- ℃ 11 تركيا
- 28 مارس 2024
عبدالخالق فاروق يكتب في الأدب: رواية ريان
عبدالخالق فاروق يكتب في الأدب: رواية ريان
- 9 أبريل 2021, 1:18:11 م
- 919
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
ارسلنا هذا المقال لجريدة اخبار الأدب منذ أكثر من شهر و لكن يبدوا أن كاتب المقال و الروائية لم يكونا من المرغوب فيهما و لم تنشر .... و ها أنا ذا أنشرها عليكم في صفحتيي
جيهان الزهيرى .. والبوح بمكنون النفوس
بقلم / عبد الخالق فاروق
" دع مائة زهرة تتفتح "
بهذا المعنى تخوض جيهان الزهيرى تجربتها الروائية الأولى ( ريان ) بجرأة وأقتدار تحسد عليهما ، وتضيف بها للحديقة الأدبية غصن جديد مثمر . فنحن إزاء عمل أدبى يمتزج بدرجة عالية من الشعرية اللغوية ، والحكمة الإنسانية ، ودرجة من العرفانية الصوفية ، حينما تتلامس فيه مشاعر الرومانسية الهادئة الحنونة ، بعمق فلسفى ، ومستوى من التوحد الزمانى والمكانى بين القاص ومحيطه .
وعبر أربعمائة صفحة من القطع المتوسط ، تجول بنا ( ريان ) بين شخصيات رواياتها ، الغنية بالمضامين والمتعددة الأبعاد ،حيث نكتشف أنفسنا وذواتنا الإنسانية ، بكل ما فيها من نعقيدات نفسية ، وتشوهات ثقافية ، وتناقضات سلوكية ، جديرة بالتأمل ، بدءا من ريان ذاتها ، إنتقالا إلى نديم ذلك الحبيب المسكون بالغدر والخيانة ، مرورا بالطبيبة " إلهام " ، وزوجها الدكتور كمال ، وأبنتهما " لولى " صديقة ريان ، وصولا إلى صديق ريان وصاحب الصالة الرياضية الشاب " سيف " ، الذى فقد يقينه فى عدالة السماء ، وعذبه التردد بين الشك واليقين على خلفية الانتحار الميلودرامى لشقيقه وتوائم روحه " كريم " ، فجاءت الحوارات الفلسفية بينهما شديدة العمق والمتعة ، أحد المفاتيح الكاشفة على العالم الذى تستمد منه (ريان ) فهمها للحياة والكون ، وعلاقات البشر .
وتغتنى الرواية بشخصيات من قبيل " سمية " المنقبه ، وشقيقها " عبد الله " ، المحكومين بالمفاهيم المتزمتة والمغلوطة عن الدين والحياة ، والنظرة الإستعلائية المحمولة على ركائز من الإنكسار الإنسانى والتشوه النفسى ، ليشكل مسار الأحداث ونمط علاقتهما بالمحيط الاجتماعى ، إضاءة على المكنون النفسى لدوافع هذا الفهم المغلوط ، وإنكسارات أصحابه الداخلية .
أما الثلاثى النسائى " المهندسة أمل فايز " وسيدة الأعمال " سمر السروجى " والإعلامية " مروة الديب " ، فهن إطلاله غنية على نمط من سيدات الأعمال ، ولكل منهن حكاية تحتاج إلى قراءة متعمقة فى الدوافع النفسية لبعض تلك التشوهات فى المشاعر والسلوك .
ولا يخلو عالمنا الثقافى من وجود شخصية مثل الصحفى ورئيس التحرير الانتهازى " شكرى عبد المولى " ، القادر على التقلب فى المواقف والشعارات والمبادىء ، وفقا لمتطلبات المصلحة الشخصية ، وبما يتوائم مع التغيرات والتقلبات السياسية . ذلك النمط الذى حفل به عالمنا الروائى ، الذى خطه لنا كبار أدباءنا مثل الأديب فتحى غانم فى روايته الرائعة ( الرجل الذى فقد ظله ) ، وفى شخصية ( محفوظ عجب ) التى رسمها ببراعة وأقتدار الكاتب الصحفى " موسى صبرى " .
كما تحفل الرواية بشخصيات مفيدة للعمل من أمثال ، شقيقتها ( رضوى ) و هانى تواضروس ، والطيار ( يامن ) والست (لوزة ) ، والصديقة اللبنانية ( بدرية الحلبية ) وزوجها ( وليد ) ، ليرسموا معا صورة للمحيط الاجتماعى المؤثر على شخصية بطلة الرواية ( ريان ) .
وبقدر ما أنسابت رحلة حياة (ريان ) من طفولتها حتى مرحلة نضجها كأنثى وأمرأة ، فى لغة جذابة وأسلوب حافل بالجمال والشاعرية ، وعبر الثنائيات القيمية التى أختارتها جيهان الزهيرى لكشف الصراعات الدائرة بين البشر ، حيث صراع التسامح فى مواجهة التشدد والتطرف الدينى ( عبد الله مقابل هانى تواضروس ) ، والحب مقابل الخيانة والغدر ( ريان مقابل نديم ) ، والوطنية مقابل الأنانية والذاتية النرجسية ، وغيرها تدور بنا (ريان ) بين عوالم شخصياتها ، فى خوض مبدع فى أعماق تلك الشخصيات ، والإمساك بالخيوط الرفيعة المختبئة بثنايا دوافع السلوك لدى كل هذا المحيط الاجتماعى لريان ، فأنها نجحت كذلك فى الابتعاد عن نمط الأدب النسوى الذى غلب على كثير من الأديبات المصريات - وربما العرب -فى عقد التسعينات ، والذى لم يبتعد كثيرا عن الذوات الشخصية والتجارب الحافلة بقصص الحب والتجارب المغرقة فى الحسية المادية .
فليبارك الوسط الأدبى والروائى المصرى والعربى ، إنضمام أديبة واعدة جديدة إلى نهره الغنى ، ولتحتفل الأوساط النقدية بنص أدبى جديد حافل بالجمال والعمق والشاعرية .
التعليقات (0)
إقرأ أيضا
أحدث الموضوعات
أربعاء, 27 مارس 2024
حماس: المقاومة في غزة مازالت قوية على الأرض ومتماسكة وتكبد الاحتلال الخسائر أربعاء, 27 مارس 2024
فضيحة كبرى.. تورط فرنسا في بيع أسلحة لإسرائيل ربما استخدمت ضد المدنيين في غزة أربعاء, 27 مارس 2024
رئيس صربيا: أيام صعبة تنتظر البلاد.. سيكون الأمر أصعب من أي وقت مضى الأكثر قراءة
جمعة, 08 أكتوبر 2021
مصادر: إبراهيم منير يتخذ قرار بإيقاف ٦ من الشورى العام سبت, 18 سبتمبر 2021
د. أيمن منصور ندا يكتب : عندما تلقيت اتصالاً من الرئيس السيسي خميس, 30 سبتمبر 2021
طارق مهني يكتب : بزنس المعارضة - سبوبة الزنازين اثنين, 01 نوفمبر 2021
تقرير : كيف ساهم " أبو دية " عبر أذرعه المالية في تدجين المعارضة المصرية بالخارج جمعة, 28 مايو 2021
تعرف على مدينة المقاومة تحت أرض غزة ودورها في معركة سيف القدس حكايات شعبية
أحد, 10 أكتوبر 2021
شاهد بالصور: مطعم تغمره مياه الفيضانات يجذب الزبائن في بانكوك خميس, 09 سبتمبر 2021
نظرية "ستالين " لتدجين الشعوب