رغم عدم فاعليتهما تجاه غزة.. روسيا والصين المستفيد الأكبر من الدعم الأمريكي المطلق لإسرائيل

profile
  • clock 26 ديسمبر 2023, 9:39:11 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

قال المركز العربي بواشنطن إن الدعم الأمريكي المطلق للاحتلال الإسرائيلي في حربه على قطاع غزة المحاصر، يخدم مصالح المنافسين الاستراتيجين في الشرق الأوسط للولايات المتحدة، روسيا والصين.

وأوضح المركز، في تحليل أعده تشارلز دن، أنه على الرغم من أن روسيا والصين تقفان على هامش هذا الصراع الإقليمي الكبير، إلا أن دعم بايدن اللا محدود للاحتلال الإسرائيلي يدفع نحو نظام جديد ثلاثي الأقطاب في المنطقة.

دن قال إنه "بدا (في وقت سابق) أن الهيمنة الأمريكية كانت في طريقها إلى التراجع، وأن عصرا جديدا قد بزغ.  كانت مسألة وقت فقط حتى تتفوق التعددية القطبية على الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وتجلب نظاما جديدا".

وأوضح أنه في هذا النظام "كانت روسيا والصين ستتنافسان على قدم المساواة على السلطة والهيبة في الخليج وأماكن أخرى. وستصبح الولايات المتحدة، في أحسن الأحوال، طرفا من مثلث متساوي الأضلاع يتكون من ثلاث قوى عالمية ذات نفوذ متساوٍ".

واستدرك: "ربما لا يزال هذا صحيحا، لكن الحرب في غزة غيرت الأمور، ففجأة، يبدو أن روسيا والصين تقفان على هامش صراع إقليمي كبير، وتتساءلان عن كيفية جعل أصواتهما ووجهات نظرهما ذات أهمية على المسرح الدبلوماسي، بينما أصبحت الولايات المتحدة أكثر أهمية من أي وقت مضى، ويبدو أنها تحمل مفتاح السلام الإقليمي إذا اختارت أن تستخدمه".

ومنذ اندلاع الحرب، تقدم إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للاحتلال أقوى دعم عسكري واستخباراتي ودبلوماسي ممكن، حتى بات منتقدون يعتبرون واشنطن "شريكة" في "جرائم الحرب" الإسرائيلية بغزة.

دعم عنيد

واستدرك تحليل "دن": "لكن دعم واشنطن العنيد للحملة الإسرائيلية في غزة ورفضها النظر في وقف طويل الأمد لإطلاق النار، في مواجهة تزايد الخسائر البشرية والأدلة على اللامبالاة الإسرائيلية الصادمة تجاه مقتل الفلسطينيين، سيستمر في إبقاء روسيا والصين وثيقتي الصلة باللعبة الدبلوماسية".

وأضاف أن "روسيا والصين تضغطان على إسرائيل الولايات المتحدة، وخير مثال على ذلك هو محاولات اتخاذ إجراء في مجلس الأمن الدولي، والتي أحبطتها أو خففتها واشنطن (تمتلك حق النقض/ الفيتو) مرارا".

وزاد بأنه "مهما كانت دبلوماسية روسيا والصين غير فعالة تجاه غزة حتى هذه اللحظة، فقد لا تحتاجان إلى فعل الكثير للتأكيد على نقطتهما المركزية: وهي أن الولايات المتحدة، في دفاعها عن إسرائيل بإمدادات الأسلحة وفي الأمم المتحدة، أظهرت نفسها على أنها عدو للتطلعات الفلسطينية وللحساسيات العربية والإسلامية".

و"بما أن حرب إسرائيل لا تعبر عن الهدف الذي تدعيه الحكومة الإسرائيلية، وهو تفكيك (حركة) حماس وأكثر شبها بهياج غير منضبط ومدفوع بالانتقام، فإن أهمية بكين وموسكو كثقلين محتملين لواشنطن أصبحت أكثر وضوحا من أي وقت مضى"، كما أضاف دن.

نهاية اللعبة

دن قال إنه "مع تدهور الوضع في غزة، ربما تكون الولايات المتحدة قد وصلت إلى حدود صبرها"، مستشهدا بزيارة وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إلى إسرائيل في 18 ديسمبر الجاري.

وتابع أن هذه الزيارة هدفت إلى "التأكيد على رسالة الإدارة المتغيرة بأن إسرائيل يجب أن تنتقل إلى "مرحلة أكثر استهدافا" في الحرب، وأن حماية المدنيين هي "ضرورة استراتيجية".

واعتبر دن أن "هذا تغيير مهم، ولكن لا يزال أمام الولايات المتحدة طريق طويل لتقطعه قبل أن تتمكن من المساعدة في إنهاء القتال وتحديد مسار جديد لسياستها في الشرق الأوسط".

وشدد على أن "كل هذا ضروري لتحقيق السلام بعيد المنال بين إسرائيل وفلسطين، والذي سعى إليه منذ فترة طويلة العديد من المفاوضين والرؤساء الأمريكيين، ولمواجهة منافسي الولايات المتحدة الرئيسيين على النفوذ، الصين وروسيا، اللذين ينتظران على الهامش".

ومنذ أبريل 2014، توقفت مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لأسباب بينها تمسك الاحتلال باستمرار البناء الاستيطاني في الأراضي المحتلة وتنصله من إقامة دولة فلسطينية مستقلة وفقا لمبدأ حل الدولتين.
 

التعليقات (0)