رفيق دروكز يكتب: خيار إسرائيل الوحيد.. مساعدة السلطة الفلسطينية على حكم القطاع

profile
  • clock 7 نوفمبر 2023, 8:28:40 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

عدد من المتصفحين اتهموا "خليل" من "بئيري"، وهو عامل فلسطيني بنقل المعلومات لـ"حماس" كما يبدو. هكذا عرف المخربون كيفية الوصول بشكل دقيق جداً إلى النقاط المهمة في الكيبوتس. على الفور بعد ذلك أوضح سكان "بئيري" أن خليل والفلسطينيين لم يعملوا في الكيبوتس منذ بضع سنوات. مع ذلك، لا يمكن تبرئة العمال الفلسطينيين من الاتهامات الفظيعة: الحصول على مصدر الرزق، المعاملة الجيدة، النوم، وهم ردوا على ذلك بإعطاء معلومات لـ"حماس".
 

ليس جميعهم، لكن حتى لو كان هناك أفراد فعلوا ذلك – كما هم مقتنعون في "نسيف هعسرة" مثلاً - فإن هذا يلقي بالظلال على الجميع ويتساوق مع الرواية الصعبة جداً التي ربما ستنمو من هذه الحرب: لا يوجد أي عرب جيدين. كل غزة هي "حماس". اليمين العميق سينقض على ذلك كمن وجد غنيمة كبيرة. هذه وسيلة ستبرر طردهم. من ناحيتهم حتى السلطة الفلسطينية هي "حماس" مقنعة، وكل سكان الضفة هكذا. أسود وأبيض، يهود وعرب، يجب قتلهم جميعاً.


للأسف الشديد، هناك عدد غير قليل في الوسط، وأحياناً في اليسار – تحت تأثير المذبحة الفظيعة – بدؤوا يقتنعون. مشاهد الرعاع، الذين انقضوا على المستوطنات بعد مخربي "حماس"، وهم يسلبون ويدمرون ويقومون باختطاف الناس، أثرت فينا جميعاً. تقريباً من الغباء القول: إنه ليس كل المليونَي شخص وأكثر من سكان غزة هم "حماس".. بعضهم يعارضون "حماس" في أعماقهم ويتم قمعهم وقتلهم من قبلها. هناك من ينسب لهم حقيقة أنهم لم يعارضوا، بل تمردوا. هل حقاً. لماذا الكوريون الشماليون ليسوا متمردين؟ ولماذا الإيرانيون الشجعان المتمردون لا ينجحون في القضاء على حكم آيات الله؟
 

لا يوجد أي مقياس جدي لدرجة تأييد سكان غزة لـ"حماس". استطلاع في القطاع ليس بالضبط مهمة ممكنة. ولكن إذا افترضنا أن "حماس" وبحق تحصل على دعم كبير في القطاع، فما هو الاستنتاج العملي الذي يجب استنتاجه من ذلك؟ كما يبدو فقط استنتاج واحد: البقاء لحكم غزة وتحمل الضربات وإدارة الحياة هناك واحتلالهم. إذا كان جميع الفلسطينيين هم "حماس" فيجب حقاً السيطرة أيضاً على الضفة وربما على لبنان. في ألمانيا واليابان في الحرب العالمية الثانية كان هناك تأييد واسع للنازيين وللإمبراطور. بعد أن قامت دول الحلفاء بهزيمتهم لم يخطر ببالها البقاء هناك، والانتقام من كل ألماني أيّد النازيين. إسرائيل يوجد أمامها خيار واحد فقط: محاولة مساعدة سلطة فلسطينية شرعية لتحكم القطاع. الجيش الإسرائيلي سيحافظ على قطاع أمني، وربما يتواجد في محور فيلادلفيا لمنع زيادة قوتها، لكن من الضروري أن يكون هناك حكم فلسطيني في القطاع. لا يوجد أي جدوى من الأوهام بأن إسرائيل يمكنها أن تملي من هو. 

ولكن هي بالتأكيد يمكنها مساعدته. يجب على إسرائيل الإعلان أنها لا تنوي احتلال القطاع أو البقاء فيه، وأنها معنية بنقل السلطة لكل هيئة فلسطينية شرعية شريطة ألا تكون "حماس" جزءاً منها. إسرائيل مستعدة للمساعدة في إجراء انتخابات في السلطة الفلسطينية، بما في ذلك في شرق القدس (هذا مبدأ غبي لإسرائيل، الذي تقدم الأحداث السلم للنزول عنه)، هذا إذا كانت هذه هي رغبة الفلسطينيين. أيضاً: يجب عليها الموافقة على إطلاق سراح مروان البرغوثي، إذا تم انتخابه لرئاسة السلطة الفلسطينية. لقد قمنا بإطلاق سراح قتلة أكبر منه في صفقة شاليت، بمن فيهم يحيى السنوار. يبدو أنه لا يوجد للفلسطينيين أي زعيم شرعي أكثر منه. ربما هو الوحيد الذي يمكنه أن يسيطر أيضاً على القطاع، دون أن يعتبر هذا الأمر كتعاون مع إسرائيل. هذه الحكومة، 

للأسف الشديد، غير قادرة على مثل هذه البرامج. مجمدة عند الوضع الراهن وبهوس إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، الحد الأقصى الذي يفعلونه هو إدارة نقاشات فارغة. لا يوجد أي سبب في أن "المعسكر الرسمي" لا يضع خططاً سياسية أكثر جرأة. حتى لو لم يخرج منها أي شيء إلا أنه على المدى البعيد، فإن مجرد طرحها للنقاش في هذا التوقيت سيساعد إسرائيل كثيراً في النضال على شرعية مواصلة الحرب.

المصادر

المصدر: رفيف دروكر عن "هآرتس"
                    ترجمة خاصة

التعليقات (0)