زيادات ملحوظة عربيًا في احتياطيات النفط والغاز في 2022.. تعرف عليها

profile
  • clock 29 ديسمبر 2022, 3:06:41 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

للمرة الأولى في غضون 4 أعوام، تشهد احتياطيات النفط المؤكدة عالميًا زيادة ملحوظة، في مخالفة للاتجاه الهبوطي السائد منذ عام 2019.

وتتزامن هذه الزيادات الملحوظة في احتياطيات النفط والغاز، مع الصعود الملحوظ الذي شهدته أسعار الخام مطلع العام 2022، قبل أن تتقلص المكاسب لاحقًا.

وبنهاية عام 2022، صعدت احتياطيات العالم المؤكدة من النفط والغاز الطبيعي بزيادة 1.3% و2.2% على التوالي، مقارنة بمستويات 2021، حسب التقديرات السنوية لمجلة "أويل آند غاز جورنال".

وترجع هذه الزيادة في الاحتياطيات العالمية المؤكدة من الوقود الأحفوري جزئيًا إلى أسعار السلع المرتفعة طوال العام الجاري، بالإضافة إلى المراجعات الصعودية فيما تملكه بعض الدول من احتياطي.

بلغ إجمالي احتياطيات النفط المؤكدة حول العالم 1757.04 مليار برميل بنهاية عام 2022، مقابل 1734.67 مليار برميل بنهاية العام السابق له 2021.

وبيانات الاحتياطيات تشمل النفط الخام والمكثفات وسوائل الغاز الطبيعي والرمال النفطية.

وتُعدّ هذه الزيادة البالغة 22 مليار برميل تقريبًا خلال العام الجاري في احتياطيات الخام المؤكدة، هي الأولى منذ عام 2019، عندما تراجعت احتياطيات النفط العالمية لشركة النفط البريطانية "بي بي" إلى مستوى 1734.8 مليار برميل (أو 1744 مليار برميل عند أخذ احتياطيات غايانا في الحسبان).

واستمر هذا الاتجاه الهبوطي في عام الوباء، بعدما تراجع إجمالي احتياطيات العالم مجددًا إلى 1732.4 مليار برميل (أو 1743 مليار برميل مع أخذ احتياطيات غايانا في الحسبان)، طبقًا لبيانات شركة النفط البريطانية.

تمتلك منطقة الشرق الأوسط أكبر حصة (49%) من احتياطيات النفط المؤكدة عالميًا، إذ بلغت 869.6 مليار برميل بنهاية عام 2022، مقابل 860 مليار برميل بنهاية العام السابق له.

وجاءت الزيادة في المنطقة مدفوعة بقفزة قوية في الاحتياطيات النفطية المؤكدة من النفط لدى السعودية، إذ ارتفعت إلى 267.2 مليار برميل بنهاية العام، مقارنة مع 261.6 مليار برميل قبل عام مضى.

كما أن احتياطيات الإمارات من الخام شهدت زيادة، لتصل إلى 111 مليار برميل، بدلًا من 107 مليارات برميل احتياطيات مسجلة بنهاية 2021.

وشهدت احتياطيات النفط المؤكدة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ زيادة طفيفة إلى 45.8 مليار برميل بنهاية هذا العام، مقابل 45.7 مليار برميل بنهاية 2021.

ويتزامن ذلك مع زيادة احتياطيات الصين، التي تُشكّل نصف ما تملكه المنطقة بأكملها من احتياطي الخام، لترتفع إلى 27 مليار برميل بنهاية العام مقابل 26.5 مليار برميل بنهاية 2021.

وشهدت منطقة أوروبا الشرقية ودول الاتحاد السوفيتي سابقًا أيضًا، زيادة طفيفة في مجموع الاحتياطيات، لترتفع إلى 119.95 مليار برميل بنهاية العام، بدلًا من 119.94 مليار برميل في 2021.

وعلى النقيض، تراجعت الاحتياطيات المؤكدة من الذهب الأسود في باقي مناطق العالم، إذ هبطت بنحو 9.4% لدى دول نصف الكرة الغربي، لتصل إلى 519.5 مليار برميل بنهاية 2022.

وبالنسبة لاحتياطيات أفريقيا المؤكدة من النفط، فتراجعت هي الأخرى بنحو 3.7% على أساس سنوي، مسجلةً 119.1 مليار برميل بنهاية 2022، وانخفضت الاحتياطيات كذلك في منطقة أوروبا الغربية إلى 11.1 مليار برميل، مقابل 11.6 مليارًا بنهاية 2021.

وتأتي فنزويلا في الصدارة، دون منافس، عند الحديث عن قائمة أكثر الدول امتلاكًا لاحتياطيات النفط الخام حول العالم، إذ تمتلك الدولة 303.5 مليار برميل بنهاية عام 2022، بانخفاض طفيف عن المستويات المسجلة نهاية 2021، والبالغة 303.6 مليار برميل.

وتحلّ السعودية ثانيًا، باحتياطيات 267.2 مليار برميل، تليها إيران بنحو 208.6 مليار برميل، كما تمتلك كندا 163.8 مليار برميل، لتأتي بالمرتبة الرابعة، يليها العراق (145 مليار برميل) في الترتيب الخامس.

وبالنسبة للمراكز من السادس إلى السابع، فكان الترتيب كالتالي: الإمارات (111 مليار برميل) والكويت (101.5 مليار برميل) وروسيا (80 مليار برميل) والولايات المتحدة (79.2 مليار برميل) وليبيا (48.4 مليار برميل).

وتتذيّل إثيوبيا والمغرب والأردن ودول أخرى قائمة أقلّ 10 دول حول العالم امتلاكًا لاحتياطيات النفط حتى نهاية عام 2022.

رغم أن السعودية تشغل المرتبة الثانية عالميًا في احتياطي النفط، فإنها تأتي في صدارة القائمة عند اقتصارها على الدول العربية فقط، يليها العراق ثم الإمارات والكويت وليبيا وقطر على الترتيب.

بينما تُقدَّر احتياطيات الغاز الطبيعي المؤكدة حول العالم بنحو 7456 تريليون قدم مكعبة (211.2 تريليون متر مكعب) نهاية هذا العام، مقابل 7297 تريليون قدم مكعبة (206.7 تريليون متر مكعب) نهاية عام 2021.

ويعني ذلك أن إجمالي احتياطيات دول العالم من النفط والغاز يواصل الصعود للعام الثاني على التوالي، بعد أن تراجع الاحتياطي خلال عام الوباء (2020) إلى 188.1 تريليون متر مكعب مقابل 190.3 تريليونًا خلال عام 2019.

وكان عام 2022 شاهدًا على زيادة احتياطيات الغاز الطبيعي المؤكدة لدى جميع مناطق العالم الستّ، والزيادة الأكبر جاءت من نصف الكرة الغربي، لترتفع الاحتياطيات إلى 27 تريليون متر مكعب تقريبًا هذا العام، مقابل 23.2 تريليونًا بنهاية 2021.

وصعدت احتياطيات الغاز الطبيعي في منطقة الشرق الأوسط إلى 81.7 تريليون متر مكعب بنهاية 2022، مقابل 81.2 تريليونًا بنهاية العام الماضي، وفق بيانات أويل آند غاز جورنال وحسابات وحدة أبحاث الطاقة.

وارتفعت احتياطيات الغاز لدى دول أفريقيا بنسبة تقارب 0.6% هذا العام، لتصل إلى 17.7 تريليون متر مكعب، في حين جاء ارتفاع الاحتياطي بنسبة طفيفة في منطقة أوروبا الشرقية ودول الاتحاد السوفيتي.

وفي منطقة آسيا والمحيط الهادئ، بلغت احتياطيات الغاز المؤكدة 16.5 تريليون متر مكعب، مقابل 16.3 تريليونًا في العام السابق، كما صعدت الاحتياطيات في أوروبا الغربية إلى 1.8 تريليون متر مكعب بزيادة هامشية عن 2021.

أمّا تاريخيًا، فإن احتياطيات الغاز الطبيعي المؤكدة حول العالم تتبع اتجاهًا صعوديًا في الأغلب، قبل أن يتعطل هذا الاتجاه قليلًا عام 2020، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة اعتمادًا على بيانات شركة النفط البريطانية بي بي، كما يوضح الرسم البياني التالي:

وتشتهر قطر بأنها صاحبة ثالث أكبر احتياطيات عالميًا من الغاز الطبيعي، لكن يسبقها بالقائمة كل من روسيا وإيران، وبالنسبة للترتيب الرابع فتشغله الولايات المتحدة، يليها تركمانستان بالمركز الخامس، والسعودية بالمرتبة السادسة.

ومن حيث الدول الأقلّ امتلاكًا لاحتياطيات الغاز الطبيعي، فتأتي دولة باربادوس، وهي دولة في منطقة بحر الكاريبي، يليها اليونان والكونغو الديمقراطية على الترتيب، باحتياطيات تقلّ عن مليار متر مكعب لكل دولة من الدول الثلاث.

وتُشكّل "أوبك" قرابة 70.68% من إجمالي الاحتياطيات المؤكدة من النفط حول العالم، إذ بلغ مجموع ما تملكه الدول الـ13 بنهاية عام 2022 نحو 1241.8 مليار برميل، وهو أعلى من المستويات المسجلة نهاية العام الماضي، والبالغة 1236.9 مليار برميل.

في المقابل، يمتلك بقية دول العالم ما يزيد قليلًا على 29% من الاحتياطيات النفطية، وفق البيانات والتفاصيل التي رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.

أمّا بالنسبة للغاز الطبيعي، فإن دول "أوبك" تمتلك تقريبًا 35% من إجمالي احتياطيات العالم المؤكدة من هذا الوقود الأحفوري، إذ بلغ احتياطي الـ13 دولة بنهاية العام 2621.7 تريليون قدم مكعبة (74.3 تريليون متر مكعب) مقابل 2604 تريليون قدم مكعبة (73.8 تريليون متر مكعب) بنهاية عام 2021.

وزاد إنتاج النفط عالميًا خلال عام 2022، ليصل إلى ما متوسطه 92.36 مليون برميل يوميًا، مقارنة مع قرابة 89 مليون برميل يوميًا في 2021، ويعني ذلك زيادة 3.8% على أساس سنوي.

وعلى حين بلغت الزيادة السنوية في إنتاج الأعضاء بمنظمة الدول المصدّرة للنفط (أوبك) 1.7 مليون برميل يوميًا في 2022، فإن إمدادات منتجي الخام من غير الأعضاء في "أوبك" صعدت بنحو 1.6 مليونًا طوال العام ذاته، وتُشكّل الولايات المتحدة 77% من هذه الزيادة.

وحسب بيانات "أويل آند غاز جورنال" تُقدّر إنتاج دول "أوبك" الـ13 عند 32.949 مليون برميل يوميًا خلال عام 2022، مقارنة مع 31.247 مليونًا في 2021، ما يعني زيادة 5.4% على أساس سنوي.

وتتزامن هذه الزيادة في إنتاج دول "أوبك" من النفط مع توقعات أن تشهد السعودية أكبر وتيرة نمو في الإنتاج على أساس سنوي، كما أن إنتاج الإماراتي النفطي يُرجَّح أن يسجل زيادة 12%.

كما أنتجت الإمارات نفط خام بوتيرة تفوق بكثير حصتها، بموجب اتفاق "أوبك+" منذ بداية عام 2022.

وبينما يُتوقع زيادة إنتاج كل من كندا والبرازيل بنحو 2.4% و4% على التوالي خلال العام الجاري، فإن الإمدادات في النرويج والمملكة المتحدة من المحتمل أن تشهد هبوطًا 3.3% و4.5% على الترتيب؛ بفعل عمليات الصيانة في حقول رئيسة.

وبالنسبة لإنتاج النفط الروسي، فمن المتوقع أن يبلغ في المتوسط 10.95 مليون برميل يوميًا هذا العام، بزيادة طفيفة عن مستويات 2021 والبالغة 10.78 مليونًا، لكن من المحتمل هبوط إنتاج موسكو مع التطبيق الكامل لتدابير الحصار الأوروبي.

التعليقات (0)