فايننشال تايمز: أجواء الحوار تجتاح الشرق الأوسط.. وأوروبا تدق طبول الحرب

profile
  • clock 23 فبراير 2022, 1:49:12 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

تدق طبول الحرب في أوروبا في الوقت الذي تطرق فيه البراجماتية أبواب الشرق الأوسط بالرغم من استمرار الحرب الأهلية في سوريا، والصراع الكارثي في ​​اليمن، والاحتكاكات المتقطعة في العراق وليبيا.
وبعد الصدام بين اللاعبين الإقليميين على مدار العقد الماضي، يتجه الكثير منهم ببطء نحو بناء شراكات مؤقتة. وهناك سببان رئيسيان لهذا التوجه هما إيران والولايات المتحدة. فمن المتوقع أن تصبح إيران في وضع أكثر قوة بعد التوصل للاتفاق النووي، في حين سيتجه تركيز الولايات المتحدة إلى مكان آخر غير الشرق الأوسط.
وبالرغم أن الاتفاق النووي الأصلي لم يفرض قيودا تتعلق بسلوك طهران الإقليمي، إلا أن وزارة الخزانة الأمريكية استخدمت العقوبات بشكل منفصل لكبح جماح إيران في المنطقة، لكن الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" نسف تلك الصفقة في 2018.
وانتظرت إيران عاما قبل أن تلغي التزاماتها وتزيد تخصيب اليورانيوم. بينما صعّد "ترامب" حملة "أقصى ضغط" وراكم عقوبات جديدة ضد طهران وحرّض دول الخليج على مواجهة إيران. وكانت اللحظة الفاصلة عندما هاجمت إيران منشآت "أرامكو" السعودية في سبتمبر/أيلول 2019  حيث وقف "ترامب" متفرجًا وقال إن السعوديين (وليس الأمريكيين) هم المستهدفون.
لقد كانت الهجمات على "أرامكو" نقطة تحول في التاريخ الحديث للشرق الأوسط، فقد أدى ذلك إلى موجات من الصدمة لدى حلفاء واشنطن في المنطقة، بما في ذلك السعودية وإسرائيل والإمارات وتركيا. وأدى ذلك تدريجياً إلى بذل جهود لنزع فتيل النزاعات داخل المنطقة.
وتتزايد التكهنات الآن بأن الولايات المتحدة وإيران على وشك إحياء الاتفاق النووي. ولا تزال إيران تطالب بتنازلات لا يستطيع "بايدن" تقديمها. وقد أشار وزير الخارجية الإيراني، في مقابلة مع "فايننشيال تايمز"، إلى أن وجود ضمانات أمريكية بأن واشنطن لن تمزق الاتفاق  الجديد مجددا سيساعد الأمور. وفي كل الأحوال، سيكون أي اتفاق جديد أقل قيمة من اتفاق عام 2015 لأن طهران تمتلك الآن إمكانات لم تكن لديها في ذلك الوقت.
ويتصرف جيران إيران بناء على هذه المعطيات الجديدة وتجري عمليات إعادة تموضع علي قدم وساق.
وكان الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" في الإمارات قبل أيام ويخطط لزيارة السعودية قريبًا فيما يسعى لإصلاح العلاقات مع مصر وإسرائيل. وتريد دول الخليج (بتوجيه من الإمارات) إعادة إعمار سوريا، بينما استخدمت السعودية الحيل الدبلوماسية لجذب العراق ذي الأغلبية الشيعية بعد عقود من تجاهله.
كما يدرك اللاعبون الإقليميون طموحات روسيا والصين ورغبتهما في الاستفاد الاقتصادية من المنطقة. في المقابل، تسعى دول المنطقة للتخلص من الاعتماد الحصري على الولايات المتحدة والاتجاه نحو التنويع.
ويستكشف هؤلاء اللاعبون كيفية التعامل مع بعضهم البعض بطريقة براجماتية من خلال التجارة والاستثمار والدبلوماسية.
لكن الغريب أن المنطقة بدأت في الظهور كما أراد "باراك أوباما" رئيس "بايدن" في عام 2015. حيث قال "أوباما"، علينا أن "نقول لأصدقائنا وكذلك للإيرانيين أنه يتعين عليهم إيجاد طريقة فعالة لمشاركة الجوار وإقامة نوع من السلام البارد".

المصدر | فايننشال تايمز

التعليقات (0)