- ℃ 11 تركيا
- 2 مايو 2024
عادل أبو هاشم يكتب: في يوم المرأة العالمي تحية إجلال وإكبار الى خنساوات فلسطين
عادل أبو هاشم يكتب: في يوم المرأة العالمي تحية إجلال وإكبار الى خنساوات فلسطين
- 7 مارس 2023, 7:45:08 ص
- 278
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
في محطة جديدة في مسيرة الشعب الفلسطيني الجهادية الممتدة على مدار أكثر من مائة عام ، ظهرت ظاهرة " خنساوات فلسطين " التي أرست قواعدها المجاهدة العظيمة الشهيدة مريم محمد فرحات " أم نضال فرحات" " النموذج الأبرز لجهاد الأم الفلسطينية المسلمة التي ما تركت التضحية لأن تكون خيالات وشعارات ، بل استطاعت أن تجعلها واقعاً يعيشه كل المراقبين لسيرة حياتها المجيدة .
هذه الأم الفلسطينية المجاهدة التي دفعت ولدها في ظلمات الليل لتجعل من جسده شعلة مضيئة على طريق تحرير فلسطين ، وهي التي أوت في بيتها ذات مرة القائد المجاهد الشهيد عماد عقل ، والتي كانت تستشعر أمومتها لكل مجاهد فلم تؤثر الصمت ، وظهرت في شريط الفيديو وهي تودع ابنها المجاهد وهي تعلم أنه لن يعود إليها .
لقد أسست هذه المرأة العظيمة مدرسة بأكملها .. بإيمانها .. بتواضعها .. بصبرها .. بثباتها ورباطة جأشها.. إنها حجة على الأمة جميعها ، وقفت شامخة بكل تواضع تدعو إلى الجهاد ، تدعو الأمهات وتدعو شعب فلسطين وتدعو المسلمين جميعـًا .
وفي المسيرة الجهادية للمرأة الفلسطينية خطت على نفس الطريق أم مجاهدة أعادت لشعبنا الفلسطيني كبرياؤة و كرامته ، إنها المجاهدة البطلة " أم عامر أبو عيشة " والدة المجاهد البطل عامر عمر أبو عيشة الذي تتّهمه قوات العدو الصهيوني مع المجاهد البطل مروان سعدي القواسمة بالمسؤولية عن خطف وقتل الجنود الصهاينة الثلاثة .
ذاقت " خنساء الخليل " الأم المجاهدة " أم عامر أبو عيشة " مرارة و ألم استشهاد ابنها المجاهد البطل زيد عمر أبو عيشة يوم الجمعة 18 / 11 / 2005 م ، والذي استشهد خلال محاولته اقتحام مستوطنة في مدينة الخليل ، ثم هدم العدو بيتها .
ثم استشهد ابنها الثاني المجاهد عامر ورفيق دربه المجاهد سعدي القواسمة في 23 /9 /2014م .
تقول الأم المجاهدة " أم عامر أبو عيشة " :
" لن يفاجئني شيء ، أعيش منذ 25 عاماً في مقاومة مستمرة ، الاحتلال أوجع قلبي حين قتل ابني زيد ، وقبلها شردني وأطفالي عندما هدم منزلي واعتقل زوجي ، لا يوجد وجع لم يجرّعني إياه الاحتلال من قبل لأخشاه اليوم ".
وفي الانتفاضة الثالثة " انتفاضة الاقصى " والتي يطلق عليها ب " ثورة السكاكين " والتي دشنها المجاهد الشهيد مهند شفيق الحلبي في 3 / 10 /2015 م ضد جنود العدو الاسرائيلي ومستوطنيه سواء بالدهس او بعمليات الطعن البطولية او من خلال اطلاق النار ، انبتت الارض الفلسطينية خنساوات كالجبال ، رسمن لوحات من الصمود الفلسطيني العظيم ، وكان شعارهن ان التحدي والصبر يقود للنصر .
ام مهند الحلبي وام عاصف البرغوثي وام باسل الاعرج وعشرات الخنساوات اللواتي تحكي كل واحدة منهن حكايات وملاحم بطولة وتضحيات وإباء لا مثيل لها في تاريخ المرأة .
وفي الأنتفاضة الرابعة " انتفاضة الأشتباك من نقطة الصفر" ظهرت الأم الفلسطينية وهي تحث ابنها على الصمود في قتاله جنود العدو قبل لحظات من استشهاده ..!!
أم إبراهيم النابلسي، و أم محمد الدخيل، وأم محمد العزيزي، وأم عبد الرحمن صبح، وأم تامر الكيلاني، وأم وديع الحوح، و أم عدي التميمي، وأم محمد جنيدي، و أم حسام أسليم، وعشرات الخنساوات على امتداد الوطن اللاتي اثبتن أن دماء الشهداء ستبقى بوصلة شعبنا، وشعلة لهيب ثورته، ووقوداً لاستمرار مسيرة المقاومة.
إن ظاهرة خنساوات " انتفاضة الأقصى، و خنساوات الأشتباك من نقطة الصفر " ليست حالات معزولة فردية او فريدة.
عشرات الخنساوات الفلسطينيات اللواتي تحكي كل واحدة منهن حكايات وملاحم بطولية وتضحيات لا مثيل لها في تاريخ المرأة .
فأم نضال فرحات ، وام عامر ابو عيشة وأم نبيل حلس ، وأم أحمد العابد ، و أم رضوان الشيخ خليل، و أم نافذ شهوان ، و أم إبراهيم الدحدوح ، و أم خالد الزهار ، و أم جهاد دوفش ، و أم جمال نصار ، وأم ثائر الكسبة ، وأم مهيوب أبو ليل ، وأم بكر سعيد بلال، و أم ناصر حميد، و أم عناد البرغوثي، و المئات غيرهن من خنساوات فلسطين يشكلن اليوم ثورة حقيقية على واقع الهزيمة والجبن والضعف والتردد .
إن شريط الذكريات توقف ليتحول إلى حقيقية حين نقف أمام التضحيات الجسام التي تقدمها الأم الفلسطينية المؤمنة التي تتقبل استشهاد فلذة كبدها بالزغاريد ، وتحمد الله وتشكره على هذه النعمة الذي انعم عليها الله بها .
إن هؤلاء النسوة من المجاهدات الفاضلات يشكلن مدرسة عظيمة لها ما بعدها ، فعطاءهن المتميز يشكل منعطفا تاريخيا في حياة الأمة بأسرها ، ونقلة نوعية في مفردات العمل الوطني .
لذا نحن اليوم أمام مرحلة جديدة لا تعرف التراجع ولو كان الثمن مهجة القلب وفلذة الكبد ، فهؤلاء المجاهدات قدمن أغلى ما يملكن لأجل فلسطين .
ففي فلسطين .. وفلسطين فقط
تحمل الأم ابنها مرتين ..!!
مرة في بطنها جنينا.
ومرة أخرى على رآسها شهيدأ..!
لقد أكدت " خنساوات فلسطين " مقولة الشهيد القائد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي :
" إن للوطن نساء يعرفن صناعة الرجال ، ورجالا يعرفون صناعة الموت " .
في اليوم العالمي للمرأة نوجه تحية تقدير وإجلال وإكبار لخنساوات وشهيدات فلسطين.
هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
كلمات دليلية
التعليقات (0)
أخبار متعلقة
إقرأ أيضا
أحدث الموضوعات
أربعاء, 01 مايو 2024
عمدة لوس أنجلوس يدعو لإجراء تحقيق في أعمال العنف بجامعة كاليفورنيا أربعاء, 01 مايو 2024
إيران تكشف تفاصيل جديدة عن قتلى القنصلية في سوريا أربعاء, 01 مايو 2024
سنا كجك تكتب: "إسرائيل " تغري حماس بعرضها ماذا تضمن؟ الأكثر قراءة
جمعة, 08 أكتوبر 2021
مصادر: إبراهيم منير يتخذ قرار بإيقاف ٦ من الشورى العام سبت, 18 سبتمبر 2021
د. أيمن منصور ندا يكتب : عندما تلقيت اتصالاً من الرئيس السيسي خميس, 30 سبتمبر 2021
طارق مهني يكتب : بزنس المعارضة - سبوبة الزنازين اثنين, 01 نوفمبر 2021
تقرير : كيف ساهم " أبو دية " عبر أذرعه المالية في تدجين المعارضة المصرية بالخارج جمعة, 28 مايو 2021
تعرف على مدينة المقاومة تحت أرض غزة ودورها في معركة سيف القدس صحافة عبرية
ثلاثاء, 30 أبريل 2024
الاقتراح المصري يضع نتنياهو في مأزق.. لكنه يحتاج إلى قرار من غانتس خميس, 25 أبريل 2024
زعيم المعارضة الإسرائيلية: غانتس وآيزنكوت يبقيان حكومة فاشلة على قيد الحياة أربعاء, 24 أبريل 2024
"على نتنياهو العودة لبيته".. الإعلام العبري يحذر من الاستقالات المتوقعة بالأجهزة الأمنية