علي محمود يكتب : مالكوم إكس

profile
  • clock 12 يونيو 2021, 2:00:51 ص
  • eye 743
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

لم يدر في خلده قط أنه سيصبح الحاج مالك الشباز يوماً ما بعد أن نشأ في حي هارلم الملئ بكل مفردات العربدة من مخدرات وبغاء بعد طفولة بائسة في ولاية نبراسكا ومقتل والده ودخول أمه الى مصحة للأمراض العقلية إثر إصابتها بانهيارعصبي حاد نتيجة تراكم الأعباء والمشكلات وانقطاع كافة الإعانات والحقوق المالية لها ولأطفالها الثمانية.

مالكوم اكس والذي سجن بعد إحدى عمليات السطو كان مستسلماً لحياة العبث غير عابئ بأي شئ . تعرف في السجن على العديد من السجناء واللذين كانوا جميعاً يعانون من سلبيات العنصرية على حياتهم وحياة ذويهم, ودارت العديد من النقاشات بينهم عن العنصرية التي عانوا منها لمدة 400 عام ومحاولة إيجاد أفكار للحد من العنصرية مما أتاح له أن يراجع مواقفه في الحياة بشكل عام.

في تلك الأثناء تعرف على بعض الأشخاص في السجن واطلعوه بعد مناقشات متعددة أنهم اعتنقوا ديناً جديداً دين للسود قادر على إنقاذهم وعلى إنهاء عصر سيطرة الشيطان الأبيض. لم يكن هذا “الدين” سوى أجزاء مبعثرة من الدين الإسلامي حيث قام رجل ادعى النبوة يدعى إليجاه محمد بالدعوة إليه مؤسساً بذلك جماعة أمة الإسلام في أمريكا.

كان مبدأ ذلك “الدين” بالأساس أن السود هم أصل البشرية وأن البيض ليسوا إلا شياطين تحكم الأرض وأن المسيحية هي دين للبيض، وأن الزنجي تعلم من المسيحية أن يكره نفسه لأنه تعلم منها أن يكره كل ما هو أسود وبذلك تم أدلجة فكرة الحد من العنصرية الى كيفية تحقيق أيديولوجية جماعة أمة الإسلام للحد من العنصرية.

تحول مالكوم إكس تحولاً جذرياً بعد خروجه من السجن, وأصبح متحدثاً باسم حركة أمة الإسلام كان ينشر أفكار التفرقة بين الأمريكيين البيض والسود، ويُحرض السود على البيض ويغذي أفكار العنصرية لديهم. ولكن بعدما اكتشف أن الأفكار والمبادئ التي كان مقتنعاً بها على يد إليجاه محمد ما هي الا وسائل للوصول الى مكاسب شخصية, انفصل عنهم وقد قال في ذلك ” لقد قمتُ بالعديد من الأمور التي آسَفُ عليها إلى الآن، لقد كنتُ شخصاً متبلد الإحساس آنذاك، أُوجَّه نحو طريق معين وأسير فيه”.

كان ذلك هو الولادة الثانية لمالكوم اكس بعد التغيرات الفكرية التي حدثت له في السجن, فابتعد عن العنصرية والتفرقة، وبدأ العمل مع دعاة الحقوق المدنية بعدما أدرك القيمة الحقيقية لهوية أفكار المعتقد والتخلي عن أيدولوجيا جماعة أمة الاسلام.


التعليقات (0)