عبدالعظيم حماد يكتب : الزاعقين بوطنية من يكسب الملايين

profile
عبدالعظيم حماد كاتب صحفي
  • clock 26 مايو 2021, 12:42:38 ص
  • eye 1135
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

هذه حكاية سمعتها تتردد بين دراويش سيدنا الحسين عندما كنت  أهوي قضاء أصائل الصيف علي مقاهي الميدان أستمتع ببراحه وعبق شعبيته الأصيلة  وتداخل أضواء الشمس المنسحبة من معركة الظهيرة اللاهبة مع ظلال المآذن والقباب  وحركة الناس  وملامحهم  واستمتاعهم بشاي العصاري علي أغاني محطة الست بعد نومة القيلولة وصلاة العصر بل وجولات القطط والكلاب  وأحيانا الماعز والخراف في الميدان  بكسل مطمئن


   

قالوا إنه في عشرينيات  (القرن الماضي )  تفشت جريمة سرقة محال الصاغة    في المنطقة   ولم تسفر 

جهود البوليس ولا تحريات  التجار وأهل الحتة عن ردع اللصوص  او حتي تحديد مشبوهين  الي أن ظهر 

ذات يوم ضيف جديد  علي أحد المقاهي  بعد أدائه صلاة العصر تبدو عليه  سيماء الوقار والتقوي وفيما  

يحتسي مشروبه تناهت الي أذنيه  أطراف من أحاديث الجالسين  عن حكاية السرقات واليأس من  وقفها  

فضلا عن ضبط الجناة فاستسمح بعض المتحدثين  أن  يحكوا له كل شئ  بتفاصيل التفاصيل وبمجرد  أن

 انتهوا من سرد هذه التفاصيل  قال لهم إن الحرامي شخص واحد  وهو من أهل الحتة أو المترددين عليها 

   ثم قال أنا سأبقي معكم بضعة ايام   وسأدلكم عليه  

دعونا من دهشة الجالسين جميعا من حديث الرجل وسخرية البعض من ثقته في نفسه و لننتقل بسرعة 

الي المشهد الختامي الذي بدأ بملاحظة بطل الحكاية شيخا  مهيبا يأتي  لصلاة الفجر كل يوم ممتطيا بغلة 

 علقت في أرجلها الأربع أجراس وشخاليل  فاستفسر من أهل الحتة عن سبب تعليق هذه الأجراس والشخاليل 

في  أرجل البغلة فقالوا إن مولانا الطيب المبارك هذا  بلغ من ورعه أنه يخشي إثم أن تدوس  بغلته هوام الارض 

لتزهق أرواحا خلقها الله الذي يتجه للصلاة له    وهو يأتي للصلاة  ويعود من حيث اتي لا يكلم  أحدا ولا يجالس

 أحدا  خوفا من اللمم فسألهم  صاحبنا المتطوع لكشف الحرامي  هل تعرفون مسكنه ؟  فأجابوا جميعا بانهم 

لا يعرفون  أين يسكن  ولا من أين يأتي  فقال اذن علينا ان نعرف وطلب  أن يأتوه بفرس ليتبع   الرجل المبارك 

  آخذا معه أحد  تجار الذهب المسروقين وبالفعل عرف مكانه  ليكتشف أن هذا المبارك في   منطقته شخص

 آخر تماما او لنقل مثله مثل  كل خلق الله حوله   لا أهمية ولا بركة  ولا يحزنون  

اقتحم الرجل  ورفيقه  منزل (المبارك ) وانهال عليه ضربا علي الفور وهو يصيح أخرج المسروقات يا نصاب يا 

حرامي بالطبع ظن المبارك أنها كبسة بوليس فانهار واعترف بكل شئ واخرج ما بقي لديه من مسروقات لم يكن 

قد صرفها بعد 

يختتم المجذوب الذي روي لي هذه الحكاية  علي مقهي في ميدان الحسين عام ١٩٦٩ قصته بأنهم سألوا الضيف

 الذي كشف الحرامي  كيف عرفته؟ فأجاب انه في شبابه غرر به من صديق بادي التقوي بالغ الشهامة ليزوجه أخته 

 التي كانت في الحقيقة عشيقته وشريكته في الاحتيال علي الشباب الأغنياء (علي طريقة هذا النوع من أفلام محمود

 المليحي زمان  ) ومن ساعتها فهو يؤمن أن التدين والورع الاستعراضيين  ليسا الا غطاء للنهب والاحتيال   

كلام مجاذيب  صحيح  ولكن اللي قبلنا قالوا خذوا الحكمة من افواه المجانين فما بالنا  بالمجاذيب  وهم أعقل

 شوية من المجانين  ؟


موضوعات قد تهمك:

 سيد صابر يكتب: شكرا قطر..شكرا ميكروفون الجزيرة

يسري عبدالغني روبن هود أم عروة بن الورد ؟! 

عبدالعزيز عاشور يكتب : أنا والذاكرة وشريط الكاسيت  

التعليقات (0)