علي محمد علي يكتب :الكونفوشيوسية

profile
علي محمد علي شاعر وكاتب مصري
  • clock 25 أبريل 2021, 4:07:51 ص
  • eye 936
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

فكر معي جيدًا في تلك القيم السلوكية : 

حب الناس وأحسن معاملتهم ، كن رقيقًا ومؤدبًا عندمًا تتحدث ، أحب لغيرك ما تحبه لنفسك ، 

أطع والديك وزوجك والصغير ، إحترم الأكبر منك سنًا ومقامًا ، كن نظيف اليد واللسان ،

 إخلص لأصدقائك ، إجعل قولك على قدر فعلك ( ماتبقاش بق يعني )  ....

ما رأيك في هذا النسق الأخلاقي والإجتماعي ؟ 

فكر معي مرة أخرى في مجموعة أخرى من القيم السياسية  : 

على الحاكم أن يكون عادلًا وإن لم يفعل فسوف ينقلب عليه شعبه ويستبدله ، 

الحكومة أنشأت في الأساس لخدمة الشعب وليس العكس ، لا واسطة لا محسوبية ، 

كل على قدر مهارته واجتهاده وذكائه ، الحكام لزامًا عليهم أن يكونوا على خلق ومثل عليا وأن يحترموا الشعب والوزراء ويهتموا بالصالح العام وتشجيع الفنون النافعة والنهوض بها ، 

العطف على رعايا الدول الأخرى والمقيمين في الدولة ، تحقيق رفاهية الشعب .... 

ما رأيك في هذا النسق والبناء السياسي ؟

دع كل ما إعتقده الأجداد كما هو دون تغيير وخذه كما هو ( حيث يتحكم قوتان الأولى هي قوة السماء والثانية هي أرواح الأجداد الأقدمين والتي ترقت وفوضتها قوة السماء ببعض الأعمال الأرضية ) 

دع كل تلك الماورائيات كما هي وتعالى نغني  فالغناء والموسيقى يهذبان الروح .

ذلك كان بعض من كل ما قام عليه البناء الأخلاقي والإجتماعي لكونفوشيوس حكيم الصين الثاني العظيم بعد " لاوتسو"  والذي ولد في ٢٨ سبتمبر عام ٥٥١ ق.م أثناء حكم أسرة " تشو" العظيمة رائدة الليبرالية في العالم القديم .

رأى أيضًا أن العصر الذهبي للبشرية هو ما فات وليس ما سوف يأتي ، ولا أدري هنا إن كان محقًا أم لا ؟ 

لكن فكره ظل متماسكًا وسائدًا منذ وفاته في ٤٧٩ ق.م في مسقط رأسه ولاية " ليو " وحتى عام ١٩١٢ وإعلان الصين جمهورية شيوعية .

ولما سأله أحد تلامذته عن الموت ؛ فقال : وهل فرغنا من دراسة الحياة حتى نتحدث عن الموت ؟ و الرجل لم يستغل جهل الآخرين ،

 بل وكان يأخذ أجرًا من طلابه ومريديه كل على قدر إستطاعته ، حيث كان يقول : " أنا لا أفتح باب الحق لمن لا يحرص على معرفته " 

ومن أقواله أيضًا " العقل كالمعدة المهم ما تهضمه لا ما تبلعه " " إعتق ما أحببت ، فإذا عاد إليك فهو ملك لك إلى الأبد " 

" ما يبحث عنه الرجل النبيل موجود في نفسه ، وما يبحث عنه الرجل الدنيء موجود عند الآخرين "  

 إهتم بالإنسان دون خداع أو ظلم أو إضطهاد ، فقط قم بعملك بإتقان حتى ترتقي وترتفع لأعلى المناصب من أجلك ومن أجل حياتك لا من أجل موتك .

وقد تزامن ظهوره في الصين مع بوذا في الهند والذي كان بين فلسفتهما تشابه غريب ، حيث أعتقد وبشدة أنه كان بينهما سمة تواصل ما ،

 كما عاصر فيثاغورث وتأثر بشكل أو بآخر به وتبنى فلسفته عن القيم والسلوك ، كما أراه إختلف مع فلسفة أفلاطون إختلافًا بينًا حيث كان الرجل واقعيًا إلى أقصى درجة بعيدًا كل البعد عن مثالية افلاطون الغير ممكنة ، 

كما أني أعتبر كونفوشيوس أول من أسس للرأسمالية الحديثة ، حيث نادى بالملكية الخاصة ودافع عنها باستماتة لأنه كان يرى أن سعادة الفرد سيتبعها سعادة المجتمع ..

. لكنه آمن بالطبقية وتقسيم المجتمع إلى طبقات على عكس فلاسفة اليونان الذين كانوا يؤمنون بالديمقراطية وتساوي البشر .

أنهيت مقالي المتواضع ولكن بقى لي سؤال أود توجيهه لك : إذا جاءك رجل الآن وبعد مرور مايقرب من ٢٥٠٠ سنة ونادى بما نادى به العظيم كونفوشيوس ، هل ستؤمن بما يقول ؟ أم تنعته بالجنون ؟

 أنظر يا صديقي إلى ما آلت إليه أمورونا الآن ألا ترى من حتمية للإصلاح والوقوف على مسببات الجهل والتخلف وغياهب الشعوذة والأساطير ونتائج تطبيقها الحرفي ؟

وأخيرًا الرجل لم يكن من هواة الكتابة بنفسه بل ألقى معظم تعاليمه شفاهة ، ثم جاء من بعده من قدسوه كالعادة و جعلوا منه نبيًا ، وتلك آفة التابعين .

 إن كنت لا ترى ضرورة إعادة النظر في كل ذلك ، فلتذهب للجحيم أنت ومعتقداتك التي أوصلتنا لعصور ما قبل التاريخ . أرجو المعذرة فأنا أحترق لحالنا ويكاد الحزن يقتلني .  

التعليقات (0)