زيارة بن سلمان للأردن: تنسيق للمواقف قبيل قمة بايدن

profile
  • clock 20 يونيو 2022, 11:33:10 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

يقوم ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، هذا الأسبوع في جولة إلى مصر والأردن وتركيا، ومن المقرر أن يزور ولي العهد السعودي الأردن، يوم غد الثلاثاء، حيث يجري مشاورات مع الملك عبدالله الثاني، ويغادر في اليوم التالي.

وشهدت العلاقات الأردنية السعودية، خلال السنوات القليلة الماضية، حالة حذر غير معلنة في التعامل، دفع بها تورط مستشار محمد بن سلمان، رئيس الديوان الملكي الأردني الأسبق باسم عوض الله، في قضية "الفتنة".

ويزور ولي العهد السعودي تركيا، الأربعاء، بحسب ما أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، موضحا أن الزيارة ستجري في أنقرة. وقال "سنستقبل ولي العهد الأربعاء، في المجمع الرئاسي"، مقر الرئاسة في أنقرة.

وستكون هذه الزيارة الأولى للأمير إلى تركيا منذ مقتل الإعلامي السعودي جمال خاشقجي، في قنصلية بلاده في إسطنبول في العام 2018، ما أدى إلى توتر في العلاقات بين البلدين.

وتأتي زيارة بن سلمان، إلى الأردن، التي تعتبر الأولى له منذ توليه ولاية العهد، في إطار جولة خارجية، تشمل تركيا ومصر، وذلك قبيل قمة أميركية عربية تستضيفها الرياض، منتصف تموز/يوليو المقبل.

ويشارك في القمة الأميركية العربية، دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق، بالإضافة إلى الولايات المتحدة.

وبالعودة إلى الزيارة المرتقبة إلى بن سلمان، إلى الأردن، ومع تطورات إقليمية ودولية لافتة، فإن اختياره لدول محورية هي: الأردن وتركيا ومصر، يؤكد حرصه على توحيد المواقف وكسب التأييد تجاه أبرز الملفات، قبيل قمة الرئيس الأميركي جو بادين.

تنسيق مهم لقمة بايدن

وقال وزير الإعلام الأردني الأسبق، سميح المعايطة، إن "الزيارة حدث مهم بحد ذاته سياسيا، وجزء من تواصل دائم بين قيادتي البلدين، ومن تطوير دائم لكل أشكال العلاقة، التي تتجاوز حدود السياسة إلى الإستراتيجي لكلا البلدين، وعلى أجندة الزيارة العلاقات الثنائية بكل تفاصيلها".

وأضاف المعايطة، أن الهدف من الزيارة "التنسيق استعدادا لزيارة الرئيس الأميركي للمنطقة وللسعودية".

واستدرك "القمة التي ستجمع الرئيس الأميركي مع قادة الخليج ومصر والأردن والعراق، تنسيق مهم لقمة ستبحث ملفات مهمة للمنطقة".

وأشار المعايطة، إلى أنه "على طاولة البحث أيضا ملفات المنطقة في سورية والعراق ولبنان، وهي ملفات لديها مكانة في جدول اهتمامات الأردن والسعودية".

ومضى قائلا "أما القضية الفلسطينية، فستكون حاضرة، مع ضرورة استثمار المرحلة القادمة لإعادة بناء عملية تفاوض مثمرة بين إسرائيل والفلسطينيين".

وأوضح المعايطة، "في لقاء قمة بين قيادتي الأردن والسعودية، لابد من بحث التدخل الإيراني في المنطقة العربية، وتأثيره السلبي في العديد من الساحات العربية، وكيفية التعامل معه".

القضية الفلسطينية في المقدمة

من جانبه، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأردني خلدون حينا، إن "أهمية زيارة ولي العهد السعودي تكمن في توطيدها للعلاقات الأزلية بين البلدين، وتأتي في سياق التباحث حول أهم وأبرز القضايا الإقليمية والدولية".

وعلى صعيد قضايا المنطقة، توقع البرلماني الأردني أن تكون القضية الفلسطينية في المقدمة.

وثمن حينا، دور السعودية الداعم للأردن ووصايته على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.

ويرى أن "القضايا العربية لن تغيب عن اللقاء بين عبد الله الثاني وبن سلمان، بما فيها ما تشهده جارتانا الشرقية العراق والشمالية سورية على حد سواء".

ولم يستبعد حينا، أن تتم مناقشة تطورات اليمن، واستهداف الحوثيين لأمن واستقرار السعودية.

وأضاف أن "موضوع الأجندة الإيرانية وتدخلاتها بدول المنطقة سيكون أساسيا في المباحثات".

وشدد النائب الأردني على أن بلاده "مستمرة في وقوفها إلى جانب الرياض في هذا الملف لمواجهة الأخطار والتحديات، وهو ما أكد عليه الملك مرارا وتكرارا عندما قال إن "أمن الأردن من أمن السعودية".

تبديد سوء الفهم في العلاقة السعودية الأردنية

بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الهاشمية، جمال الشلبي، إن "زيارة ولي العهد السعودي إلى الأردن لها أهداف متعددة".

وأول تلك الأهداف، وفق الشلبي، "تبديد أي سوء فهم أو عدم وضوح في العلاقة السعودية الأردنية، التي شابها بعض من الفتور بسبب صفقة القرن التي أطلقها الرئيس الأميركي السابق، والتي كان يرى فيها الأردن محاولة أميركية لحل القضية الفلسطينية على حساب وجوده السياسي".

وحول هذا الهدف، يعتقد الشلبي، أن "الزيارة ستسمح بوضع النقاط على الحروف بين القيادتين فيما يتعلق بالوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، التي لا يمكن للأردن التفريط بها".

كما بين بأنها ستتناول "التأكيد ربما على ضرورة إيجاد حل شامل وكامل وعادل للقضية الفلسطينية".

أما الهدف الثاني لزيارة بن سلمان إلى عمان، من وجهة نظر الأكاديمي الأردني، "فمرتبط بالتوافق على النقطتين السابقتين، وهو الاحتمال الأكبر، حيث سنجد عودة محمودة للعلاقات الأردنية السعودية القائمة على التضامن والتكامل والتنسيق المشترك في المجالات كافة".

واستطرد "خاصة في المجال الاقتصادي والمالي والاستثماري، الذي تحتاجه الأردن في ظروفها الاقتصادية الصعبة حاليا".

والهدف الثالث والأخير، فإنه "مرتبط برغبة ولي العهد السعودي ببعث رسائل لدول العالم، عبر الدول التي ينوى زيارتها، ومنها الأردن، بأنه الرجل القوي القادم سريعا على رأس دولة من أهم دول الشرق الأوسط اقتصاديا وعسكريا ودبلوماسيا".


 

 

 

التعليقات (0)