د. يوسف رزقة يكتب : هل أوكرانيا ضحية ثالوث ماكر؟!

profile
د. يوسف رزقة كاتب سياسي. أستاذ أدب ونقد في الجامعة الإسلامية بغزة وزير إعلام وأوقاف سابق
  • clock 4 مارس 2022, 6:57:40 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

هل خدعت أميركا والناتو أوكرانيا، أم إنه لا خديعة ولكن ثمة فشل؟! أيا كانت الإجابة فأوكرانيا تدفع ثمنا باهظا، كان يمكن لها أن تتجنبه لو كانت على يقين من موقف أميركا والغرب، وكذا (إسرائيل).


كانت التقديرات الأوكرانية بحسب وعودات أميركا والغرب أن روسيا لن تدير حربا شاملة على الأرض الأوكرانيا، ليس لعدم استطاعتها ذلك، ولكن خشية تدخل أميركا والغرب.  التقديرات الأوكرانية ثبت أنها خاطئة، فروسيا تدير حربا شاملة في كل المناطق الأوكرانية برا وبحرا وجوا، والدول الغربية وأميركا عاجزة عن التدخل، وتقاوم روسيا من خلال العقوبات الاقتصادية والمالية؟!، وهي عقوبات تظهر آثارها بعد سنين طويلة، تكون في أثتائها قد فقدت أوكرانيا حريتها وبريقها.


العقوبات يمكن أن تؤثر بشكل سريع على دولة كالعراق، وإيران، ولكن تأثيرها السريع على دولة بحجم روسيا أمر مستبعد، لا سيما وأن لروسيا حلفاء في مواجهة عقوبات أميركا والغرب.


نعم، طلبت أوكرانيا من أميركا والناتو فرض حظر طيران في الأجواء الأوكرانية، وطلبت من (إسرائيل) أسلحة دفاعية فردية، أميركا لم تستجب، والناتو لم يلب النداء،( وإسرائيل) رفضت الطلب خوفا من انتقام روسي؟! وعليه يمكن القول بأن الحسابات الأوكرانية كانت خاطئة، وأن هذا الخطأ تولد عن عملية خداع كبيرة، وكان بإمكان أوكرانيا أن تتجنب حربا غير متوازنة بالمفاوضات مع روسيا حول مفهوم الحياد، وعدم الالتحاق بالناتو.
الخداع الغربي فكرة ممكنة، وقابلة للتصديق، وتحتاج لمقاربة تقديرية بالأدلة، وهو إمر متوفر لحكومة أوكرانيا، التي تبدي عدم رضاها عن أميركا والغرب، ومن الأدلة ما صرحت به صحف غربية تحت تساؤل لماذا لم يبادر الناتو بضم أوكرانيا إليه قبل الغزو الروسي بأيام، ومسألة الضم لا تحتاج وقتا، بل ورقة وإمضاء، إن كان صادقا في الدفاع عن أوكرانيا؟!.


الخداع والفشل وجهان لسياسة قذرة، يمارسها الأقويا لابتزاز الضعفاء، وهذا ما تواجهه أوكرانيا، حيث لا مانع لدى الغرب وأميركا من استمرار القتال حتى آخر أوكراني لإضعاف روسيا ؟! المهم أن لا يصيب القتل والموت الأميركي، او الغربي، أو الإسرائيلي؟! وهذه سياسة المنافقين المعاصرين، وقادة التمييز العنصري الخالي من الإنسانية؟!. 


في ضوء ما تقدم أستطيع القول بأن الأوكرانيين هم ضحايا خديعة، وفشل، وعنصرية معا، كما كان العراقيون في زمن صدام ضحايا سياسة مماثلة لهذا الثالوث الماكر( أميركا والغرب وإسرائيل)؟!


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)