عَن شَوارعِ الحِصار إِهداء: إلى مُحاصَر

profile
أحمد سراج مؤلف مسرحي وشاعر مصري
  • clock 10 مايو 2021, 8:12:11 م
  • eye 956
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

(مفتتح)

ودِّع جراحَكَ فَوقَ الملحِ تَنتَحِبُ 

واطرَح هَواكَ لِتَنسَ أَننا عَرَبُ

ماذا جَنَينا سِوى أَناتِ عاجِزَةٍ؟

أَعجازَ نَخلٍ هِيَ الأفعالُ والخُطَبُ

(١)

هذا جَفافُ حُلُوقِنا بِمَنابرِ الدمعِ الخَصِيبِ ورايَةُ الأنخابِ بابٌ لابتِداءِ الصَّدعِ في جَسدِ الحبيب كأنَّ دَهرًا من مَخاضِ الذلِّ يَنفُثُّ قِيحَهُ وأبيتُ وحدِي في الزِّحامِ قَوافِلا؛ 

جمرٌ على زَهرِي وظِلُّ غُبارِهِ لَيلٌ...وسُنبَكَةٌ تَدُكُّ صَباحَنا هذا أَنا 

طِفلٌ تُعذِّبهُ حَرائِقُ شَيبِه ولَطالما حَالَ النَّشِيدُ  نَشِيجًا فانثَنَى أَلما، ولَطالما حال النَّشِيجُ

نَشِيدًا فانثَنَى أَلقًا 

وذاكَ دَلِيلُنا: (الليلُ أَضيقُ ما يَكُونُ لَدَى العِناقِ فَكِيفَ صارَ شَمالَ قلبِي؟! كيفَ صارَ جَنُوبَهُ؟! كيفَ انتهِيتُ إلى غُروبِ ولِيدِنا قَبلَ الجماعِ) 

سَنَنتظِر

(2)

بِاللهِ يا رَبعَ المها لا تَندَثِر

لا الرِّيحُ باقِيَةٌ ولا مِنها نَفِر

صاغَت نَسِيمًا صادِحًا فِردَوسُه

إِنّا هَواها من رُباها لَو سَقَر

لِلهِ مِئذَنَةٌ تَنامُ على قَذى؛ أَذانُها شَجَرٌ من البَوحِ الذي هَزَّ الهَوامَدَ فاستَحالَ رَمادُها نارًا فَكيفَ هروبُنا؟

لا تُبعِدِينِي عَن غُبارِ الخَيلِ أَقتاتُ الخَنا 

ما عادَ حِضنكِ يَبتغِيني، صُونِي دموعَكِ عَن 

ثِيابيَ وارحَمِيني.

لا غيمَ أغزرُ من عُيونِك يِا عَرُوسُ فَكَفكِفي...  

فغَدًا يشبُّ على صُخورِ الليلِ فارسُناَ العَصِي، 

للموجِ شَطٌّ واسِعٌ عالٍ سَينكَسِرُ الرذاذُ على الرخامِ

                                           سَنَنتَظِر 

 

(3)

إذ يرشِقُونَ على الحوائطِ... خِنجرا

إذ يَرسُمونَ على الخرائطِ... خِنجرا 

لا تُمسكي بالمقبَض.

هَذا أنينُ الجرحِ في عينيكِ مَظلمةٌ، مِدادٌ نازفٌ، لا، لا مفر

يا ضيعتي وسطَ المتاريسِ التي حَطَّت على ساحِ الفُؤادِ حُصُونَها. هُزِّي بِكَرمِ جَلالَه، مُدِّي بِجمرِ ضَراعَةٍ قُربانَ أفئدةٍ؛ يكُن صبرٌ جليلٌ قادرٌ، يتساقط الفِعلُ الجَلِيلُ

 فَيا رَفيقةَ حُلمنا، لا تَحزَنِي؛ تِلك الجراحُ وما حَوت 

 مَهرٌ....  دَلِيلُ مَحبَّةٍ تِيهِي عَلينا واطلُبِي مِنا المزيدَ.....

سَنَنتَظِر

التعليقات (0)