عبدلي محند أمقران يكتب: من أجل ميثاق وطني للتطوع (3) .. ما العمل؟

profile
محند امقران كاتب جزائري وخبير في شؤون التنمية
  • clock 14 أبريل 2023, 4:42:08 م
  • eye 366
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

عزيزي القاريء، لقد حاولت إماطة اللثام على وضعية الظاهرة التطوعية بالجزائر و ما آلت إليه من تراكمية للممارسات السلبية التي أثرت على مجتمع المتطوعين و على الأداء المجتمعي الذي لم يرقى بعد لمستوى التجاوب مع الطلب الإجتماعي، و المساهمة في تحقيق التناغم و الانسجام الإجتماعي المنشود

كما قلت آنفا ،ورغم البرودة التي أحيطت بالحادثة  المأساوية من طرف الأعلام و بنيات المجتمع المدني الجزائري بفعل ظاهرة الإستحمار الوطني المتفاقمة و التوجه إلى الاهتمام بالتفاهم على حساب ماتبقى من قيم و من روابط إجتماعية تكاد تندثر. 

إن وفاة متطوع شاب على حافة الطريق السيار بتلك الطريقة المأساوية يطرح تساؤلا جوهريا مشروعا حول حجم العطب و حالة اللامسؤولية و الميوعة و قلة الإهتمام بالمتطوع داخل منظمات المجتمع المدني الجزائرية، و هنا أود أن أنبه القاريء إلى أن الغالبية من هؤلاء المتطوعين شباب يعاني من البطالة ،الفاقة و العوز و ضيق الأفق رغم هذه الحالة المزرعة فهو يقبل على الأعمال التطوعية و ممارسة فعل المواطنة الذكية 

إن وضعية المتطوع،التكوين الذي   يتلقاه،تأمين و حماية المتطوعين    
هي من بين المسؤوليات التي يجب أن يضطلع بها المجتمع المدني بالشراكة مع الهيئات الرسمية وفق المعطيات الإجتماعية و التنظيمية التي تؤطر عمل المتطوع.

لرأب الصدع،وجب التوجه فورا  و عاجلا نحو ميثاق وطني للتطوع،يراعي قيمة التطوع و  تأثيراتها على المجتمع  و على مستويات التضامن المختلفة و هذا الميثاق يكون  لمحاربة  أرضية وطنية ذات إجماع مستدام يأخذ بعين  الإعتبار النقاط الأساسية التالية

أولا:  التكوين و  الاعداد و التأطير الجيد للمتطوعين أفرادا أ و فرقا وفق مقاربة عقلانية و تفاعلية 

 ثانيا:  التشاور المستدام و المرافقة   الدائمة للمتطوعين على مستوى المنظمات التي ينتمون إليها

ثالثا: التثمين الفعال لساعات التطوع و التفكير في معادلتها كتجربة مهنية و خبرة ميدانية 

رابعا:  توثيق و  تثمين التجارب التطوعية  عن طريق الشهادات و بطاقة المتطوع او جواز المتطوع 

خامسا: التأسيس ليوم وطني للتطوع و المتطوع كعرفان لدور المتطوع في المجتمع و في التنمية الإجتماعية 

سادسا: إلزام كل الأطراف االمتدخلة في الشأن الإجتماعي من وكالات رسمية،جماعات محلية، منظمات المجتمع المدني بحماية و تأمين المتطوعين و تكريمهم على غرار تجارب معروفة في دول الأتحاد الأوربي مثلا.

سابعا :العمل في إطار شبكي على المستوى المحلي و الوطني لتعزيز القدرات تحسين الأداء 

ثامنا: العمل على تأسيس هيئة وطنية للتطوع،تكون على شاكلة مركز خبرات و رصد و موارد للمتطوع 

هذه بعض ركائز الميثاق الذي يعتبر  محصلة لتجربة وطنية في التطوع و المهم هو التوجه الحقيقي و الفعال نحو هذه المرجعية بطريقة تثمن المتطوع و تجنبنا نحن معشر المناضلين الإجتماعيين مآسي أخرى كمأساة المتطوع الشاب مرواني عبد المجيد رحمه الله و ألهم ذويه الصبر و السلوان في هذا الشهر الفضيل.


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
كلمات دليلية
التعليقات (0)