- ℃ 11 تركيا
- 20 مايو 2024
عادل أبو هاشم يكتب: وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
عادل أبو هاشم يكتب: وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
- 15 فبراير 2023, 10:07:36 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
فقد الشعب الفلسطيني و الحركة الوطنية الفلسطينية بوفاة الأديب الجسور والمعلم الشجاع والضمير الحي رجل المواقف والمبادئ الدكتور عبد الستار توفيق قاسم يوم الاثنين 1 /2 /2021م فارس من فرسان الأعلام والمقاومة ، و أحد أهم رموزه الوطنية في مسيرته النضالية .
وفقد الشعب الفلسطيني نبراساً و ثائراً ومناضلاً و مفكراً صاحب كلمة شجاعة و هادئة و عاقلة و ثورية في نفس الوقت .
كان الدكتور عبد الستار قاسم يوصف بـ " ضمير الشعب الفلسطيني " لتواضعه وعفته وزهده ودماثة خلقه .
كانت أرض فلسطين و مقدسات فلسطين وشعب فلسطين و حجارة فلسطين هي هاجسه الأول و الأخير ، فهي الهدف و هي الغاية ، وهي الحلم الوردي للفلسطيني ، وهي الأمل في الحياة الكريمة لشعبها الأبي .
كان ــ رحمه الله ــ في حركة دائمة وفي نشاط متواصل .. يحلم بفلسطين .. يفكر بفلسطين .. يعيش لفلسطين .. ومات شهيدا – باذن اللهً - من أجل فلسطين .
كانت كل كتاباته تمثل الكتابة الملتزمة بقضايا شعبه ، والمعبرة عن تطلعاته في الحرية والكرامة .
كانت الحقيقة بارزة في كلمته ، و الفكرة واضحة في حديثه، فلا مكان للمجاملات على حساب الشعب و المبادئ، وكم من الناس من غضب لصراحته أو كلمة حق يقولها ، فقد كان لا يخشى لومة لائم ، ويقيم الدنيا ويقعدها بحجة ثاقبة ورأي حصيف إذا دافع عن قضية أو مسألة .
قضى حياته مدافعا صلبا عن حرية وكرامة وطنه وشعبه وقضيته العادلة ، ولم يترك طريقة ولا اسلوبا نضاليا وجهاديا الا تصدى به للعدو الصهيوني ، ولرموز الفساد والافساد في اروقة السلطة الفلسطينية التي اودعته السجن اكثر من مرة ، والتهديد باغتياله ، واطلاق الرصاص المباشر عليه وحرق مركبته .. !!
لقد كان في " عبد الستار قاسم " من صدق الثائر وجرأته ما يعجز الواقع عن تحمله ، فيثير فيه بكلماته و أعماله موجات متلاحقة من التأزم فيجعل هذا الواقع قلقا مستنفرا يبحث عن الحقيقة بكل ما فيها من مرارة ، وعن الخلاص بكل ما فيه من تضحيات .
لقد عظم الكلمة في فكرة وعقيدته و نضاله وكفاحه اليومي ، فكان فارسا يجيد السباق في كل ميدان من ميادين العمل والمعرفة الوطنية .
آمن بأن الكتابة الملتزمة ( وهي هوايته وقناعته ومعاناته في آن واحد ) لا معنى ولا أثر لها إذا لم تتجسد بالممارسة والسلوك اليومي ، وأن مقاومة المحتل لا تتحمل المواقف الوسط ، ولا المهادنة ، ولا التأجيل ، ولا الاستراحة ، وأن الكلمة الثائرة لا تعرف المواربة ، ولا الدبلوماسية ، ولا التلفيق ، ولا الاصطناع .
تبنى بقلمه الثائر قضايا الشعب ، وكان صوتا يدافع عن المظلومين ، وسوطا يسلخ جلود الفاسدين والمفسدين والطغاة .
كان قلما ثوريا متحركا يسير على الارض ، وضميرا حيا لا يقبل الضيم ولا الظلم .
لم يأمن من مكر ازلام السلطة ، فكان كثير التحذير من مؤامراتهم ودسائسهم سواء عبر كتاباته ، او عندما تجمعه جلسات مع طلابه وزملائه ، لذلك تعرض لاكثر من محاولة اغتيال واعتقال من ابناء جلدته .. !!
لقد علمنا الدكتور عبد الستار قاسم دروساً كثيرة في الانسجام والصدق والاحتراق من أجل القضية ، وأول ما علمنا إياه هو أن الفلسطيني يفقد ذاته وحضوره الإنساني في العالم والكون إذا كف عن أن يكون فلسطينياً ، و " الفلسطينية " ليست انتماء الوراثة و الهوية والحنين إلى أشياء ضائعة وانتظار الزحف العربي لتحرير فلسطين ، إنما " الفلسطينية " معناها ثورة ، تغيير ، وتفجير ، وإبداع .
لم يكن في حياته وفي التـزامه مجرد شخص اختار طريق المقاومة والكتابة الثورية الملتزمة بقضايا شعبه ، بل كان إلى جانب ذلك نموذجـًا بارزًا لجيل فلسطيني كامل هو جيل مقاومة المحتل ، ومن خلال تمثيله لهذا الجيل ومن خلال تعبيره عنه بالكتابة الثورية والكلمة الحرة الأبية اكتسب قيمته كمعلم وكرمز من رموز هذا الجيل .
كل كتابة عن " عبد الستار قاسم" ستكون ناقصة ، لأن قضيته هي قضية مسيرة المقاومة ضد المحتل ، هي قضية الجيل الذي يكسر قيد المحتل و يصنع الأنتصار ، وهي قضية لم تكتمل بعد .
حق فلسطين علينا ألا نبكيه ، وحقه علينا أن نغبطه شرف الاستشهاد على الأرض التي أحبها و أحبته .
.ترجل " ضمير الشعب الفلسطيني " عبد الستار قاسم .
ترجل وترك خلفه مدرسة " الضمير الحي " لينهل منها كل صاحب ضمير حي .
ترجل وترك جيلا تخرجوا من مدرسته التي ستبقى شاهدا على ظلم ذوي القربى .
ترجل كما يترجل الفرسان ... أغلى الفرسان ...أصدق الفرسان ... وأندر الفرسان .
مناضلاً عاش ... ومناضلاً مات .
إنما الحقيقة القاسية والبشعة تبقى : لقد خسرنا هذا الرجل بإخلاصه وقدرته وجرأته وتضحياته .
خسرنا هذا الرمز بصوته المشجع ونبرته المحذرة وقلمه الجبار وقلبه الواسع .
وداعا ايها الرمز الفلسطيني ...
وداعا يا من اصبحت سيرته درسا لاجيال واجيال ، ومسيرته مصدر الهام لكل الاحرار ، وتاريخه طريقا يقتدى به .
ولسوف نفتقدك كثيراً.. ولسوف نفتقدك طويلاً .
تنويه :
غاب رئيس وقيادات السلطة والإعلام الرسمي الفلسطيني عن جنازة الدكتور عبدالستار قاسم في موقف معيب للسلطة ومفخرة للدكتور قاسم الذي إنحاز دوما لفلسطين والمقاومة .
رغم أن رئيس السلطة لم يترك مسؤول صهيوني أوغل في الدم الفلسطيني إلا قدم التعازي فيه ، وما مشاركته في جنازة القاتل مجرم الحرب شمعون بيريز والبكاء عليه إلا خير دليل على ذلك .. !!
كلمات دليلية
التعليقات (0)
أخبار متعلقة
إقرأ أيضا
أحدث الموضوعات
اثنين, 20 مايو 2024
مجدي الحداد يكتب: على هامش حادث الطائرة الإيرانية اثنين, 20 مايو 2024
السيسي يعزي إيران في وفاة إبراهيم رئيسي الأكثر قراءة
جمعة, 08 أكتوبر 2021
مصادر: إبراهيم منير يتخذ قرار بإيقاف ٦ من الشورى العام سبت, 18 سبتمبر 2021
د. أيمن منصور ندا يكتب : عندما تلقيت اتصالاً من الرئيس السيسي خميس, 30 سبتمبر 2021
طارق مهني يكتب : بزنس المعارضة - سبوبة الزنازين اثنين, 01 نوفمبر 2021
تقرير : كيف ساهم " أبو دية " عبر أذرعه المالية في تدجين المعارضة المصرية بالخارج جمعة, 28 مايو 2021
تعرف على مدينة المقاومة تحت أرض غزة ودورها في معركة سيف القدس تقدير موقف
خميس, 18 أبريل 2024
إنهاء التواجد الأمريكي.. هل تلحق النيجر بحزام النفوذ الروسي في منطقة الساحل؟ أربعاء, 03 أبريل 2024
التصحر في إسبانيا.. شبح يهدد الزراعة في سلة غذاء أوروبا خميس, 29 فبراير 2024
مركز أبحاث ألماني: أوروبا تخسر الساحل الأفريقي لصالح روسيا وتركيا وإيران