د. فادية مغيث تكتب : و تحيا الجزائر

profile
فادية مغيث أستاذة علم إجتماع
  • clock 3 يوليو 2021, 3:32:43 م
  • eye 674
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

 بعد  أكثر من نصف قرن  توافق فرنسا على إعادة رفاة  24 شهيد من ابطال المقاومة الجزائرية التى نحتت تفردها و وروعتها على مستوى التاريخ الإنسانى - وكان هولاء هم آخر من تمت ادانتهم واعدامهم فى عهد ديجول الذى يحظى بمكانة مميزة لدى الفرنسيين ومعاصريه من حكام العالم ومعروف ان ديجول كان قد قرر منح الجزائر استقلالها وحريتها نتيجة لبسالة الجزائريين  واشتداد  عزيمتهم  من أجل الخلاص 

- ويخبرنا وثائقى سعى لإنجازه أحد أبطال المقاومة  الناجيين من المذابح الفرنسية   بالإشتراك مع بعض المحامين الفرنسيين الباقين على قيد الحياة والذين كانوا مدافعين عن أبطال المقاومة المحكوم عليهم بالإعدام  على غرار ما صار مع البطلة جميلة بوحريد  ...والمؤلم ان من بين ال24 مقاوم كان طفلا لم يصل للسن القانونية لكى يعدم  وكان ديجول وحده كرئيس هو المخول له تجاوز القانون او الانصياع له وكان القانون الفرنسى لا يسمح باعدام الاطفال  هذه فرصة متاحة لهم لإنقاذه.

- واذا بديجول يعلن انه سوف يجرى مفاوضات بشأن تحرير الجزائر ..

-.تفاءل المحامون بشأن الطفل كنتيجة اكيدة وبشأن المحكومين ايضا طالما ان الاستقلال  صار حقا سياسيا للجزائر وطنا وشعبا 

- واذداد حماس الفريق وسعيهم وكلهم تفاؤل بشأن الجميع  وواجهوا ديجول باعلانه عن منح الجزائر حريتها فاصبح لا معنى لإعدام من تبقى  لكنه رفض  فطالبو باستثناء الطفل ، رفض ايضا واذا بالمجموعة يتم اعدامهم  بينهم الطفل  

-واثارت بعض الصحف اعدام الطفل فرد ديجول ( ان الطفل يوم اعدم كان قد تجاوز سن الطفولة بأيام) 

- والسؤال هنا إذا كان القانون الفرنسى لا يجيز اعدام الطفل  فهل ظل معتقلا بدون اتهام حتى يكبر بأيام ؟؟؟أم حكم عليه بالسجن اعتبارا لطفولته  ولزوم الإنحطاط الإنسانى والبشاعة الإستعمارية يحاسب  مرة اخرى بعد تجاوز السن الطفولى  بايام وكأنه ارتكب جريمته بالأمس ؟؟؟

- والسؤال الأكثر إيلاما  _ ان الجزائر منذ اكثر من 50 سنة ( نصف قرن )  في فرنسا جاء رئيس  وراح رئيس وجاء ت احزاب وقوى ونشطاء وجماعات تزعم التقدم وتزايد على العالم  الثالث ونحن اولهم بالحقوق الانسانية  وحرية الأفراد السياسية.

 والأكيد طوال هذا الزمن  ان الجزائر لم تكف عن المطالبة برفاة رموزها الأبطال فلماذا كل هذا التعنت الوقح  لنصف قرن .

أم أنهم لا يزالون مسكونون بالرغبة فى  التنكيل بالآخر للدرجة التى تجعلهم منسلخين حتى من ابسط القيم  وبديهيات الإنسانية

وأقول  للممولين فى بلادنا وهم اكثر من ٧٠ جمعية او فريق.

  ماذاترون فى سلوك غير انسانى  لدولة  ومثلها دول اخري غربية راسمالية يعتبرون  أنفسهم   رواد ومسؤولون عن الحقوق الإنسانية لكل البشر

التعليقات (0)