زيارة بن فرحان إلى طهران.. تحول في علاقات الشرق الأوسط بدعم باكستاني

profile
  • clock 20 يونيو 2023, 10:44:25 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

سلط أستاذ العلوم السياسية، صاحب زادة محمد عثمان، الضوء على ما وصفها بـ "الزيارة التاريخية" التي أجراها وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، إلى العاصمة الإيرانية طهران، مشيرا إلى أنها "خطوة غير مسبوقة تشير إلى تحول يبعث على الأمل في سياسات الشرق الأوسط".

وذكر عثمان، في تحليل نشره بموقع "مودرن دبلوماسي" وترجمه "الخليج الجديد"، أن الزيارة تأتي تتويجا لأشهر من المفاوضات الدبلوماسية والتوازن الإقليمي، وهو جهد توسطت فيه الصين وباكستان بشكل أساسي.

ولدى وصوله، التقى بن فرحان بمسؤولين إيرانيين، بمن فيهم نظيره الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، وعقد الاثنان مؤتمرا صحفيا مشتركا لتسليط الضوء على أهدافهما المشتركة وأهمية مساعيهما الدبلوماسية.

وتميزت الزيارة بمناقشات مكثفة تركزت بشكل أساسي على الأمن الإقليمي والتعاون الاقتصادي والسياحة والمواصلات.

وتحدث الدبلوماسيان عن مصالحهما المشتركة في الحفاظ على أمن الملاحة البحرية والممرات المائية، وهي مناطق كانت في كثير من الأحيان نقاط خلاف بسبب الصراعات المستمرة والعقوبات الدولية، بحسب عثمان، مشيرا إلى أن المحادثات تؤشر إلى ضرورة معالجة القضايا الإقليمية من قبل القوى الإقليمية فقط، دون تدخل خارجي.

وأشار إلى أن كلا من السعودية وإيران جددتا التزامهما بالاحترام الكامل والمتبادل للاستقلال والسيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وهي رسالة واضحة مفادها أن فصلًا جديدًا قد تحول في العلاقات بين البلدين.

وفي بادرة مهمة، وجه بن فرحان دعوة للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي "لزيارة المملكة قريبا"، فيما أكد الرئيس الإيراني في، بيان، أنه "لا توجد عقبات أمام تطوير العلاقات مع الدول الإسلامية".

وشدد رئيسي على أن "المشاكل والاضطرابات الإقليمية يمكن معالجتها" من خلال التعاون والحوار "دون تدخل خارجي".

وكجزء من المصالحة، من المقرر إعادة فتح السفارات والبعثات الدبلوماسية في كلا البلدين، وذلك بعد أن أعادت إيران فتح سفارتها رسميًا بالسعودية في 7 يونيو/حزيران، ومن المتوقع أن تحذو المملكة حذوها في طهران قريبًا.

وهنا يشير عثمان إلى عدم إمكانية التغاضي عن التأثير والمساهمات الوسيطة لباكستان في تهيئة بيئة للحوار والتوافق بين السعودية وإيران، إلى جانب الدور المحوري الذي تلعبه الصين.

فقد كانت زيارة بن فرحان ثمرة مفاوضات دبلوماسية مكثفة جرت خلال الأشهر الأخيرة، بحسب عثمان، مشيرا إلى أن اتفاق مارس/آذار تم بوساطة الصين وبدعم قوي من باكستان.

ووصف عثمان مشاركة الصين بأنها "كانت حاسمة"، مضيفا: "لعبت باكستان دورًا ضئيلًا لكنه حيوي في هذا الاختراق الدبلوماسي".

وباعتبارها حليفًا قديمًا وشريكًا للمملكة العربية السعودية وتحافظ على علاقات ودية مع إيران، فقد استفادت باكستان من موقعها الفريد للتوسط بين القوتين في الشرق الأوسط، بحسب عثمان، لافتا إلى أن المحادثات السعودية الإيرانية تعكس موقف باكستان الطويل الأمد بشأن الشرق الأوسط، والذي يدعو إلى إيجاد حلول إقليمية للمشاكل الإقليمية.

فقد اتفقت الدولتان على ضرورة معالجة قضايا الأمن الإقليمي دون تدخل خارجي، وهو موقف يتناغم مع مبادئ السياسة الخارجية الباكستانية.

وخلال سنوات من الحفاظ على العلاقات الودية مع الرياض وطهران، وضعت باكستان نفسها على أنها طرف محايد قادر على التوسط بينهما.

وسبق أن أعربت باكستان عن قلقها بشأن أمن المنطقة واستقرارها، بالنظر إلى موقعها الاستراتيجي ومصلحتها الراسخة في استقرار الشرق الأوسط.

ولذلك، يُنظر إلى دعم باكستان الدبلوماسي لعملية المصالحة بين إيران والسعودية على أنه مساهمة إيجابية في الاستقرار الإقليمي.

وخلص عثمان إلى أن زيارة بن فرحان ترمز إلى أن "الحوار الواعد بين السعودية وإيران، المدعوم بالجهود الدبلوماسية الباكستانية، يمكن أن يساهم في تحسين العلاقات وزيادة الاستقرار بالمنطقة"، مؤكدا أن دور الوسطاء المحايدين، مثل باكستان، سيظل ضروريًا في تعزيز التفاهم والتعاون بين البلدين مستقبلا.

كلمات دليلية
التعليقات (0)