؟!


ليست ثمة توقعات بالإفراج عن المعتقلين، وليست ثمة توقعات بوقف أجهزة السلطة مطاردة شباب المقاومة، وليت ثمة توقعات بالتراجع عن التنسيق الأمني، بل إن السلطة تزيد من أنشطتها هذه لتحصل على رضا (إسرائيل)، ومزيد من الدعم لسلطتها داخل المدن. ولا أحسب أن اضراب نابلس، أو بيان الفصائل سيغير من الأمر شيئا، لأن أجهزة أمن السلطة يعملون وفق تعليمات عباس وهي تعليمات حازمة في هذه المسألة، وكلاهما لا يشعر بحرج منها، ولديهم تجربة في احتواء ردود الأفعال. الاعتقال وليد قناعة ذاتية في الأساس، وهو وليد ظرف وتوقيت بالدرجة الثانية.

التعليقات (0)