عماد عفانة يكتب.. مفارقات ثلاثة في العدوان الصهيوني الأخير على غزة

profile
عماد عفانة كاتب وصحفي فلسطيني
  • clock 9 أغسطس 2022, 8:55:26 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

مفارقات 1:
من المفارقات الملحوظة في العدوان الصهيوني الأخير على غزة، ان اسم وحدة الساحات الذي أطلقته حركة الجهاد الاسلامي على العملية، فشل في توحيد ساحة غز، بما يضمن أن تقاتل جميع فصائلها كجبهة واحدة في وجه عدوان غادر لا يستثني أحد.

الدرس:
الامر الذي يفرض على جميع القوى مهما كانت قوتها ومهما بلغت درجة ارتباطها بقوى دولية او إقليمية، الا تنفرد بقرار سلم او حرب، سيدفع شعبنا ثمنه من دمه وحياته ولحمه الحي.

التوصية:
ينبغي على جميع القوى والفصائل في الساحة الفلسطينية الدخول في حوار استراتيجي الزامي، للاتفاق على قواعد واضحة ومفصلة في التعامل مع الاحتلال، بما يضمن وحدة الموقف والقرار، ووضع اليات اتخاذ قرار الحرب والتهدئة، وميكانيزمات الدفاع عن شعبنا.
وان يعاد الاعتبار للغرفة المشتركة لفصائل المقاومة، وان تكون بحق مظلة حقيقية للجميع، تنطق بصوت واحد، وتعبر عن قرار واحد، وتعكس وحدة حقيقية في الميدان كما في السياسة.

مفارقات 2:
من المفارقات الملحوظة في العدوان الصهيوني الأخير على غزة، أن معركة "وحدة الساحات" جاءت في ذات السياق، وكامتداد لمعركة "سيف القدس" الذي حمل اسم المعركة التي انطلقت دفاعا عن القدس والمسجد الاقصى قبل نحو 15 شهرا، والتي حرصت على الربط بين غزة والقدس، مرورا بالضفة والداخل المحتل.
حيث أصرّت "الجهاد الإسلامي" على إطلاق سراح الشيخ بسام السعدي من جنين في أي وقف لإطلاق النار كتعبير عن وحدة الساحات.
الا ان الفرق هوان حماس لم تنفرد حينها في اتخاذ قرار الحرب، بل كان القرار جماعيا واجماعيا وقفت خلفه جميع القوى والفصائل، ومن خلفهم جماهير شعبنا وامتنا في كل مكان، لأن الهدف كان يحظى بإجماع الشعب والأمة.

الدرس:
كان قرار الدخول في معركة من اجل الاسرى سيكون جماعيا واجماعيا، لو ان القرار خرج بعد التشاور مع جميع القوى والفصائل، ولو أن قرار الدخول في معركة كان من أجل تبييض سجون الاحتلال من جميع الأسرى دون استثناء أو تحيز لاسم أو لون.

التوصية:
الحرص على البناء على نتائج معركة "سيف القدس" التي سجّلت فارقاً عملياً عن كل المعارك السابقة، وألا يتم بدء أية معركة إلا بإجماع كل القوى، وألا يتم انهاء أي معركة مع الاحتلال، إلا بتفاهماتٍ مكتوبة وبضمانات دولية وليس عربية فقط لضمان أن يحترمها الاحتلال.

مفارقات 3

من المفارقات الملحوظة في العدوان الصهيوني الأخير على غزة، أنه رغم أن غزة هي التي كانت تئن تحت حمم الاحتلال وجبروت آلته العسكرية الباطشة، والتي راح ضحيتها المئات من الشهداء والجرحى، إلا انها لم تكن حريصة على وقف المعركة، كحرص الاحتلال الذي شلت المعركة أركان الحياة في كيانه الهش.

الدرس:
الاحتلال شن هذا العدوان على غزة في ظل حكومة مؤقتة، لا تغيب عنها الاعتبارات  الانتخابية، وكانت أكثر حرصا على تسجيل النقاط بأقصى سرعة قبل أن تستجد متغيرات قد تبددها، كدخول قوى أخرى إلى ميدان المعركة تعمل على قلب المشهد برمته.

التوصية:
العمل بحنكة على توظيف حالة الصراع الداخلي في الساحة الصهيونية على المغانم الحزبية والمقاعد في الكنيست، والعمل على تحويل هذه الحالة إلى فرصة لهدم أحد اهم القواعد البنيوية التي يقوم عليها هذا الكيان الغريب الذي تنقصه الوحدة والتجانس.
وأن تستخدم حالة الخوف والارتباك وعدم اليقين لدى العدو وحرصه على انهاء العدوان في أقصر وقت ممكن، كسيف مسلط على رقبته لتضييق هامش المناورة السياسية أمامه، لناحية فرض شروط المقاومة عليه، بما يحقق الإنجازات ويلبي الاحتياجات، ويضمد جرحنا النازف.


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)