د. يوسف رزقة يكتب: نابلس تحت تهديد الاجتياح

profile
د. يوسف رزقة كاتب سياسي. أستاذ أدب ونقد في الجامعة الإسلامية بغزة وزير إعلام وأوقاف سابق
  • clock 19 أكتوبر 2022, 7:12:51 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

كعادة الاستعمار يمارس غانتس وزير جيش الاحتلال لعبة العصا والجزرة. بهدف تثبيت احتلاله للأراضي الفلسطينية وإخضاع سكانها لإرادة جيشه.


في اجتماعه الأخير بسفراء الاتحاد الاوربي زعم غانتس أنه لا يمكنه السكوت على هجمات إطلاق النار من مسلحين في شمال الضفة، وأخبرهم أنه سيوسع هجمات الجيش في شمال الضفة وغيرها من البلدات؟!


القراءة المتابعة للاجتماع في هذا التوقيت قبل الانتخابات بأسبوعين، والمبالغة في وصف هجمات المسلحين الفلسطينيين، يستهدف تمهيد الطريق الدولي للجيش الذي يحاصر نابلس حاليا، ويقتحم جنين صباح مساء، للقيام بتنفيذ اجتياح واسع النطاق لشمال الضفة، بحجة المقاومة، والهدف التأثير على الانتخابات الداخلية، وزيادة حصة حزبه، وإظهار نفسه قائدا يوفر الأمن ولا يساوم على الأمن البتة.


يجدر بالمقاومة في الضفة أن تعد تصريحات غانتس أمام سفراء الاتحاد الأوربي بمثابة البدء بالخطوة الأولى لاقتحام شمال الضفة بشكل موسع قبل الانتخابات.


ويمكن قراءة الفكرة نفسها في عرض (إسرائيل) العفو عن أعضاء عرين الأسود إذا ما سلموا سلاحهم للسلطة، وهو عرض زادت فيه السلطة إغراء الوظيفة والراتب، ودفعة ثمن قطعة السلاح. العرض هذا ليس مقصودا لذاته، (فإسرائيل) والسلطة يعلمان أن عرين الأسود سترفض العرض رفضا قاطعا. إن العرض مقصود لغيره، إي لتبرير الاجتياح الموسع لشمال الضفة، وتبرير الخسائر التي قد تلحق بالمدنيين وتحميل مسئوليتها لمن رفض عرض العفو والوظيفة.


ما أود قوله في قراءتي هذه أن العروض السياسية من غانتس ورجال أمن في أجهزة السلطة يخفي خلفة لا محالة اعمالا عسكرية، يجدر الحذر منها، ويجدر التمسك بوحدة الصف ووحدة القرار.
المسجد الأقصى تحت نار الاقتحامات والتدنيس وخطر التقسيم، وجنين تواجه اقتحامات يومية يقع فيها شهداء، وبشكل كبير، ونابلس محاصرة وسياسة العصا والجزرة يمارسها غانتس والإعلام العبري بشكل موسع، بغرض تبرير الهجوم على نابلس. الفلسطيني تمرد قديما على الحلول الاقتصادية، ولن يخضع لمعادلة العثا والجزرة.

التعليقات (0)