عبدالعزيز عاشور يكتب : أبن مين في مصر؟؟

profile
  • clock 27 مايو 2021, 4:43:44 ص
  • eye 890
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

بدأت حياتى مع الواسطة والمحسوبية فى فبراير ١٩٧٧ مع اختبار قدرات للإلتحاق ببنك القاهرة ..

الصديق العزيز كتب لى خطاب توصية لمدير شئون العاملين بالبنك وذهبت فى اليوم التالى لمقابلة الرجل الذى لا أعرفه لتسليمه الخطاب قبل اجراء مقابلة الاختبار ..

توقفت فور أن دلفت الى داخل ادارة البنك بشارع عدلى بالقاهرة .. 

توقفت لأسال نفسى سؤالا قفز الى ذهنى ..

معقول يا ابنى لما الحكاية وصلت لمصلحتك تنسى قواعد العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص اللى طول عمرك تتغنى بيها ؟

لحظات قليلة وأخرجت خطاب التوصية من جيبى ومزقته وألقيت به فى سلة قمامة قريبة ..

وعدت أدراجى لأدخل الإختبار دون توصية ..

بعد عشرات السنين كنت أقيم وأعمل بجنوب سيناء .. 

اللواء رئيس المدينة كان صديقا حميما تربطنى به علاقة وثيقة قوامها الاحترام والمحبة ..

قررت المحافظة طرح تقسيم حى جديد تحت مسمى حى الفيروز ..

تقدمت أنا وشقيقى ضمن من تقدموا للحصول على قطعة أرض ..

رئيس المدينة هو المسئول عن الموضوع برمته وهو يوميا معى إما فى مكتبه أو عندى ..

اتعملت القرعة ولم يكن من نصيبى لا أنا ولا شقيقى الحصول على قطعة أرض ..

حين لام أحدهم رئيس المدينة انه لم يحصل على قطعة أرض لم يجد الرجل ما يرد به سوى قوله أن الحاج عبدالعزيز رغم صداقتنا الوثيقة لم يطلب منى التدخل لصالحه ولم يخبرنى ولو عرضا أنه يريد قطعة أرض ..

بعدها بسنوات طوال حان موعد التجنيد لأحد أبنائى .. 

طلب منى ولدى أن أحدث أحد معارفى بشأنه ..

لم أتردد فى الإتصال بصديق لى لأوصيه بشأن ولدى ..

فوجئ ولدى أن توصيتى لم تكن ليلتحق بمكان قرب البيت او قليل الجهد والأعباء وإنما كانت التوصية لكى يتم اختياره وتجنيده فى صفوف سلاح الصاعقة دون غيره من الأسلحة وهو الأصعب فى التدريبات والمهام وفق تقديرى ..

صديقى يقول لى : 

حد يوصى ان ابنه يدخل سلاح الصاعقة ؟

قلت له : أيوه ... أنا ..

فى المرة الأولى دخلت الامتحان دون توصية وتم اختيارى للعمل بالبنك ..

فى المرة الأخيرة حصل إبنى على الإعفاء من الخدمة العسكرية ..

ولا أستسيغ حتى الان أن أحصل بالتوصية على أى شيئ مهما رأيته ضروريا او تافها ..

فكيف يستسيغ هؤلاء ان يهضموا حقوق الاخرين ويحصلوا عليها لأبنائهم او محاسيبهم استغلالا لسلطاتهم او سلطات أحبائهم حتى بلغ الأمر للوساطة والمحسوبية فى العلاج ودخول المستشفيات ؟ 



التعليقات (0)