عـادل أبو هاشـم يكتب: بعد مذبحة نابلس .. الخيانة بين " وجهة نظر" و " أسلوب حياة " .. !

profile
عادل ابو هاشم إعلامي فلسطيني
  • clock 25 فبراير 2023, 3:20:20 ص
  • eye 386
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

عندما تقتحم قوات العدو الصهيوني مدينة نابلس، وترتكب مذبحة بشعة يرتقي على أثرها أحد عشر شهيدا وإصابة العشرات، فيما لم تحرك النخوة عناصر أمن السلطة التي لم تبرح مخابئها في مقراتها الأمنية طيلة الأشتباكات التي استمرت أكثر من ثلاث ساعات، تكون القضية الفلسطينية  قد دخلت في  حالة " الخيانة أسلوب حياة"..!! 
بعد استقرار الرئيس ياسر عرفات في الأراضي الفلسطينية عام 1994 م سأله أحد زواره : لماذا جلبت معك هذا الكم من الوجوه العفنة التي لفظها الشعب .؟!
فأجابه عرفات :
إنني داخل إلى مستنقعات و مجاري وهي تحتاج إلى بساطير لأستطيع المرور خلالها ، و هؤلاء هم البساطير التي سأدخل بها هذه المجاري القذرة و المستنقعات   .!! 
في عهد عرفات ( 1994 ـــ 2004 م ) تحققت نبوءة صلاح خلف عندما تخوف من أن تصبح الخيانة وجهة نظر  بفعل  هؤلاء  الذين  عاثوا فساداً في الأرض و الشعب الفلسطيني . !
وباقي القصة معروف للجميع ، فقد تم حصار ومن ثم  اغتيال القائد والزعيم التاريخي للشعب الفلسطيني  ياسر عرفات حتى تفتح الطريق أمام هؤلاء للتعايش الذليل مع العدو الإسرائيلي .!
ثم استلم محمود عباس قيادة المنظمة و السلطة و حركة فـتح منذ عام 2005 م ، واكتشف الفلسطينيون أن  الخيانة في العهد الجديد  " أسلوب حياة  " .! 
و في كل من زمن " الخيانة و جهة نظر " ،  و " الخيانة أسلوب حياة  " عاش الفلسطينيون لسنوات طويلة من القهر و الغم  و الضياع السياسي والاقتصادي وفقدان الثقة بالقيادة  .!


في  زمن " الخيانة و جهة نظر " أصبحنا نرى أشخاص ــ لم نسمع بأسمائهم في مسيرة الثورة  ــ يتباهون ويفاخرون ببطولات غير موجودة لديهم ولا يعلمون هم أنفسهم شيئاً عنها..!! 


كل شخص ينسب إلي نفسه أعمالاً وبطولات وعمليات عسكرية لم يقم بها ولم يحلم في يوم من الأيام القيام بها ، وظهرت طبقة جديدة من المنتفعين والمتسلقين الذين احتلوا مناصب ليسوا أهلا لها ، وإعتبروا أنفسهم فوق القانون ، وفوق الضوابط والحسابات ، وحجة كل واحد فيهم أنه محرر الأوطان وقاهر الأعداء .!
وفي زمن " الخيانةأسلوب حياة  " أصبح هؤلاء قادة لأجهزة أمنية في الضفة الغربية  ، وكل خبراتهم إنهم على استعداد للقضاء على الانتفاضة ، وبأن رجال الشرطة الفلسطينية هم عبارة عن مجموعة من أكياس الرمل تتلقى الرصاص دفاعـًا عن مواخير وبارات ومقاهي تل أبيب ، وبيوت المستوطنين .!
في زمن " الخيانة و جهة نظر " فقدت البندقية الفلسطينية بوصلتها ، وأصبحت هذه البندقية موجهة في خدمة الجانب الإسرائيلي  .!
وفي زمن " الخيانة أسلوب حياة  "  أصبحت البندقية  الفلسطينية موجهة في صدور أبناء الوطن ،  وليت الأمر قد توقف عند هذا الحد بل تعداه إلى اقتحام الأجهزة الأمنية للمخيمات الفلسطينية في بلاطة و الأمعري و جنين  و نابلس  ، و قتل أبناء الشعب بالرصاص و الهروات واللكمات و الأحذية بدم بارد، واختطاف  العشرات من المواطنين على خلفية سياسية ، و معظمهم أسرى محررون و طلاب و نشطاء ، و الذين يتعرضون لأبشع أنواع التعذيب ، و أقسى أساليب التحقيق ظلما و جورا في سجون السلطة " و مسلخ أريحا "، و الأختباء في مقراتهم  عند اجتياح جيش الأحتلال لمدن و قرى مخيمات الضفة الغربية..!!
في زمن " الخيانة و جهة نظر " ظهرت طبقة من مسؤولي السلطة الفلسطينية " تهيم عشقاً " بكل ما هو إسرائيلي ، معتبرين أن إسرائيل ، هي مبرر وجودهم وعزهم  ، وهي العمق لهم بدلاً من العمق العربي .!
وفي زمن  "الخيانة أسلوب حياة  " رفعنا شعار " التنسيق الأمني مع العدو  مقدس، ومصلحة وطنية فلسطينية، وإنجاز عظيم للشعب الفلسطيني" ..!! 
و كشفت ممارسات بعض قادة وافراد الاجهزة الأمنية الفلسطينية من خلال التنسيق مع العدو  المواهب الخيانية لهم :
فقد اتقن هؤلاء صناعة الفتن وتدبير المؤامرات وتلفيق الاراجيف والاكاذيب الرخيصه التي تعبر عن شخصياتهم واخلاقهم .. فلا دين يردعهم ولا اخلاق تلجمهم ولا وطنيه تحكمهم..!!
فهم يدعون الوطنية ..وليسوا بوطنيين ..!!
ويدعون المقاومة.. وليسوا بمقاومين..!!
ويدعون الذكاء .. وهم اغبى مخلوقات الأرض..!!
ويدعون الصدق.. وليسوا بصادقين..!!
ويدعون الشفافية.. وهم باطنيون..!!
ويدعون الطهارة.. وهم ملوثون..!!
ويدعون الثورية .. وهم جواسيس ومخبرون صغار وكتاب تقارير بالقطعة عند العدو الصهيوني..!!
في زمن " الخيانة و جهة نظر " كانت الأعتقالات  التي تقوم بها الاجهزة الامنية الفلسطينية للمجاهدين من حركتي  حماس والجهاد ، تستخدم للإبتزاز ، أي مطالبة أهالي المعتقلين بدفع مبالغ مقابل الإفراج عنهم ..!! 
وفي زمن  "الخيانة أسلوب حياة  " تم اعتقال الآلاف من عناصر حركة حماس والجهاد الأسلامي  حيث مورس ضدهم أبشع أنواع التعذيب ،  ومنهم من استشهد داخل المعتقلات ،  ومنهم من تم اغتياله خارج السجون..!! 
(  لم يخف محمود عباس في تصريحات نشرتها صحيفة "هآرتس" العبرية  اعتزازه بالإجراءات القمعية التي تمارسها أجهزته الأمنية بحق أجنحة المقاومة وسلاحها في الضفة الغربية المحتلة ، بل زاد على ذلك حين أعرب عن فخره بالقضاء على البنية التحتية لحركتي "حماس " و " الجهاد الإسلامي "   ، وحل "  كتائب شهداء الأقصى  " الجناح المسلح لحركة فتح " حيث سلم أفرادها السلاح مقابل أن تعفو عنهم إسرائيل..!!) .
في زمن " الخيانة و جهة نظر " ظهوت  فئة من موظفي السلطة والمسؤولين قامت باستغلال حاجة المواطن بدلاً من مساعدته ،  فقد استفادت من الحصار الذي فرضته إسرائيل على الأراضي الفلسطينية ، فعمل أفرادها كوسطاء مع الجانب الإسرائيلي لحصول المواطن الفلسطيني عل تصريح لزيارة إسرائيل للعلاج في المستشفيات الإسرائيلية ،  أو العمل في إسرائيل ، أو بطاقة هوية للعائدين وتسوية أوضاع مطلوبين للأمن الإسرائيلي مقابل مبلغ مادي .!
وفي زمن " الخيانة أسلوب حياة  " ظهرت قيادات  ساهمت وتساهم في التحريض على حصار أكثر من 2 مليون من أبناء شعبها إلى درجة الموت ، بل و تطلب و تتوسل من العدو الصهيوني تدمير قطاع غزة على روؤس أبنائه لأنهم فضلوا المقاوم على المساوم ..!! 
في زمن " الخيانة و جهة نظر "  قتل شباب الأنتفاضة عشرات من الجنود و المستوطنين الصهاينة الذين دخلوا  الضفة الغربية تحت ذريعة أنهم تائهون .!  
وفي زمن" الخيانة أسلوب حياة  " تقوم أجهزة أمن السلطة  بإعادة كل من تعثر عليه من الإسرائيليين على اعتبار أنهم مستوطنين ، غير أنه قد تبيّن أنهم  جنود وعناصر من وحدات الـ “مستعربين” الإسرائيلية تدخل الأراضي الفلسطينية لتنفيذ عمليات عسكرية ضد نشطاء  الأنتفاضة .!
(  قال محمود عباس إن الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية أعادت إلى الاحتلال خلال عام  2012 م  96 جندياً إسرائيلياً معززين مكرمين دخلوا بالخطأ إلى الضفة الغربية ، و نحن فخورون بذلك ، وقال حازم عطا الله مدير الشرطة الفلسطينية ان قواته أعادت للاحتلال  ٤٣٦ اسرائليا دخلوا الضفة الغربية)..!! 
في زمن " الخيانة و جهة نظر " أصيبت أجهزة الأمن الفلسطينية بحالات  من الترهل الثوري والتسيب ، حيث أكد قائد المخابرات الفلسطينية في الضفة الغربية توفيق الطيراوي أن كل عملاء الموساد في الأراضي الفلسطينية معروفين للأجهزة الأمنية الفلسطينية ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍.!
وفي زمن " الخيانة أسلوب حياة  "  قام  رئيس السلطة باعتباره  " عرّاب  التنسيق الأمني " ، حين تسلم رئاسة السلطة عام 2005 م باعادة الاعتبار لـ  " 760 " عميلا ،  وتقنين قيودهم على قوائم الأجهزة الأمنية . !
وبعد : 
ان ما تقوم به اجهزة امن السلطة لا يشين الشعب الفلسطيني صاحب التاريخ المجيد في التضحية والجهاد والنضال ، بل يشين " حركة فتح " التي تركت هذا الطابور الخامس من الادعياء الغارقين في وحل الخيانة والتفريط وبيع المواقف المجانية يتلاعب بماضيها وحاضرها ومستقبلها .. !!


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)