عماد عفانة يكتب: لماذا يفضح العدو دور السلطة الأمني!.

profile
عماد عفانة كاتب وصحفي فلسطيني
  • clock 2 يناير 2022, 4:09:24 م
  • eye 407
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

بما أن السلطة الفلسطينية أنشأت بموافقة صهيونية ضمن اتفاقات أوسلو، فهي مصلحة صهيونية، أو هكذا أرادتها أن تكون.

وبما أن أبو عمار حاول جعل السلطة اللبنة الأولى لقيام الدولة الفلسطينية المنشودة، ولم ينجح. فمن ربح إذاَ في معركة فرض الارادات!.

نجح شارون في اغتيال أبو عمار على مرأى ومسمع الجميع، ونجح في تعيين عباس رئيسا للسلطة خلفا له.

فيما لم تنجح السلطة في التحول إلى دولة، بل تقزم دورها لتقوم بوظيفة البلديات كما صرح بذلك أحد وزراء حكومة العدو قبل أيام.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه. إذا كان استمرار السلطة قوية هو مصلحة صهيونية، فلماذا لا يفوت العدو فرصة لكشف حقيقة السلطة وتعاونها الأمني اللامحدود ضد امن ومصالح الشعب الفلسطيني، ما يؤدي الى احراجها والاضرار بسمعتها وبشعبيتها...!

فبالأمس القريب كسر عباس كل الحواجز وتعدى كل الخطوط الوطنية الحمراء، وتوجه إلى تل ابيب ليحتسي القهوة في بيت وزير حرب العدو، قاتل الأطفال والنساء والأبرياء، لتعميق التعاون الأمني ضد كل أنواع المقاومة، وللتزود بوسائل قمع جديدة، وللحصول على بعض الفتات من المال وتصاريح الVIB، والأهم من ذلك لمنع ابرام صفقة تبادل جديدة مع المقاومة، في الوقت الذي يكاد الموت يختطف فيه روح الأسير الحر هواش المضرب عن الطعام منذ 139 يوما.

واليوم لا يتردد جنرال العدو كوخافي في الكشِف عن تنفيذ أجهزة أمن السلطة الفلسطينيّة عمليّةً عسكريّةً واسِعةً وناجِحةً في جنين عوضًا عن جيش العدو، في أبلغ صورة غاية في التعبير عن الخزي والعار لأحد صور التنسيق الأمني.


نعود للسبب الذي يدفع العدو لفضح أدوار السلطة ذات الوظيفة الأمنية وممارستها المخزية، وهو سبب لا يخفى على كل ذي بصيرة، وهو تدجين وتطبيع العقل الفلسطيني لتقبل هذه الممارسات وهذا الدور الأمني للسلطة، بحيث تصبح العمالة عمل شرعي، والتنسيق الأمني مع العدو ضد كل من يعارض أو يقاوم عمل وطني.

فيما تكتفي فصائلنا المقاومة بإصدار بيانات الشجب والاستنكار، وتحجم عن ترجمة معارضتها واستنكارها الى أفعال، كفيلة بإنهاء هذه الحقبة السوداء من تاريخنا النضالي المشرف.

التعليقات (0)