- ℃ 11 تركيا
- 28 أبريل 2024
علي محمد علي يكتب : إصحى للكلام
علي محمد علي يكتب : إصحى للكلام
- 6 أغسطس 2021, 6:22:48 م
- 900
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
في عام ١٩٧١ والذى اسماه السادات عام الحسم ، أمر الرئيس في نهايته بتقليل عمليات الاستنزاف ، ثم أطلق على العام الذي يليه " عام الضباب " نظرًا لمماطلة روسيا بتوريد إحتياطي السلاح المطلوب ، فخرج أحد العربجية بسيارته الكارو في الصباح الباكر ، وعطل المرور على كوبري قصر النيل ، فذهب إليه أحد الضباط وسأله : لماذا لا تتحرك ؟ فأجابه الرجل بكل ثقة : الضباب ، فالتفت الضابط يمينًا ويسارًا وقال له : أين هذا الضباب ؟ أنا لا أرى شيئًا ، فقال العربجي : إسأل الحمار ، وسرعان ما أبلغوا الرئيس بالواقعة ، فنزل مسرعًا ، لمقابلة ذلك العربجي بعد أن أحضروه هو والحمار ، لكنه تذكر شيئًا مهما قد نساه ، فنادى على " جيهان " ، فنظرت له من الشباك ، فقال لها : إحدفيلي " زبيبة الصلاة " ، نسيتها فوق على " الكوميدينو " .
كل هذا حدث قبل ولادتي في مارس ١٩٧٣ ، وبعد ولادتي بست شهور وأيام ، إتخذ السادات قرار الحرب وإنتصرنا ، تقريبًا كان بيطمئن على سلامتي ، لتعود السياسة من جديد لتقلب النصر إلى هزيمة ، باتفاقية السلام " معاهدة كامب ديفيد " والتي استقال بسببها ٣ وزراء خارجية ، وبين النصر والهزيمة إتخذ السادات قرار الإنفتاح الإقتصادي ، ومن هنا إنتشرت مقولة نسبت للسادات - وأشك أنه قالها - : " إللي مش هايتغنى في عصري مش هايتغنى طول عمره " ، لكن هذا كان الحال في مصر ، فالمرحلة إستهدفت الفهلوية و النصابين والناس بتوع البيضة والحجر ، أما المثقفين فتراجعوا للخلف ، لدرجة أن أحدهم لو ذهب طبيب وسباك لخطبة إبنته ، لإختار السباك دون تردد ، تلك كانت طبيعة المرحلة ، وهاهو الرئيس المؤمن ، يقتل بيدي صبيانه ، داخل محرابه ، وسط ذهول الحاضرين .
ثم يأتينا رجل أول ما تحدث ، قال : " الكفن مالوش جيوب " ثم إكتشفنا مع الأيام أن الكفن ماهو إلا " جيب كبير " ثم شيئًا فشيئًا تداول الناس مقولة للسادات بعد مماته ، أنه جاء لأحدهم في المنام ، وقال له : " لقد مشيت وتركت لكم خازوقًا كبيرًا ، اسمه حسني مبارك " .
لكن هذا الخازوق ، أقصد الرئيس محمد حسني مبارك كان عنده ثوابت كان حريصًا عليها على الأقل في العشرين سنة الأولى من حكمه ، آه والله " عشين سنة " ما أنا نسيت أقولك الحكم عندنا إجتهادي ، يعني ممكن واحد بس يحكم ٢٠ أو ٣٠ ، أو لحد سنة ٢٠٣٣ م ، مفيش حاجة اسمها فترات منصوص عليها في الدستور ، الدستور نفسه عندنا شكليات ، نغيرها زي ما إحنا عاوزين ووقت ما إحنا عاوزين ، فكان حريصًا كل الحرص على محدودي الدخل ، وعدم اللعب أو المغامرة بضروريات حياتهم ، وكان يحترم القضاء ، باستثناء واقعة معركة إستقلال القضاء في ٢٠٠٦ ، فكان الرجل يقدر القضاء ويظهر ذلك في كثير من خطاباته ، وكان له موقف صارم من قضية مياه النيل ، وبصراحة شديدة أثقلته فترة حكمه الطويلة بخبرات وتجارب في العلاقات الدولية وأضفت عليه صفة الرجل العجوز الحكيم ، وجنب مصر ويلات التصادمات والحروب بسياسة شبه متوازنة ، لكن في آخر فترة حكمه بدأت الأمور تخرج عن سيطرته ، وبدأ بعض الصقور يتلاعبون بالثوابت التي كان حريصًا عليها طيلة حياته ، نعم كان هناك فساد منذ البداية ، لكنه إستشرى وعظم شأنه على يد رجال الأعمال الجدد ومن كان يدعمهم ، حتى أن هناك نكتة كنا نتداولها فيما بيننا تقول : أن أحدهم أشار على الرئيس أن يشتري دكانًا لجمال ولده في مرسى مطروح ، وآخر لعلاء ولده البكري في أسوان ، ويفتح الدكانين على بعض .
وذهب أبو علاء ، وجاء مرسي فجأة ومشى فجأة ، ولا أذكر له سوى : جاز آند كحول دونت ميكس ، ولعبه في " بيضانه " أو " أعضائه التناسلية " أثناء لقاءه مع وزيرة الخارجية الأسترالية " جوليا جيلارد " ، لكنه قال : " أوعوا الثورة تتسرق منكم " وقد صدق ، كما قال : " الحفاظ على الشرعية تمنها حياتي " وقد صدق .
ثم عادت فترة الضباب ، وتولى شئون البلاد رجل لا أذكر اسمه قالوا أنه رئيس المحكمة الدستورية ، ولم نشعر به طيلة عام لأنه كان ينام معظم الوقت ، يعني " صوفي أبو طالب " أنا تفاعلت وحسيت بوجوده في ٨ أيام ، إنما ده أنا حتى لا أذكر اسمه .
ثم زادت الشبورة ، وانعدمت الرؤية الأفقية والرأسية ، وأصبحت المرأه تضرب زوجها وتعلمه الأدب ، وإذا إعترض ، غزته بالسكينة في كرشه ، وطبيب أسنان يطعن زوجته ١٢ طعنة ، الغني والفقير أصابتهم حالة من الجنون ، الجهلة والمتعلمون أمام حالة التخلف التي تعم المكان متساوون ، غرقنا في الديون و تنازلنا عن الأرض ، وخسرنا شريان الحياة ، ولا نملك قوت يومنا ، عرفت أنا هذا الرجل يهتم ببناء الحجر على حساب البشر لما قال : هابني وهابني وهابني ، عرفت أنه لا يحترم الناس ، ولا إرادتهم ، لما قال لأبو المعاطي مصطفى نائب دمياط : أنت مين ؟ ومجلس شعب إيه ؟ أنتوا دارسين الكلام ده ؟ وهو نفسه من قال : أنا لو إعتمدت على دراسات الجدوى ، ما كنتش عملت ولا مشروع .
إننا حرفيًا وللأسف نباع ، وجهة واحدة تتحكم في كل شيء حتى يصعب زحزحتها من مكانها وردها إلى مكانها الطبيعي ، حينما تأتي ساعة الحسم ، إن كل تأخير ، سندفع ثمنه دم ، فتلك الجهة هي آلة قتل كما هددنا بها مرات عديدة ، نحن نعلم جيدًا أن ساعة الحسم آتية لا محالة ، وإن مصر ستعود مدنية ، لا دينية ولا عسكرية ، وكونك تفكر تقرب من رغيف العيش ، فأنت بتلعب في عداد عمرك كما حذروك وأجبروك على التراجع ، أنت تيجي إيه جنب " أبو زبيبة " الله يرحمه ، كانت إنتفاضة الخبز هاتجيب أجله بدري بس تراجع من نفسه ، وإنا لمؤمنون بعقيدتنا ، كما أنكم مؤمنون أنكم نجحتم في السيطرة علينا وتكميم أفواههنا ، لكن هيهات هيهات هيهات ، مش تقولي تحيا مصر ٣ مرات ، إصحى للكلام .
كلمات دليلية
التعليقات (0)
إقرأ أيضا
أحدث الموضوعات
أحد, 28 أبريل 2024
مصر والولايات المتحدة،. رفح ورقة مساومة ضد إسرائيل وحماس (مترجم) أحد, 28 أبريل 2024
بسام كريم المياحي يكتب: مشكلة الحكومة في البلد ونظرة المجتمع إليها الأكثر قراءة
جمعة, 08 أكتوبر 2021
مصادر: إبراهيم منير يتخذ قرار بإيقاف ٦ من الشورى العام سبت, 18 سبتمبر 2021
د. أيمن منصور ندا يكتب : عندما تلقيت اتصالاً من الرئيس السيسي خميس, 30 سبتمبر 2021
طارق مهني يكتب : بزنس المعارضة - سبوبة الزنازين اثنين, 01 نوفمبر 2021
تقرير : كيف ساهم " أبو دية " عبر أذرعه المالية في تدجين المعارضة المصرية بالخارج جمعة, 28 مايو 2021
تعرف على مدينة المقاومة تحت أرض غزة ودورها في معركة سيف القدس أخبار
سبت, 27 أبريل 2024
مخصصة لـ"غزة والمنطقة".. 68 مليون يورو من الاتحاد الأوروبي للفلسطينيين سبت, 27 أبريل 2024
الاحتلال دمر 70% من آبار المياه شمالي غزة سبت, 27 أبريل 2024
خطوة صينية لافتة.. بكين تقتحم مباحثات المصالحة الفلسطينية