سلطنة عمان: الولايات المتحدة وإيران قريبتان من صفقة لتبادل السجناء

profile
  • clock 15 يونيو 2023, 9:01:27 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

قال وزير الخارجية العماني، بدر البوسعيدي، إن إيران والولايات المتحدة على وشك الانتهاء من اتفاق لتبادل السجناء، يتم بموجبه إطلاق سراح الأمريكيين المحتجزين في طهران.

وأوضح البوسعيدي، في مقابلة مع موقع "المونيتور"، نشرها الأربعاء، إنه يشعر بـ"الجدية" من جانب كل من واشنطن وطهران بينما يحاول المفاوضون إنقاذ الاتفاق النووي لعام 2015 الذي وافقت إيران بموجبه على كبح نشاطها النووي مقابل تخفيف العقوبات.

وانهارت 18 شهرا من المفاوضات المتقطعة في سبتمبر/أيلول الماضي، بعد أن قال مسؤولون أمريكيون إن إيران قدمت مطالب جديدة تجاوزت نطاق الاتفاق الأصلي.

وتحتجز إيران الأمريكيين: سياماك نمازي وعماد شرقي ومراد طهباز، في سجن إيفين سيئ السمعة بطهران بتهمة التجسس، وهي التهمة التي تصفها الولايات المتحدة بأنها لا أساس لها من الصحة، وينقل "المونيتور" عن محللين استبعادهم لتوصل إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إلى أي اتفاق نووي دون ضمان إطلاق سراحهم أولاً.

وكجزء من الاتفاق، تسعى إيران للإفراج عن أصول إيرانية بمليارات الدولارات مجمدة في بنوك كورية جنوبية بموجب العقوبات الأمريكية. وستسمح الآلية المقترحة لإيران بالوصول إلى هذه الأموال للأغراض الإنسانية فقط.

ولعبت أطراف ثالثة، بما في ذلك سلطنة عُمان وقطر والمملكة المتحدة، دورًا في أوقات مختلفة في تسهيل المفاوضات الخاصة بصفقة تبادل السجناء.

وقال البوسعيدي عن الاتفاق المحتمل: "أستطيع أن أقول إنهم قريبون (..) ربما تكون هذه مسألة فنية"، في إشارة إلى ملف الأموال الإيرانية المجمدة، مضيفا: "إنهم بحاجة إلى إطار زمني لكيفية تنسيق ذلك".

وكانت سلطنة عمان، التي عملت كقناة خلفية للاتفاق النووي عام 2015، مكانًا لإجراء محادثات غير مباشرة بين المسؤولين الأمريكيين والإيرانيين، وفقًا لعدة مصادر مطلعة.

وأكدت وزارة الخارجية الإيرانية، الإثنين، التقارير التي تفيد بأن مسقط استضافت المناقشات، مضيفة أنها "ليست سرية".

ولم يؤكد البوسعيدي انخراط بلاده في الوساطة، لكنه قال إن بلاده "عرضت بحسن نية لمساعدة الجانبين، سواء كان ذلك في عمان أو في أي مكان آخر".

وهنا يشير "المونيتور" إلى أن التوسع السريع في البرنامج النووي الإيراني وعرقلة عمل مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية أدى إلى إضفاء طابع الاستعجال على المفاوضات الخاصة بإحياء الاتفاق النووي بين واشنطن وطهران.

فالولايات المتحدة تقدر أن ما يسمى "بفترة الاختراق"، وهي الوقت اللازم لتكديس ما يكفي من المواد الانشطارية لقنبلة نووية، في إيران قد تقلصت من عام إلى "أسابيع أو أقل"، حسبما نقل "المونيتور" عن مصادره.

وفي السياق، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن الإدارة أرسلت عبر القنوات الإقليمية لـ "تحث إيران بشكل متزامن على اتخاذ مسار تصعيد (بالمفاوضات) بعد عدة أشهر من التطورات السلبية".

ويتوقع الخبير الإيراني في مجموعة الأزمات الدولية، علي واعظ، أن يكون تبادل السجناء إحدى خطوات هذا التصعيد لإحياء الاتفاق النووي، مشيرا إلى أن "هناك صلة واضحة بين مفاوضات المعتقلين والسياق الأوسع الذي يمكن أن تحدث فيه الصفقة".

وقال واعظ إن الجانبين اقتربا من اتفاق بشأن السجناء في مارس/آذار، "لكن تلك المناقشات خرجت عن مسارها لعدة أسابيع بعد أن أدت هجمات متبادلة بين القوات المدعومة من إيران وأفراد أمريكيين في سوريا إلى مقتل متعاقد أمريكي" حسب قوله.

وأضاف: "يحاول العمانيون مساعدة الولايات المتحدة وإيران على معرفة كيفية تنفيذ صفقة المحتجزين في سياق لم يكن متوتراً وغير مستقر كما كان في الماضي (..)يبدو أن هناك زخماً كافياً لصفقة السجناء في الأسابيع القليلة المقبلة".

وقال دبلوماسي أوروبي مطلع على المحادثات إن صفقة السجناء أصبحت "وشيكة"، فيما قال متحدث باسم البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة: "هذه الجولة من تبادل السجناء كانت على جدول الأعمال لأكثر من عامين، ونحن الآن أقرب إلى التوصل إلى اتفاق أكثر من أي وقت مضى".

ويدعم تلك التوقعات موجة من النشاط الدبلوماسي في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك اجتماع يوم الإثنين الماضي في أبوظبي بين كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين، علي باقري خان، والمسؤولين الأوروبيين الموقعين على الاتفاق النووي.

كما زار سلطان عمان، هيثم بن طارق آل سعيد، العاصمة الإيرانية، طهران، في أواخر مايو/أيار، بعد وقت قصير من إطلاق طهران سراح عامل الإغاثة البلجيكي، أوليفييه فاندكاستيل، في صفقة تبادل سجناء سهلتها مسقط.

وبعد أيام من زيارة السلطان، أطلقت إيران سراح دنماركي واثنين من النمساويين في صفقة ورد أن عُمان ساعدت في التوسط فيها.

وفيما اعتبره البعض محاولة لتهدئة التوترات، وافقت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي على وصول إيران إلى ما يقرب من 2.7 مليار دولار من ديون الغاز والكهرباء المستحقة على العراق.

وقللت وزارة الخارجية الأمريكية من أهمية القرار ووصفته بأنه تصريح روتيني "للمعاملات الإنسانية وغيرها من المعاملات غير الخاضعة للعقوبات".

غير أن البوسعيدي قال، الأربعاء، إن هناك "أجواء إيجابية" تحيط بالملف النووي، مضيفا أن مسقط تعتقد أن القيادة الإيرانية جادة في التوصل إلى اتفاق، مضيفا: "طالما أن الجانب الآخر يرد بالمثل بحسن نية، فإنهم على استعداد للقيام بذلك".

كلمات دليلية
التعليقات (0)