عقيد طيار هاني شرف يكتب.. الردع الاميركي ما زال حيا في شرق اسيا

profile
هاني شرف خبير عسكري واستراتيجي مصري
  • clock 3 أغسطس 2022, 8:00:16 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

تأتي الزيارة في أجواء شديدة التوتر بشكل غير مسبوق بين الولايات المتحدة والصين وصلت لحد إطلاق الصين لتهديدات بإسقاط طائرة رئيسة مجلس النواب الأمريكي في حالة توجهها لتايوان.

وإيحاءا بجدية التهديدات قامت الصين بإستدعاء حاملتي الطائرات لديها للتوجه قرب مضيق تايوان من كلا من الشمال و الجنوب بالإضافة لتحليق استفزازي لأحدث المقاتلات الصينية سوخوي 35 قرب مضيق تايوان وسط ترقب شديد حول العالم في اجواء شبيهة بازمة الصواريخ الكوبية بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي ابان الحرب الباردة.

تباينت التوقعات والتحليلات في الاوساط السياسية والعسكرية العالمية حول مدى احتمالية قدرة امريكا على اتمام هذة الزيارة أم سيتم نزع فتيل الأزمة في اللحظات الأخيرة وإلغاءها.

كلا الاحتمالين كانا سيحملان معاني كبيرة جدا كمؤشر على مدى قوة الردع التي تملكها الدولتين النوويتين، وحجم تأثير كلا منهما على الآخر الآن مما قد يؤطر لمرحلة جديدة في العلاقات والتدافع بين الدولتين.

في النهاية ورغم الشراسة الصينية في الرفض الذي وصل الى حد التهديد المتهور من جانبها، إلا ان الزيارة تمت كما ارادت الولايات المتحدة واحتفت بها تايوان وهو ما يعني ان الولايات المتحدة ما زالت تصول وتجول بحرية في أي مكان شاءت حتى وان كان في الباحة الخلفية للصين في محيط نفوذها الاقليمي وفي اشد البؤر حساسية لديها.

وهي الرسالة التي أصرت  الولايات المتحدة على إرسالها للصين من جانب ولحلفائها الاقليميين على الجانب الاخر، وهي ان التنين الصيني لم يمتلك بعد قوة الردع الكافية لتحجيم تحركات القطب الأمريكي الاوحد السياسية والعسكرية في شرق آسيا عموما وفي داخل تايوان وحول سواحلها والتي تدعي الصين انها جزء لا يتجزء من التراب الوطني الصيني ولكنها اقليم مارق.

وبغض النظر عن رد الفعل الصيني المحتمل في المستقبل فإن ما حدث اليوم هو حدث مشهود وبالتأكيد سيكون له ما بعده ، حيث خرجت الولايات المتحدة منتصرة في لعبة الردع والردع المضاد التي جرت اليوم بوصول أحد كبار مسئوليها إلي جزيرة تايوان وتحت حماية قواتها العسكرية في البحر والجو من ماليزيا جنوب شرق آسيا مرورا بالمحيطين الهندي والهادي وصولا الى تايوان، وسط حشد عسكري أمريكي غير مسبوق في منطقة التوتر بين تايوان والصين منذ عقود حيث أحاطت ٣ حاملات طائرات أمريكية بتايوان من الشمال والشرق والجنوب بالاضافة إلى استدعاء حاملتين اضافيتين من جزيرة جوام الأمريكية في المحيط الهادي بإتجاه تايوان مع وضع قوات الأسطول السابع الأمريكي في اليابان على أهبة الاستعداد.

يبدو ان العالم مقبل على مرحلة حبلى بالاحداث والمتغيرات الاستراتيجية في صراع الارادة والهيمنة الامريكي الصيني.

التعليقات (0)