عماد عفانة يكتب: الاعتداء على حرائر الخليل .. تفكير في مسار مختلف

profile
عماد عفانة كاتب وصحفي فلسطيني
  • clock 6 سبتمبر 2023, 12:41:52 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

إذا كان العدو يحرص على عدم المساس بالأعراض لعدم اثارة النعرات الاجتماعية الثأرية لعموم الشعب وعزل البعد الاجتماعي عن البعد السياسي للمقاومة

لأن العدو بالأساس يحاربنا على اساس فئوي ومناطقي للاستفراد وضمان كون يده العليا

فهو لا يحاربنا على اساس فصائلي فقط 
بل يواجه كل حي في مدينة على حدة
ويواجه كل مخيم على حدة
ويواجه كل فصيل على حدة كما حدث في العدوانين الاخيرين على غزة

فالسؤال لماذا أقدم العدو على ارتكاب هذا الجرم الفاضح بحق نساء الخليل
ولماذا سمح بالإعلان عنه على يد بيتسليم ولم يخفيه

لمن يذكر عندما اراد الاحتلال اثارة اهل غزة بالشكل الذي يخدم مخططه لاعادة هندسة العلاقة مع الاراضي المحتلة
في اعقاب علاقة وصلت حد الاندماج بين غزة والضفة وبين الداخل المحتل
لدرجة مشاركة الفلسطينيين في المناسبات الاجتماعية لمشغليهم والعكس بحضور مشغليهم الى مناسبات الفلسطينيين الاجتماعية

ما اثار المخاوف لدى الاحتلال الديني والسياسي بتطبيق حل الدولة الواحدة عمليا، وضعف الهوية الدينية للدولة وتلاشيها مع الزمن
أقدم الاحتلال على ممارسات لمن يذكر اثارت حفيظة وحمية اغلبية الشعب

من قبيل توقيف الشباب والشابات في الشوارع واجبارهم على تقبيل بعضهم
ومن قبيل توقيف الرجال في الشوارع واجبارهم على تقبيل ادبار الحمير
او اجبار الشباب على الرقص في الشوارع امام الجميع
في ممارسات متعمدة لإثارة الحمية الشعبية وتعبئة مقصودة للغضب الشعبي العارم

وختمها الاحتلال بصدمة -جريمة المقطورة في جباليا-التي كانت بمثابة الشرارة التي اشعلت الحريق الذي اراده لتمرير مخططاته لاعادة هندسة العلاقة مع الفلسطينيين
وها هو الاحتلال يصعد في تعبئة الغضب الشعبي من
اعتداء على النساء بشكل فج
انتهاك لحرمات البيوت والدماء
انتهاك لحقوق الاسرى بشكل غير مسبوق
وقائمة طويلة لا تنتهي من الجرائم التي توغر الصدور
فماذا يريد الاحتلال من وراء كل ذلك

مخطط التيار الديني بتهويد الضفة والسيطرة عليها يستلزم تفريغ الضفة من أهلها
وهذا التفريغ الجماعي يستلزم ردة فعل شعبية كبيرة وشاملة تبرر له تنفيذ مخطط ترانسفير جماعي

فما يحدث حاليا هو صناعة بيئة مهيئة للاشتعال الشامل في الضفة في اعقاب حدث كبير وصادم على غرار حادثة المقطورة في جباليا 1987
واعتقد ان الكيل في الضفة بدأ بالطفح

واعتقد أيضا اننا بانتظار جريمة صادمة تكون بمثابة الشرارة التي يريدها الاحتلال لإشعال انتفاضة شاملة تبرر له امام العالم تنفيذ مخططه بإتمام السيطرة على الضفة وتفريغها من أهلها.

العدو الذي يسير وفق مخططات مدروسة وطويلة الأمد، يستهدف شعبنا في الداخل المحتل بذات الدرجة التي يستهدف فيها شعبنا في الضفة وغزة

وما يحدث في الوسط الفلسطيني في الداخل المحتل، من نشر الجريمة المنظمة
ومن تفريغ المجتمع الفلسطيني من الزعماء وقادة الرأي والمفكرين والعقلاء

اما بالاعتقال او الاغتيال، ما هو الا مقدمة وتهيئة لارتكاب جريمة ترانسفير جماعي لأهلنا هناك، في اعقاب ردة فعل جماعية وشاملة يريدها الاحتلال لتبرير ارتكاب جريمة الترانسفير.

ليغدو كيان الاحتلال دولة يهودية تماما كما يريدها الحكام الجدد للكيان، الذين يحضرون أنفسهم خلال الأشهر القادمة لذبح بقراتهم المقدسة واتمام السيطرة على الأقصى.


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)