علي محمد علي يكتب : المبولة السعيدة للاستثمار

profile
علي محمد علي شاعر وكاتب مصري
  • clock 10 يوليو 2021, 7:14:22 م
  • eye 2262
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

 اليوم بحمد الله تم إفتتاح " مبولة السعادة " وهي الفرع الثالث لمجموعة مباول السعادة وإنه لو تعلمون لأمر جلل ، حيث أني أستثمر في هذا المجال المربح منذ عام ونصف تقريبًا ، كما وأني أدعو كل أصدقائي المستثمرين للإستثمار في هذا المجال بالتحديد ، وفقًا لقاعدة حب لأخيك كما تحب لنفسك ، ودعوني أوضح لكم الأمر حيث لا يتهمني أحد باستغلال الأزمة ، فمنذ أن تأكد الفقر بل والإفلاس المائي وتحدثت الحكومة كثيرًا عن تحلية مياة البحر ، هبت في رأسي فكرة غريية كنت قد قرأت في ما سبق أن ماء البول أخف ملوحة بكثير عن ماء البحر ، حيث تبلغ نسبة المياه فيه ما يقارب ٩٦ ٪ والباقي بعض الأملاح الخفيفة والأحماض ، لذا فكرت ثم فكرت وقررت أن أكون رائد المباول الأول في العالم وقمت بعمل دراسة جدوى متكاملة للمشروع ، 

وشرعت بعمل خزانات عبارة عن مراجل تغلي ماء اليول المتجمع فيها ، فيتبخر الماء و يتم تكثيفه أي أني أقوم بإعادة تدوير المياه ، فمنها وإليها نعود ، ثم إقترح علي أحد المهندسين المتخصصين في البول ، أن تكون مبولتنا مميزة ، حيث الموسيقى الهادئة التي تساعد العميل على الإسرخاء ليدر أكبر قدر ممكن من البول في البولة الواحدة ، وبمناسبة الموسيقى كان قد أشار علي أحد المستشارين في الشركة الوطنية للمباول  أن أستبدل الموسيقى الهادئة بموسيقى رعب كي تزيد نسبة الإستدرار في البولة الواحدة ، وكان السبب الذي إستند إليه أن الإنسان حين يزداد خوفه ورعبه من شيء ماذا يفعل ؟ طبعًا " بيشخ على نفسه " لكنه في هذه الحالة سوف يشخ في المبولة ويفرغ بها ما به من رعب ، بيني وبينكم أنا طمعت وإقتنعت بوجهة نظرة ، لكن النتائج كانت مخيبة للآمال على المدى الطويل ، فمن يبول مرة في تلك الأجواء المرعبة ، لايبول عندنا مرة ثانية ، لذا تداركت الموقف وعدت لتشغيل الموسيقى الهادئة ، معلنًا إعتذاري لعملائي الأعزاء ،

 المراجل ( خزانات البول ) مرتبطة بوحدة تعبئة زجاجات مياه الشرب ، كما يتم إستغلال الأملاح وخصوصًا الكالسيوم في صناعة بعض الأدوية ، وأملاح الصوديوم بوحدة لإنتاج ملح الطعام ، كما وأضفت خط إنتاج زجاجات مياه جديد بالنكهات الطبيعية ( كالليمون _ والخوخ _ والتفاح ) ، كانت لدي مشكلة صغيرة في تسجيل العلامة التجارية ، والقانون يلزمني بالإفصاح عن مصدر الماء في المنتج ، فكيف سألتقط صورة لرجل يتبول ؟ سندخل في مشاكل أخلاقية وقضايا مع الآداب ، فاستعنت بصورة لطفل صغير لم يتجاوز السنتان وأسميت الماركة " ترتر " والآن يعتبر ماء " ترتر " هو الأكثر مبيعًا في الشرق الأوسط ، حيث تبلغ نسبة نقاءه ١٠٠٪ ، بين الحين والآخر تقوم الشركة بعمل مسابقات وجوائز عينية لأكبر بولة على مدار الشهر ، 

ومؤخرًا قامت شركة إثيوبية بعمل حملة دعائية مضادة لحملاتي المتتالية ، وأطلقت على منتجها اسم " نيلنيل" إلا أن " ترتر " مكتسح الأسواق بفضل الشفافية والنزاهة التي نعمل تحت سقفها ، فليس عندنا ما نخفيه ، كما أن العميل مطمئن ومنشكح قي آن واحد لأنه هو مصدر الماء هذه المرة ، حد بيقرف من نفسه ؟ ، وقد تلقت الشركة بعض المقترحات حديثًا ، أود مشاركتكم معي لإتخاذ القرار المناسب ، جائني إقتراح من فرنسا بإضافة الكحول إلى ترتر ، يعني يبقى فيه ترتر ٥ ٪ وترتر ١٠ ٪ و١٥ و٢٠ ٪ وهكذا ، أما الإقتراح الثاني فكان بخصوص " إبل ترتر " أي مباول مخصصة للجمال ( الإبل ) وكذلك " أسود ترتر " ودي تشبه فكرة red ball  وتكون رمز الطاقة والقوة ، أنتظر مقتراحاتكم والتي يتم دراستها والعمل عليها بعناية ، فأنت لست مجرد عميل ، بل أنت مصدر الخير كله ، دمتم لنا ودام بولكم السلسبيل ... مدير الإدارة .


التعليقات (0)