عماد عفانة يكتب: أعيدوا الاعتبار للعمل الفدائي ينصركم الله

profile
عماد عفانة كاتب وصحفي فلسطيني
  • clock 28 يناير 2023, 12:21:17 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

بغض النظر عن التفاصيل..


باتت العمليات الفدائية الأخيرة تطرح بقوة نفسها كأولوية على الكل الفلسطيني المقاوم، لناحية منحها الأولوية والاهمية والدعم والرعاية، وتقديمها على العمل العسكري المنظم صاحب الترسانة على طريقة الجيوش.

المقاومة على طريقة الجيوش ضعفها يكمن في إمكانية وسهولة رصدها وتوقعها والنيل منها، لأنها ذات قواعد ثابتة ومعروفة، وذات رد فعل باهظ الثمن من العدو، على عكس العمليات الفدائية التي اثبتت في السابق كما تثبت اليوم كما ستبقى تثبت في المستقبل قدرتها على اعجاز كيان العدو واجهزته الأمنية.

فالعمليات الفدائية خاصة الفردية منها هي عمليات غير متوقعة، غير مقروءة، لا يمكن منعها او الاستعداد لها، كما لا يمكن استهدافها او الرد عليها بشكل يمكن ان يمنعها او حتى يردعها.

وقد عبر الإرهابي رابين بكلمات مختصرة عن هذا العجز بقوله، "كيف أستطيع أن امنع انسان يريد أن يموت".

فكلما شعرت المقاومة ان ترسانتها العسكرية التي يمتلك فيها العدو التفوق فيها بعشرات الاضعاف، كلما شعرت المقاومة ان هذه الترسانة الثقيلة تكبلها، تبطئ حركتها، تزيد من حسابات استخدامها.

كلما شعرت في المقابل ان العمل الفدائي يحررها، يطلق أذرعها، يعوض عجزها، ويعفيها من كثير من الحسابات.
الأمر الذي يفرض على المقاومة إعادة النظر في إعادة النظر في طرق المقاومة المتبعة، لجهة منح الأولوية للعمل الفدائي ليأخذ مداه في طول وعرض ساحات الشعب الفلسطيني في جميع أماكن تواجده.

فمهما كانت المقاومة كبيرة ومنتشرة الا ان العدو يستطيع بما يمتلك من تقنيات ومن أذرع فلسطينية وعربية، يستطيع رصدها، حصرها وحصارها والنيل منها، بضرب قواعدها واغتيال كوادرها وقياداتها.

الأمر الذي يمكِّن العدو من إبقاء ساحة المعركة داخل المدن والمخيمات بل داخل غرف نومنا، بينما يتمتع العدو في مدنه ومغتصباته بالأمن والرفاهية.

لكن في المقابل فان انتشار ثقافة العمل الفدائي في مختلف ساحات الشعب الفلسطيني، حتما لن يستطيع العدو حصرها او حصارها او حتى النيل منها، فكيف يمكن ان ينال العدو ان ينال من شيء لا يمكن توقعه، وكيف يمكن ان يمنع العدو شعب يمكن ان يتحول كل واحد فيه الى قنبلة بشرية او فدائي محتمل.

فضلا عن قدرة العمل الفدائي على نقل المعركة إلى قلب مدن الكيان ومغتصباته، وافقاده أمنه الشخصي والجمعي، والنيل من رفاهيته واستقراره، وضرب أحد مرتكزاته وهو الامن، الأمر الذي سينعكس حتما على مختلف النواحي الأخرى اجتماعية واقتصادية وسياسية الخ، وسيطرح مرة أخرى بقوة إمكانية استمرار هذا الكيان.


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)