صداع بايدن و"ورطة" أوكرانيا و"قنبلة" إيران.. أبرز التوقعات في 2023

profile
  • clock 27 ديسمبر 2022, 9:56:22 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

منذ اقتربت نهاية عام 2022، لا تتوقف التنبؤات بالعام المقبل، ما بين متفائل حالم، ومتشائم ينذر بالخطر، وبين هذا وذاك طرح يعتمد منطق الأشياء ومؤشرات السياسة.

ومن أبرز تلك التنبؤات ما سطره روبرت فورد، الدبلوماسي الأمريكي البارز، والباحث حاليا في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، حول مستقبل السياسة الخارجية للولايات المتحدة في عام 2023.

ويعترف فورد في مقال نشرته صحيفة "الشرق الأوسط" في البداية بصعوبة التنبؤ بمستجدات الساحة السياسية والسياسة الخارجية لبلاده، في العام الجديد، لكنه يعتمد على بعض التوجهات "الواضحة"، المنبثقة عن مراقبة عن قرب لبعض "التطورات المحورية" في سبيل توقعه لأحداث العام الجديد.

ويحصر الدبلوماسي الأمريكي السابق توقعاته لعام 2023 في ثلاثة لكن يمكن من قراءة المقال استخراج توقعات عديدة، ضمن السياسة الخارجية لإدارة بايدن، وتطورات الصراع السياسي داخل الولايات المتحدة.

صداع بايدن 

لا يشك السفير الأمريكي في سوريا والجزائر في أن تولي السيناتور الجمهوري كيفن مكارثي، مطلع يناير/ كانون الثاني 2023 لزعامة مجلس النواب، ستشكل أكبر صداع لبايدن يتوقع أن يستمر في العام الجديد، إذ سيحاصر إدارة البيت الأبيض عبر تعليق الكثير من عمليات إدارته الديمقراطية، خصوصا موازنة عام 2024.

ليس هذا فحسب، فزعامة مكارثي، قد تشهد أيضا فتح مجلس النواب تحقيقات بشأن النشاطات التجارية لهانتر بايدن نجل الرئيس الأمريكي، فضلا عن انتقاد تعامل إدارة البيت الأبيض مع ملف الهجرة، وما يتعلق بذلك من إجراءات ضبط الحدود، التي ستعبرها المضايقات الجمهورية للرئيس الديمقراطي نحو نكء جراح الانسحاب من أفغانستان سنة 2021.

ورطة أوكرانيا

من صداع المضايقات الجمهورية، سيتولد ألم آخر في ملف الأزمة الأوكرانية، إذ يتوقع فورد أن يركز بايدن جهوده نحو قضايا السياسة الخارجية، هروبا من المحاصرة الجمهورية في الشأن الداخلي، وسيهتم في غضون ذلك بحقيبتي الدفاع والدبلوماسية، وذلك في سبيل تحقيق هدفين، هما: استمرار الدعم الموجّه لأوكرانيا رغم أنف أوروبا، وفي نفس الوقت احتواء الأضرار الاقتصادية الناجمة عن الأزمة.

وفي خضم ذلك يرى الدبلوماسي الأمريكي أن فريق بايدن سيضاعف الحذر خوف استفزاز روسيا، لتفادي مواجهة مباشرة، بل ستنصب رغبته في "تسوية دبلوماسية"، لكن قبل ذلك ستؤرق إدارة بايدن قضية التعامل مع الجمهوريين المحافظين بمجلس النواب، الذين سئموا من إمداد أوكرانيا بالمساعدات.
 

احتواء الصين

أما الأولوية الأخرى للإدارة الأمريكية -بحسب كاتب المقال- فهي احتواء الصين، عبر تعزيز التحالفات، وهو ما سيغتنم له بايدن وفريقه الفرصة أثناء لقاء القادة الآسيويين في عام 2023، من خلال اتباع الاستراتيجيات الضرورية لردع الهجمات العسكرية و السيبرانية الصادرة من بكين.

ضعف أمام نتنياهو

في العام الجديد يستشرف فورد كيفية تعامل إدارة بايدن مع الحكومة الإسرائيلية اليمينية بقيادة بنيامين نتنياهو، ويتوقع مواجهة بين الرجلين، قائلا إن سيد البيت الأبيض الحالي ليس جورج بوش الأب وصديقه ووزير خارجيته، جيمس بيكر، والتاريخ ليس عام 1990 والطرف الثاني ليس إسحاق شامير.

ويسوق الدبلوماسي الأمريكي كيف قرر جورج بوش الأب مواجهة أصدقاء إسرائيل في واشنطن، في ذلك الوقت، وأرجأ المساعدات المالية لتل أبيب للضغط على شامير بشأن تجميد أعمال البناء داخل المستوطنات الإسرائيلية.

ويقول فورد إن تلك الأيام ولّت، والآن بايدن لن يخاطر بدفع الثمن السياسي الذي تكبّده بوش في التسعينات.

الضغط على إيران

وانطلاقا من ذلك ولأسباب أخرى يتوقع فورد دخول إدارة بايدن في صراع مع البرنامج النووي الإيراني، في سعي للتوصل لاستراتيجية دبلوماسية لتفادي ضربة عسكرية لإيران.

وسيتوقف ذلك -بحسبه- على مراقبة التحركات الإيرانية، واستجابة طهران لاستعادة بعض التعاون مع مراقبين دوليين للتفتيش على منشآتهم النووية.

وعموما لن يكون يكون خيار شن هجوم ضد طهران على طاولة بايدن، لكن إذا أجرت إيران اختباراً لقنبلة نووية، فإن إدارة بايدن ستكون تحت كم هائل من الضغوط، وفق رؤية السفير الأمريكي السابق..

سباق الرئاسة

التوقع الأخير لفورد يتعلق بالسباق الرئاسي المحتمل، بحلول نهاية عام 2023، ويتحدث عن معاناة للرئيس السابق والملياردير الجمهوري دونالد ترامب أمام منافسه في الحزب حاكم ديسانتيس ديسانتيس.

أما بايدن، فيتوقع فورد أن يواجه في سبيل عزمه خوض الانتخابات للفوز بولاية ثانية -يفضل أغلب ناخبي الحزب الديمقراطي أن يتقدم لها غيره- حربا سياسية مريرة بواشنطن مع نهاية العام 2023

التعليقات (0)