د. يوسف رزقة يكتب: يوم الأرض.. أين نجح العدو وأين فشل؟

profile
د. يوسف رزقة كاتب سياسي. أستاذ أدب ونقد في الجامعة الإسلامية بغزة وزير إعلام وأوقاف سابق
  • clock 30 مارس 2022, 7:59:33 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

يوم الأرض يوم وطني فلسطيني. الأيام الوطنية في فلسطين المحتلة عديدة، وهي متنوعة الدلالات، ولكن يوم الأرض الذي يصادف (٣٠ )من مارس أذار من كل عام هو يوم ذو دلالة خاصة وموحدة يلتقي عندها الفلسطينيون معا حيثما كانوا. اليوم نشأ من انتفاضة شعبية فلسطينية داخل الخط الأخضر ضد استيلاء العدو الصهيوني ومصادرته لأراض قريتين عربيتين في شمال فلسطين، وطرد سكانهما منهماقبل (٤٦)عاما. هذه الانتفاضة التي جسدت العلاقة الوجدانية بين الفلسطيني، وأرضه، أو قل بين المكان والمكين، باتت بعد يوم النشأة انتفاضة شعب بكامل مكوناته، وفي أماكن تواجده وتجمعاته.

حين استولت الصهيونية اليهودية على أرض فلسطين بمعاونة الاستعمار البريطاني في عام ١٩٤٨م، وبخيانة أنظمة عربية استجابات لمطالب بريطانية،  تصورت أن أرض فلسطين ستخلص نهائيا لمن يستوطنها من اليهود عاما بعد عام، وأن الأجيال التالية لجيل النكبة ستنسى أرض الأباء والأجداد، وسيتمكن الغزو الفكري والإعلامي من تغيير الهوية الفلسطينية، والشخصية الفلسطينية، وسينشأ الفلسطيني الجديد على الإقرار بالأمر الواقع، والتعايش مع من يحتل الأرض. أي كما سيغير المستوطن الارض، ستغير الثقافة اليهودية، والقيم اليهودية، الفلسطيني، وتمنحه هوية جديدة زرقاء، وستصبح فلسطين عينا بعد أثر كما آلت إليه الأندلس؟!

قادة الصهيونية داخل ( إسرائيل) وخارجها عملوا بجد ونشاط على تطبيق نظريتهم في التغيير، والاستيطان، وعاونتهم أميركا ودول الغرب فيما يريدون، وكانت النتيجة بعد أكثر من سبعة عقود مخيبة لأمالهم، ذلك أنهم تمكنوا من الارض استيلاء واستيطانا، ولكنهم فشلوا فشلا ذريعا في صناعة الفلسطيني الجديد، أي فشلوا في استراتيجية التغيير الشاملة، وبات الفلسطيني الجديد من جيل إغبارية، وآبو القيعان، وحمارشة،  أكثر تمسكا بالأرض، وأكثر رفضا للتغيير، من جيل النكبة، الذي تقبل الهزيمة وهجر أرضه خوفا على عرضه، وكان فريسة لتضليل وخيانة كبيرة.

الجيل الجديد ونحن اليوم في عام ٢٠٢٢م يحتفل بيوم الأرض ولديه قناعة قلبية راسخة أن زمن أفول  نجم دولة الاحتلال قد بدأ، وأن إرهاصات الزوال من الداخل أظهر من إرهاصات الزوال من الخارج، ومن ثمة نستطيع القول بأن الأجيال الشابة الآن تعد العدة لعودة حقيقية وشاملة للأرض والوطن والدار، وستحافظ بعد عودتها على احتفالات يوم الأرض، باعتبارها الأم الحنون، والكرامة، والشرف، والعرض، وأغلى ما في الحياة بعد الدين هو الوطن. فلسطين وطني، والأقصى مسرى نبي صلى الله عليه وسلم، ومن لا وطن له لا كرامة تامة له.

كلمات دليلية
التعليقات (0)