عماد عفانة يكتب: رسالة هنية للمرابطين في الشيخ جراح...استثمار في كي الوعي

profile
عماد عفانة كاتب وصحفي فلسطيني
  • clock 3 نوفمبر 2021, 12:57:44 م
  • eye 480
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

مثلت الرسالة التي وجهها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أمس إلى أهالي حي الشيخ جراح في مدينة القدس المحتلة، محاولة أخرى لاستثمار نتائج كي الوعي الذي أحدثته معركة سيف القدس مع الكيان الصهيوني الذي لم يكل من محاولات تسطيح النتائج الصادمة لكيان مدجج، ويصف نفسه بالقوة الرابعة في العالم.

تأكيد هنية أن المقاومة بفصائلها والأمة خلفهم، لا يعني إلا معنى واحد، وهو أن سيناريو سيف القدس يمكن أن يتكرر، فاذا كانت القدس وطهارتها ونصرة أهلنا في حي الشيخ جراح هي سبب سيف القدس، فان بقاء ذات الأسباب يمكن أن يشعل سيف قدس أخرى.

إذا كانت القدس عروس عروبتنا، والتي سرقها اللص بلفور محاولا منحها للصهاينة، فان شعب المقاومة وفصائلها تعلن اليوم وفي ذكرى مرور 104 اعوام على صدوره، تعلن موت بلفور وذر رماد وعده على وقع إصرارهم وصمودهم وتضحياتهم وهم يرسمون ملامح مشروع التحرير.

إذا كانت سيف القدس نجحت قبل أشهر قليلة في حشد شعبنا في كافة أماكن تواجده كما شعوب الأمة وأحرار العالم خلف المرابطين في القدس وفي الشيخ جراح، فإن المقاومة بكل فصائلها قادرة على حشدهم من جديد خلف الثلة المرابطة في القدس وفي والمسجد الأقصى نصرة لأهلما ولمقدساتنا.

تأتي رسائل هنية المدججة بالنصرة والتهديد والوعيد، في وقت حساس لتعضيد وشد أزر أهالي الشيخ جراح الذين عبروا بكل شموخ عن تمسكهم بالأرض وتشبثهم بالحقوق رافضين الضغوط والإغراءات التي مورست عليهم من محاكم الاحتلال اللاشرعية، بصورة تعبر عن شعور عالي بالمسؤولية.


ثناء هنية نيابة جاء نيابة عن كل شعبنا الفلسطيني، ونيابة عن الذين دفعوا ثمنا باهظا في سيف القدس دفاعا عن الثوابت والمقدسات، واصفا موقف أهالي الشيخ جراح بأنه ارتقاء لمستوى دماء معركة سيف القدس، وتمسّكهم بالأرض يثبت أنهم على قدر المسؤولية التاريخية.

في ذكرى وعد بلفور تأتي مواقف هنية لتبعث برسائل متلفعة بالنار، مخاطبا الوعي الجمعي بأن هذا الكيان الطارئ على أرضنا لا يمكن أن تكون له شرعية على أرض فلسطين المبارك، ملوحا بذراع المقاومة الطويلً القادر على الوصول إلى كل شبر من جغرافيا فلسطين عبر الصواريخ التي صنّعتها الأيادي الطاهرة.

ولم يفوت هنية إعادة قضية فلسطين إلى عمقها الحقيقي كقضية أمّة، تعجز كل محاولات الاختراق الصهيوني للمنطقة أن تصل إلى وعيها، موضحا محاور تحرير فلسطين الثلاثة التي ترتكز عليها، وهي المحور الفلسطيني، والمحور العربي الإسلامي، والمحور الإنساني.

وبما أن الشعب الفلسطيني يشكّل رأس الحربة للأمة والعالم في مواجهة هذا السرطان الاستعماري الاحتلالي الذي نعاني منه على مدار 73 من النضال، فان الوحدة الوطنية يجب أن تكون على قاعدة التمسّك بكامل الحقوق والثوابت والمقاومة الشاملة بكل أشكالها وأدواتها.


وعلى قاعدة أن العالم لا يحترم إلّا الأقوياء، ولا مكان للضعفاء فوق الطاولة، طالب هنية وعلى لسان شعبنا ومقاومتنا طالب الأمّة بالانتقال من الدعم والإسناد إلى استراتيجية الشراكة الواسعة بكل مقتضياتها وأثمانها، الأمر الذي يفرض على الأمّة أن تنهي صراعاتها البينية، والعمل على بناء لوبي عربي واسلامي قادر على مواجه اللوبي الصهيوني المتفرد بالسيطرة على الولايات المتحدة وأوروبا، وبوادر تراجع نفوذ اللوبي الصهيوني، وتراجع التأييد لكيان العدو في أمريكا وأوروبا، والانقلاب الحاصل في الراي العام الغربي ضد هذا الكيان المجرم، يشجع على نجاح لوبي عربي واسلامي لاستثمار هذا التحول في توجه الرأي العام لصالحنا.


التعليقات (0)