عماد عفانة يكتب: خواطر لاجئ 5.. عام فجر العودة

profile
عماد عفانة كاتب وصحفي فلسطيني
  • clock 17 أبريل 2022, 5:03:26 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

منذ النكبة 1948 لم يفكر أحد، كما لم يقم أحد فردا كان أو مؤسسة أو جهة سياسية، بتأسيس مكونات فلسطينية مجتمعية وطنية للمدن والقري المهجرة، بهدف إحياء حق العودة في الفكر في الثقافة في الممارسة وفي مختلف المناشط الحياتية الموجهة او الاعتيادية.
كما لم يفكر أحد في تأسيس شراكة مجتمعية، لناحية إحياء الذاكرة الفلسطينية الجمعية عبر التواصل بين الأجيال، من خلال توظيف التوثيق الإعلامي لتطور الهوية الوطنية من الجذور، وأشكال الارتباط بالأرض كحلقات متشابكة تتواصل بين الأجيال، لجهة الاستعداد النفسي والعملي، وتهيئة البيئة بمختلف أشكالها لتطبيق حق العودة، لا بل ورسم معالم اليوم التالي للعودة.
نسف مقولة وأوهام الاحتلال المتمثلة بـ(الكبار يموتون والصغار ينسون)، لصالح النهضة من جديد، يحتاج إلى أكثر من القوة والعزيمة والإصرار على المواجهة، يحتاج أيضا إلى خطة واستعداداً نفسيا وتهيئة مجتمعية للعودة إلى فلسطين المحتلة.
عندما طرد العدو الشعب الفلسطيني من أرضه وبيوته، من مزارعه ومصانعه، من وطنه وأرض أحلامه عام 48 أطلقوا على عملية التهجير “عملية تنظيف” لأن العدو أراد انهاء الوجود العربي في فلسطين، لكن لسان حال ومقال الجيل الفلسطيني الشاب اليوم والذي يملك من القوة والحيوية والفكر ما يؤهله للعودة إلى أرضه التي اخرج منها ظلما وعدوانا، أننا باقون بل وعائدون مهما بلغت الأثمان أو عظمت التضحيات.
لذلك بتنا نرى اليوم جهودا جبارة تبذلها دائرة شؤون اللاجئين واللجان الشعبية التابعة لحركة حماس، لتهيئة البيئة النفسية والمجتمعية، وتنشيط الذاكرة الجمعية باتجاه احياء حق العودة في عقول ونفوس وصدور مختلف الأجيال، من خلال ربط مختلف مناشط الحياة الرياضية بمختلف مسابقاتها، والفنية بمختلف اشكالها، والعلمية والتعليمية بمختلف أبعادها الرسمية والأهلية، بحملة عام فجر العودة.
ومن خلال اذكاء المنافسة بين عوائل وقبائل القرى والمدن في احياء حق العودة في نفوس وعقول الأجيال، عمل غير مسبوق، حيث لم نرى سابقا انخراط أهالي وعوائل المدن والقرى والبلدات المهجرة في السباق على انجاز أفضل خارطة للبلدة، أو اخراج أفضل لوحة فنية تعبر عنها، أو ابراز أفضل مقرئ في بلدتي، أو أفضل فريق رياضي في بلدتي، أو أفضل معرض تراث في بلدتي، وأفضل خطيب في بلدتي، وأفضل مختار في بلدتي، وأفضل محتوي عبر فضاء السوشيال ميديا.
وتمتد الشراكة المجتمعية التي يعتمدها عام فجر العودة إلى المؤسسات المجتمعية بمختلف أشكالها، حيث تشمل المسابقات أفضل نقابة عام فجر العودة 2022 (بلدتي)، وأفضل مؤسسة حقوقية، وأفضل فرقة فنية، وأفضل تغطية إعلامية لقضايا اللاجئين والمخيمات، وأفضل كتلة طلابية، أفضل مجلة بحثية محكمة، وأفضل مركز دراسات، وشاعر بلدتي، وافضل ثيدكس بلدتي (فوق 75 سنة)، وأفضل رسام كاريكاتور، وأفضل سيرة شخصية من بلدتي، وأفضل جالية فلسطينية في الخارج، وأفضل مركز ثقافي، وأفضل مسابقة ثقافية، وأفضل مؤسسة نسائية، وأفضل رسالة دراسات عليا، وأفضل مسابقة أفضل رسم معماري، وافضل مركز شبابي،  وأفضل نادي رياضي، وأفضل ديوان عائلة، وأفضل روائي العودة، وأفضل مدرسة، وأفضل روضة أطفال، وأفضل برلمان طلابي، وأفضل حقوقي العودة، وأفضل مغني بلدتي، وأفضل كاتب ومحلل سياسي بلدتي، وأفضل سيدة بلدتي، وأفضل شاب العودة، وأفضل شخصية عربية، وأفضل شخصية فلسطينية، وأفضل شخصية دولية، وأفضل معلم العودة، وأفضل قصة قصيرة العودة، وأفضل مسرحية العودة، وأفضل دوري ثقافي، وأفضل معارض الفن التشكيلي، وأفضل جدارية بلدتي، وأفضل معرض تراث، وأفضل بالون العودة، وافضل سباق الخيل، وأفضل سباق السباحة، وأفضل مدرب في قضايا اللاجئين والعودة، وافضل ماراثون ذوي الإعاقة، وأفضل ماراثون العودة، وأفضل بطولة دوري كرة قدم، وأفضل مسابقة مدرسية، وأفضل فكرة إبداعية لإحياء حق العودة/عام فجر العودة 2022 (بلدتي).
نتمنى أن تسير هذه الخطة المتقدمة والابداعية التي تقوم بها دائرة شؤون اللاجئين واللجان الشعبية التابعة لحماس، وأن تنفذ هذه المناشط والفعاليات المجتمعية والمؤسسية العامة والتخصصية، كي لا يمضي هذا العام إلا وقد قطعنا شوطا هاما وكبيرا على صعيد احياء حق العودة في الوعي الجمعي الفلسطيني في كل مكان، لناحية تهيئة البيئة النفسية والمجتمعية، الشعبية والرسمية والمؤسسية بشكل عميق وكبير، بما يحقق ويرفع منسوب الاستعداد الكامل للعودة. وعلى كافة المستويات وبمختلف الابعاد.


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)