د.يوسف رزقة يكتب: يهودية زيلنيسكي تجاوزت الأوكرانية!

profile
د. يوسف رزقة كاتب سياسي. أستاذ أدب ونقد في الجامعة الإسلامية بغزة وزير إعلام وأوقاف سابق
  • clock 22 مارس 2022, 5:33:25 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

قلنا في مقال سابق أن زيلنيسكي الرئيس الأوكراني: أوكراني الجنسية، يهودي العقيدة. واليهودية عادة مقدمة عندهم على الجنسية القومية، وربما كافحتهم أوربا قديما بهذا السبب، واتهمتهم بالخيانة، ومن ثمة عملت على إخراجهم من أوربا، لتتخلص من مشكلتهم. اليوم يقدم زيلنيسكي صورة للولاء اليهودي على المصالح الأوكرانية والقومية الأوكرانية، ظهر ذلك واضحا في خطابه أمام الكنيست الإسرائيلي الأحد الفائت، حيث زعم أن أوكرانيا ضحية، كما إسرائيل ضحية؟! وهو في هذا الزعم لم يلتفت لتداعياته في البلاد العربية؟!.

من يكون في حرب يحرص على الإمساك بكل الخيوط بيده، حتى لا يدعها تفلت نحو عدوه، ولكن زيلنيسكي اليهودي المتصهين لم يهتم بهذه القضية، ولا بالعرب، ولا بتداعيات خطابه السالب في الساحات العربية، لأن اليهودية مقدمة عنده على الجنسية الأوكرانية؟!. زيلنيسكي اليهودي يشبه ما يجري في بلاده بما جرى في المحرقة النازية لليهود، وهو  كان قد طلب من يهود العالم مساعدته في مواجهة روسيا، وهو أيضا عبر عن راحته لوساطة إسرائيلية بينه وبين بوتين، وهذا التصرفات تدعم فكرة اليهودية أولا عنده؟! هذه المواقف لا تتشكل من فراغ، ولا في فراغ؟!

المصالح الاقتصادية لأوكرانيا عند الدول العربية أكبر بكثير من مصالحه عند (إسرائيل)، فلماذا لا يلتفت زيلنيسكي لمصالح أوكرانيا ويلوذ بالصمت بينما هو في حرب ضروس؟! لا تفسير لهذا غير اليهودية التي يقدمها على مصالح وطنه، وهي التي جعلته الدولة الأولى بعد أميركا ترامب في الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال؟!. إذا لم تكن اليهودية هي التفسير الأساس، فإن ضعف النظام العربي، وخذلانه للقضية الفلسطينية هي آساس آخر، إذ يقول المنطق لو أنه شعر بغضب العرب، وبتهديدهم لمصالح أوكرانيا التجارية لتوقف عن هذه المزاعم الفاسدة. ولكن  يبدو أنه  مطمئن أن الدول العربية فطيرة ولن تحرك ساكنا، وستعذره فيما قال. ويبدو أن حدسه كان صحيحا، فلم تتطوع أية دولة عربية لنقد مزاعمه والاحتجاج على مضون خطابه أمام الكنيست، وكل النقد والشجب جاء من كتاب وصحفيين وأعضاء أحزاب غير ممثلة في الحكومات العربية؟!.

أنا لا أؤيد احتلال أرضي الغير بقوة السلاح، فهذا عمل منكر يجب شجبه، ولكن يبدو أن أوكرانيا تحتاج لاحتلال روسي ليعرف شعبها وزيلنيسكي خاصة معنى الاحتلال؟! الاحتلال بغيض وعدواني سواء أكان من روسيا أو من (إسرائيل)، فلماذا يبرر زيلنيسكي الاحتلال الإسرائيلي، ويجرم الاحتلال الروسي؟!، الاحتلال الروسي أن تمّ هو أخف من الاحتلال الإسرائيلي،  لأن ورسيا تعود لأراض كانت جزءا منها في عهد الاتحاد السوفيتي، وبوادر تهديدها للأمن الروسي بمحاولة الانضمام للناتو أمر يعترف به الروس وغيرهم.، وروسيا لا تطرد السكان خارج أراضيهم طردا يقوم على تخطيط كما فعلت دولة الاحتلال الإسرائيلي في عام ١٩٤٨م.

التعليقات (0)