تكبير الخط تصغير الخط

لا أصدق أن نيتينياهو  مؤمن في قرارة نفسه بأن إيران ستهاجم اسرائيل  نوويا بفرض   نجاح الإيرانيين في إنتاج سلاح نووي   وهو  ماليس واردا في الأجل المنظور  فالموانع قاطعة وجازمة منها طبعا الانتقام  الاسرائيلي بل والأمريكي المؤكد  والذي لن يبقي حجرا علي حجر  ولا أخضر ولا يابس في ايران ومنها أيضا   الخطر  الماحق الشامل علي كل دول وشعوب الإقليم مما لا يوفر لإيران  اي تأييد  حتي من   اقرب حلفائها

اذن لماذا  كل هذه الضجة من نيتينياهو  والتي بلغت ذروة جديدة  بعد ظهر اليوم  بافتعال مواجهة إعلامية مع منافسيه  السياسيين داخل اسرائيل  ومع الادارة الامريكية        حول الخطر الإيراني المزعوم ؟  وهي ذروة تضمنت تسريبا عن تخطيطه لعمل عسكري ضد ايران  في الساعة الأخيرة قبل مغادرة منصبه  وعن استدعاء واشنطن لجانتس وزير الدفاع الاسرائيلي لقطع الطريق علي خطة نيتينياهو ؟

كل هذا الضجيج وراءه سبب شخصي وآخر استراتيجي لكنه  لا يتضمن احتمال حرب نووية 

الشخصي هو  توظيف نيتينياهو ما يسميه بالخطر النووي الإيراني  للبقاء علي راس  الحكومة بوصفه  حامي الحمي وصقر الصقور والرجل القادر علي تحدي الجميع من اجل امن اسرائيل بمن فيهم الولايات المتحدة ذات نفسها 

والسبب الاستراتيجي هومنع ظهور اية قوة اخري  توازن الهيمنة الاسرائيلية في الإقليم ككل تطبيقا لمذهب الليكود  واليمين القائل بان نطاق الأمن الاسرائيليي يمتد من باكستان الي المغرب  والسعي الي ازالة التحديات المسلحة  لهذه الهيمنة من حلفاء ايران  ممثلين في حزب الله وحماس  ومن يستجدون  وأخيرا توظيف ذلك الخطر الإيراني  في جذب دول الخليج العربية للتحالف مع اسرائيل  دون مرور بالحقوق الفليسطينية 

مرة اخري  لا تهديد نوويا ايرانيا لاسرائيل ولا لغير اسرائيل غدا ولا بعد مائة سنة  وهذا ما  يعرفه الجميع   والمطلوب فقط هو    انكفاء ايران (وغير ايران ) علي نفسها وداخل حدودها وترك فلسطين  والمشرق  والخليج سداح مداح لاسرائيل   بعد تدمير العراق وسوريا    (وليس في الجملة الاخيرة ذرة تقدير او حسرة علي صدام حسين و نظام بشار الأسد  بالطبع )