صاروخ ستينغر… "كابوس أمريكي" يلاحق روسيا من أفغانستان إلى أوكرانيا

profile
  • clock 28 فبراير 2022, 3:45:54 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة

عادة ما يتردد اسم صواريخ ستينغر في الأنباء في كل مرة يحدث فيها نزاع مسلح تشارك فيه قوات الولايات المتحدة، أو بعد حوادث طيران معينة.
وسبب سماعنا الكثير عن ستينغر في هذه السياقات هو فاعلية الصاروخ الكبيرة في إسقاط الطائرات، حيث يزود الصاروخ بآداة بحث تعمل بالأشعة تحت الحمراء لتتبع حرارة عادم المحرك، والاصطدام تقريبًا بأي شيء يطير على ارتفاع أقل من 11000 قدم، وفقا لموقع هاو ستاف ووركس التابع لجامعة واشنطن الأمريكية.
اليوم يصارع الجيش الأوكراني ضد الحشود العسكرية الروسية، معتمدا على أسلحة متطورة آتية من أوروبا والولايات المتحدة، وعلى رأسها صاروخ “ستينغر” الذي يعول عليه كثيرا في هذه المعركة.
والرهان على صاروخ “ستينغر” ليس بعيدا عن أجواء حرب يكون فيها الروس الطرف الأقوى، حيث كان الصاروخ أميركي الصنع مؤثرا في مسار الحرب بين الاتحاد السوفيتي والمقاتلين الأفغان في ثمانينيات القرن الماضي.
وزودت الولايات المتحدة الأفغان بالصاروخ ذاته عام 1986، وأسهم “ستينغر” في إسقاط نحو 270 طائرة سوفيتية، ويشير بعض المحللين إلى أن الانسحاب السوفيتي من أفغانستان في مطلع عام 1989 كان مدفوعا بتأثير هذا السلاح على سير المعركة.
ووثق قصة “ستينغر” في الحرب الأفغانية فيلم “حرب تشارلي ويلسون” من بطولة توم هانكس.

فما مواصفات هذا الصاروخ، وماذا يمكن أن يفعله اليوم في أوكرانيا؟

شهدت الستينيات بداية المراحل الأولى من إنتاج “ستينغر” من قبل شركة “جنرل داينمكس” الأميركية، وفي مطلع السبعينيات بدأت مراحل تطويره المختلفة، ثم في عام 1978 بدأ إنتاجه في شركة “ريثيون”، ودخل الخدمة في الجيش الأميركي عام 1981.
ويبلغ طول الصاروخ الأرضي المضاد للطائرات 1.52 متر، بقطر يبلغ 70 ملليمترا وزن 15.7 كيلوغراما، بينما يصل مداه إلى 5 كيلومترات بارتفاع 4800 متر، ويبلغ وزن الرأس الحربي للصاروخ 3 كيلوغرامات، فيما تفوق سرعته سرعة الصوت.
وشهد إنتاج “ستينغر” تعديلا جعله يعتمد على أشعة الليزر بدلا من الأشعة تحت الحمراء، من أجل توجيهه إلى هدفه.
ويأتي “ستينغر” في شكل صاروخ وأنبوب قاذف مندمجان معا، ويستخدم الأنبوب مرة واحدة ثم يستبدل بآخر جديد، لذا فهو لا يحتاج إلى صيانة في أرض المعارك.
ويستخدم “ستينغر” ضد صواريخ كروز، ويهدد جميع فئات الطائرات السريعة المحلقة على علو منخفض، وبشكل خاص المروحيات، كما تستخدمه أيضا طائرات هليكوبتر أباتشي في الاشتباكات جوا.
وفي عام 2019 أجرى الجيش الأميركي تعديلا على “ستينغر”، فبات قادرا على تدمير الطائرات من دون طيار بإصابات مباشرة، أو عن طريق الانفجار بالقرب منها.

أربع مميزات تجعله سلاحاً فعالاً
هناك أربعة مميزات تجعل من ستينغر سلاحًا فعالاً لاستخدامه من قبل القوات البرية: فهو سلاح خفيف الوزن يمكن حمله، حيث يزن الصاروخ وقاذفته نحو 35 رطلاً (15 كجم). والقاذفة قابلة لإعادة الاستخدام. وكل صاروخ عبارة عن وحدة محكمة الغلق تزن فقط 22 رطلاً (10 كجم).
كما يطلق السلاح من الكتف، ويمكن لشخص واحد إطلاق صاروخ ستينغر (على الرغم من أنك ترى عادة فريقًا مكونًا من شخصين يقومان بإطلاق الصاروخ).
ويستعمل الصاروخ الأشعة تحت الحمراء في تتبع الحرارة الناتجة عن محرك الطائرة. ويطلق عليه الباحث السلبي لأنه، على عكس الصاروخ الموجه بالرادار، لا يصدر موجات لاسلكية من أجل "رؤية" هدفه. ثم يطير الصاروخ نحو الهدف تلقائيًا وينفجر.

ستينغر في أوكرانيا
ومع بداية الحشد الروسي على الحدود الأوكرانية، زودت دول غربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الجيش الأوكراني بصاروخ “ستينغر” الذي كان ينقصها، وفقا لتحليل عسكري أجرته صحيفة “ذا هيل” الأميركية.
وقبل الحرب كان الجيش الأوكراني يمتلك أكثر من ألف صاروخ “جافلين” مضاد للدبابات، وهذا النوع من الصواريخ يصبح مثاليا عند استخدامه في الغابات الكثيفة المجاورة للطريق السريع، حيث ترتكز وحداته بداخلها لصيد المدرعات الروسية على الطرق.
ووفقا لتحليل “ذا هيل” فإن الغابات قد تعيق أوكرانيا عن نشر قوات مدرعة لحماية الوحدات المجهزة بصاروخ “جافلين”، حيث ستكون هذه القوات معرضة بشدة للهجمات الجوية من قبل المروحيات الروسية، التي يمكنها تقويض فعالية صواريخ “جافلين” بسبب نقص أسلحة الدفاع الجوي في أوكرانيا.
لكن بفضل صواريخ “ستينغر”، أصبح بإمكان الجيش الأوكراني تأمين الوحدات المتمركزة في الغابات والتصدي للطائرات الروسية، ومؤخرا قالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن الروس خسروا 27 طائرة حربية و26 مروحية و146 دبابة في الأيام الأولى من الحرب.

التعليقات (0)