طاهر الكتبي يكتب :شجرة الأنبياء

profile
  • clock 27 أبريل 2021, 2:42:13 ص
  • eye 985
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

سيدنا أيوب عليه السلام

النبى الرابع عشر

" وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين


يقول البشر عن صبر أعظم الصابرين ، إنه كصبر أيوب ، إذ ذهب أيوب مثالا على الصبر فى كل زمان. ذكر الله سبحانه وتعالي قصة أيوب عليه السلام وابتلاء الله له بأنواع المحن إذ دعا ربه بخشوع وتضرع ،

 فقال يارب أني قد نالني البلاء والمرض والشدة والكرب العظيم ، فكان له مال كثير وأولاد. أذهب الله المال وأهلك الأولاد فصبر سيدنا أيوب 

، ثم سلط الله سبحانه وتعالى المرض والبلاء الشديد علي جسمه فصبر أيضاً وحين مر عليه قومه قالوا - ما أصابه كل هذا إلا أنه ارتكب الذنوب العظيمة - فقال لهم أيوب إن بى قلبا شاكراً وحامداً لله وجسداً على البلاء صابراً ،

 عندئذ تضرع إلى الله عز وجل وتوسل إليه أن ينجيه من هذا العذاب فكشف الله عنه ضره ، 

وحين قال يارب أنت أرحم الراحمين فارحمني ووصف نفسه بالضعف والعجز ووصف ربه القادر بالرحمة ، أجاب الله تضرعه وقبل دعاءه وأزال ما أصابه من ضر وبلاء « وأيوب إذ نادى ربه أني مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين. 

ويقول ابن مسعود رضي الله عنه لقد مات أولاده السبعة من الذكور ومثلهم من الإناث ، فلما عوفى ولدت له زوجته سبعة بنين وسبع بنات وعوضه الله خيراً. 

ولقد فعل الله به ذلك من أجل رحمته به بعد امتحانه وابتلائه ليكون عبرة لغيره من المؤمنين المتقين الصالحين ليصبروا كما صبر سيدنا أيوب عليه السلام ، ويقول بعض العلماء أن أيوب عليه السلام مكث فى البلاء ثماني عشرة سنة.

كان الشيطان كلما يرى أيوب عليه السلام شاكرا لله يزداد غيظه ، بعد أنحدار أيوب من قمة الثراء إلى شدة الفقر ، شكر أيوب ربه وخر ساجدا له وقال إن الله يؤتى الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ،

 فلم يجد الشيطان أمامه إلا أولاد أيوب فأباحهما الله له لكى يثبت الله له أن أيوب عبد مؤمن خالص الإيمان ، فمات أولاد أيوب جميعا ،

 وهنا سجد لله ، وقال فله الحمد معطيها وسالبها ، وعاد الشيطان يدعو الله ويقول إن أيوب لم يزل صابرا لأنه معافى فى جسده ولو أنك سلطتني يارب على بدنه فسوف يكف عن صبره

. ونزل المرض على جسد أيوب وظل على صبره وشكره لله تعالى ، يحمد الله على أيام الصحة ويحمده سبحانه وتعالى على بلاء المرض ، فهو يشكر الله في الحالتين.

ازداد غيظ الشيطان فلم يعرف ماذا يفعل فهو يريد إغواء سيدنا أيوب وإخراجه من صبره وشكره لله بأى طريقة ، وعندما يئس من إغواء سيدنا أيوب فكر الشيطان أن يملأ قلب إمرأة أيوب باليأس ،

 حتي ذهبت إلى زوجها ، وقالت له حتى متى يعذبك الله ، فأين المال والأولاد والصديق والرفيق وأين شبابك وعزك القديم ، لو دعوت الله عز وجل رحمك مما أنت فيه ، 

فقال لها كم لبثنا في الرخاء ، فقالت ثمانين سنة ، فقال لها أيوب عليه السلام إني لأستحي من الله أن أدعوه وما مكثت في بلائي المدة التي مكثتها في رخائي.

لقد بدأ إيمانك يضعف ، وضاق بقضاء الله قلبك لئن برئت وعادت إلي القوة لأضربنك مائة عصا وحرام بعد اليوم أن آكل من يديك طعاماً أو شراباً أو أكلفك أمراً فاذهبي عني

. وذهبت زوجته وبقي سيدنا أيوب عليه السلام وحيدا صابرا يحتمل ما لا يحتمله الجبال .

سيدنا أيوب عليه السلام العبد الصالح الذي ابتلي بأنواع البلاء الشديد فصبر ، وأخيراً فزع سيدنا أيوب عليه السلام إلى الله داعيا الله أن يشفيه فاستجاب له الله

 « وأيوب إذا نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين  فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضرû ، فقد نادى سيدنا أيوب ربه متضرعاً خاشعاً متوسلاً إليه قائلاً إني مسني الشيطان بمشقة وألم شديد في بدني وأصبت في مالي وأهلي 

.« واذكر عبدنا أيوب إذ نادي ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب ، فمد الله إليه يد مساعدته

 وأرشده إلى أن يضرب الأرض برجله فضربها فتفجرت أمامه عينا ماء فأمره الله أن من عين يغتسل ومن عين يشرب «أركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب û فذهب ما كان بجسده وذهب كل مرض كان بداخل جسمه ، 

وشفي ظاهره وباطنه ومتعه الله بصحته وماله وقواه حتى كثر نسله وذلك جزاء لصبره ، «ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب .

وهبه الله أضعاف ثروته كرماً من عنده ، فلم يعد أيوب عليه السلام فقيراً ، عادت إليه صحته بعد طول المرض وشكر أيوب الله.

 وكان قد أقسم أن يضرب أمراته مائة ضربة بالعصا عندما يشفى ،

 وها هو قد شفى ، كان الله سبحانه وتعالى يعلم أنه لا يقصد ضرب امرأته ولكي لا يرجع في قسمه أو يكذب فيه ،

 أمره الله أن يجمع حزمه من أعواد الريحان عددها مائة ،

 ويضرب بها امرأته ضربة واحدة ، وبذلك يكون قد نفذ قسمه ولم يكذب

. وجزى الله سيدنا أيوب عليه السلام علي صبره أن مدحه فى القرآن الكريم « إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب ...

التعليقات (0)