عماد عفانة يكتب: خواطر لاجئ 2 … ازرعوا مع كل زيتونة قنبلة

profile
عماد عفانة كاتب وصحفي فلسطيني
  • clock 4 أبريل 2022, 11:30:15 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

عندما احتلت العصابات الصهيونية فلسطين بمساعدة بريطانيا والدول الغربية في العام 1948، كان التعداد السكاني أحد أبلج الأدلة على الملكية الحصرية للفلسطينيين لفلسطين.
حيث تشير الإحصاءات انه كان يسكن فلسطين في العام 48 أكثر بقليل من مليوني نسمة، بلغ الفلسطينيون حينها أكثر من مليون و400 ألف، بنسبة 68.5%.
فيما بلغ عدد اليهود الذين تم استجلابهم من شتى منافي الأرض خاصة من أوروبا بالسفن بتسهيلات خاصة من بريطانيا كقوة احتلال، بلغ نحو 650 ألف، بنسبة 31.5%.
ومنذ ذلك الوقت بقي العامل الديموغرافي أحد أهم هواجس الاحتلال، الذي حرص على تهجير أكبر عدد أصحاب الأرض الفلسطينيين، لإحلال اللصوص الجدد مكانهم.
فقامت العصابات الصهيونية وعلى وقع المذابح البشعة وجرائم الحرب، بطرد نحو نصف الفلسطينيين من بيوتهم وأراضيهم، ليجد أكثر من 700 ألف فلسطيني أنفسهم وقد طردوا من بيوتهم وبياراتهم، من املاكهم وأراضيهم ومزارعهم ومصانعهم، وجدوا أنفسهم في خيام على حدود الوطن، يحذوهم الأمل بعودة قريبة، إلا أن هذا الأمل ورغم مرور أكثر من 73 على النكبة لم يهرم ولم يشيخ، بل حافظ على حيويته بتوريثه للأجيال جيلا بعد جيل.

أيها الفلسطينيون ازرعوا في يوم الأرض وفي كل مناسبة مع كل شتلة زيتون قنبلة، وخذوا زمام المبادرة بأيديكم، فقد ولى زمن الانتظار.


واليوم وبعد مرور 73 عاما على النكبة، ورغم الحرب المستمرة على الوجود الفلسطيني، ورغم التهجير والقتل والنفي والسجن والتدمير والترحيل، استمر التفوق الديمغرافي للعرب الفلسطينيين، ليبقى يشكل خطراً وجودياً استراتيجياً على كيان العدو، ولم تفلح جميع محاولاته اللاإنسانية في قلب موازين القوى البشرية وتغيير الجغرافيا، والتاريخ.
ففي فلسطين التاريخية في عام 2022 بات تعداد الفلسطينيين يوازي أو يزيد عن عدد الصهاينة المحتلين، بعدد يصل لأكثر من 7.1 مليون نسمة.
فيما ينتظر أكثر من هذا العدد في المنافي والشتات تطبيق حق العودة، طبقا للقرارات الدولية، أو تطبيق حق العودة بأيديهم، بعد تخلي العالم عنهم طوال ال 73 عاما الماضية.
لا يوفر الفلسطينيون فرصة للتأكيد على اصراراهم وعلى ايمانهم بحتمية العودة الى بيوتهم وديارهم التي هجروا منها، وكان يوم الأرض الذي مر علينا قبل أيام في ال 30 من مارس الماضي إحدى هذه المناسبات الدامية، والتي استخدم فيها العدو المدرعات لاقتحام القرى الفلسطينية، ليرتقي 6 شهداء وعديد من الجرحى في عرابة وسخنين دفاعا عن الأرض الفلسطينية، في وجه حكومة إسحق رابين التي ارادت في العام 1976 تفعيل قانون "تهويد الجليل" ومصادرة 21 ألف دونم في النطاق الجغرافي لقرى سخنين وعرابة ودير حنا وعرب السواعد. 
من هنا نقول للاجئون الفلسطينيون في يوم الأرض وفي كل مناسبة، إنكم اليوم الأكثر عدداً والأكثر سكاناً في فلسطين التاريخية.
ايها الفلسطينيون إنكم أصحاب الأرض والحق، وإن جميع الشرائع والقوانين الدولية والأممية والأخلاقية التي يتغنى العالم بها تساندكم في استعادة هذا الحق. 
أيها الفلسطينيون إنكم تملكون من أسباب القوة الديموغرافية ما يؤهلكم لحفر طريق العودة التي خطتها دماء عشرات آلاف من الشهداء الذين ارتقوا في هذا الطريق.
أيها الفلسطينيون ازرعوا في يوم الأرض وفي كل مناسبة مع كل شتلة زيتون قنبلة، وخذوا زمام المبادرة بأيديكم، فقد ولى زمن الانتظار.
وما لم تنظموا أنفسكم لفرض العودة الجماعية والمتزامنة، فلن تعيدكم القرارات الدولية، ولا الأنظمة المتآمرة.


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)