فراس الحمداني يكتب: التنافر المعرفي.. وحقوق الصحفيين.

profile
فراس الحمداني كاتب واعلامي عراقي
  • clock 20 يونيو 2023, 3:05:23 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

بالبداية اود ان اوضح انني بمقالي هذا لا انتقد احد دون سواه ولا انتقص من مجموعة دون اخرى بل اتحدث عن حالة بالعموم الذي لا استثني نفسي منها. 


دائما" هناك فكرة حاضرة مفادها أن الانسان في كينونته النفسية ساع بشكل دائم ومستمر الى التوجهات الانسجامية التي تحقق له توافق ارائه ومواقفه مع ذاته وشخصيته وبنيته النفسية وانه اي الانسان يواصل معارضته ومقاومته لجميع الامور المكللة بما لا يتوافق ويتفق مع بناىه المعرفي.. او الاعتقادي.. 


وغالبا" ما نجد الكثير الكثير من الافراد بالمجتمع والذين قد يشكلون الغالبية العظمى منه يسعون للحفاظ على توازنهم النفسي ويبذلون جهود كبيرة في سبيل ذلك عبر جعل هذه العناصر تكثر توافقا". 


ولعل الحالة الدفاعية المتمثلة بالتنافر لدى الفرد قد تكون هي ذاتها حافزه لتغيير ارائه وسلوكياته... وهناك من يذهب الى الغاء التناقض او التقليل من حدتها حين يقوم بتبني الجديد بعد الاستغناء عن القديم او انه يقوم بابتكار حالة انسجام من نوع اخر تنضوي على تعمد تجاهل ما هو بمحتوى العناصر غير المنطقية بحسب تصنيفه وبحسب الخطوط الحمراء والحدود التي يرسمها حارس بوابته ولمن يرغب الخوض اكثر في غمار التنافر المعرفي فليطلع على دراسة ونظرية ( ليون فستينجر ) بهذا الشان والتي كان ابرز ما توقفت عنده فيها مقولة مفادها ( كلما تعارض الفرد بقوله وقراره الشخصي زاد التنافر وكلما زادت قوة التنافر سعى الفرد تبرير ذلك رغم معارضته الداخلية له) ١. 


فهذا هو بالضبط ما يحدث لنا كصحفيين ( بالغالب )  حين ياتي الحديث عن حقوقنا المشروعة والتي نكون فيها بحالة عجيبة غريبة حين نطالب بها بقوة ثم فجأة نتلعثم في ذكر من يقف ضدها ويضع المعوقات امامها بالوقت الذي نكون فيه بأحوج ما نكون الى ما تسمى بالتاءات الثلاث _ التوعية _ التشريع _ التتبع... وتضاف اليها عناصر المصالحة الذاتية والشجاعة المهنية المهذبة البعيدة عن المجاملات والمزايدات والمحسوبيات..  ولو عدنا لنقطة الصفر عند البداية منذ ما يقارب عقدين من الزمن لكنا ( كصحفيين ) قد نلنا حقوقنا منذ زمن طويل .. ولكن........  ؟ 
وللحديث بقية. 


اللهم اني بلغت ..  اللهم فاشهد.


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)