- ℃ 11 تركيا
- 3 ديسمبر 2024
في ذكرى مقتل إرهابي الهاجاناه.. من هو إسحق رابين صاحب نظرية تكسير العظام؟
"شمعون بيريز وراء الحادث".. أبرز ما قيل عن نظريات المؤامرة حول الاغتيال
في ذكرى مقتل إرهابي الهاجاناه.. من هو إسحق رابين صاحب نظرية تكسير العظام؟
- 4 نوفمبر 2024, 12:56:59 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
رابين (يمين الصورة، بجوار بيريز (يسار) أثناء تسلمهما جائزة نوبل للسلام
تحل اليوم، 4 نوفمبر، ذكرى مقتل الجنرال والسياسي الإرهابي إسحق رابين، رئيس الوزراء الصهيوني الأسبق.
نشأ رابين في بيت يؤمن بالأفكار الصهيونية، والتحق بعصابات الهاجاناه في سن صغير، وهو خامس رئيس وزراء للكيان الصهيوني خلفا لجولدا مائير، شغل هذا المنصب لفترتين الأولى من 1974 إلى 1977 والثانية من 1992 حتى اغتياله عام 1995، وسط شكوك عدة حول دواقع وطريقة مقتله.
ولادته وتعليمه
وُلِد رابين عام 1922 في القدس، والتحق بالمدارس العبرية في القدس، حيث تلقى تعليمًا يركز على اللغتين العبرية والعربية، وعلى الثقافة اليهودية والتاريخ اليهودي.
في المرحلة الثانوية، انضم رابين إلى مدرسة كادوري الزراعية شمال فلسطين، ودرس العلوم الزراعية.
التحاقه بعصابات الهاجاناه
بعد تخرجه من مدرسة كادوري، التحق رابين في سن صغيرة بمنظمة البالماخ (سرايا الصاعقة)، وهي القوة القتالية التابعة لحركة "الهاجاناه" الصهيونية التي كانت تهدف إلى تهجير الفلسطين من أراضيهم بالقوة، وحماية المستوطنات اليهودية.
كانت "البلماخ" هي المدخل الرئيسي لرابين إلى الحياة العسكرية، حيث تلقى تدريبات عسكرية متقدمة وشارك في العديد من العمليات العسكرية، مما شكل أساسًا لمسيرته العسكرية التي استمرت لسنوات طويلة.
وفي عام 1945 شغل منصب نائب قائد قوات البالماخ،ثم قائدا لعمليات البالماخ، وبعد إعلان كيان الاحتلال الصهيوني عام 1948، حل ديفد بن غوريون البالماخ، وكون قادة البالماخ ومنهم رابين وحاييم بارليف وبنيامين بن إليعازر نواة الجيش الصهيوني.
دوره في تهجير الفلسطينيين
لعب رابين دورا كبيرا في توفير معسكرات الإيواء لاستقبال 100 ألف يهودي غادروا من مختلف الدول العربية والإسلامية إلى كيان الاحتلال، وذلك في الفترة ة بين 1951 و1952.
وتولى رابين منصب رئيس الأركان بين 1964 و1968، وخلال تلك الفترة كانت حرب 1967 والتي انتصر فيها الكيان الصهيوني على الدول العربية، ما جعله بطلا قوميا لديهم بعد هذه الحرب.
صاحب نظرية تكسير العظام
كان الجنرال رابين هو صاحب النظرية الصهيونية الفاشية التي دعت لتكسير عظام الشبان الفلسطينيين ابان الانتفاضة الأولى، وشعب فلسطين خير شاهد على أعداد المعوقين الفلسطينيين الذين هم بالآلاف في غزة والضفة وذلك نتيجة للسياسة الإرهابية للجنرال المجرم رابين.
توجهاته الفكرية
أثرت الأفكار الصهيونية في توجهات رابين الفكرية، تلك الأفكار التي آمن بها والديه في مقتبل حياتهما، إضافة إلى تأثير مدارس الهستدروت التي تعلم فيها وعضويته في عصابات الهاغاناه، فعاش طوال حياته يؤمن بأحقية الكيان في الوجود على حساب الحقوق العربية.
حياته السياسية
في عام 1968 تم اختيار رابين سفيرا للكيان لدى الولايات المتحدة، ومن خلال هذا المنصب عمل على تقوية العلاقات مع الولايات المتحدة، لتكون عونا للكيان، في وقت كان العرب على علاقة جيدة بالاتحاد السوفياتي إبان الحرب الباردة.
اختارت رئيسة وزراء الكيان جولدا مائير رابين لوزارة العمل بعد انتخابه عضوا بالكنيست عن حزب العمل، وبعد استقالة الحكومة بسبب التظاهرات التي طالبت بذلك بعد اتهام الجيش بالتقصير بعد هزيمة 1973، تم اختيار رابين رئيسا للوزراء، وبدأ مفاوضات سلام مع مصر نتج عنها انسحاب الكيان بشكل جزئي من سيناء عام 1975.
وفي عام 1984 تم اختياره وزيرا للحرب، وخلال فترة توليه وزارة الحرب اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987 وحاول إخمادها بشتى الطرق لكنه فشل في ذلك.
أوسلو ووادي عربة
وبعد انهيار الائتلاف الحاكم للكيان آنذاك، عاد رابين وحزب العمل إلى صفوف المعارضة، ثم انتخب مجددا لرئاسة الوزراء عام 1992، وأضيف إليه منصب وزير الحرب.
خلال تلك الفترة، كان توقيع اتفاق أوسلو في 13 سبتمبر مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ووقع الاثنان عليه في البيت الأبيض بحضور الرئيس بيل كلينتون، كما وقع رابين اتفاق وادي عربة في 26 أكتوبر 1994، مع الأردن في عهد الملك الحسين بن طلال.
و حصل رابين في العام التالي لتوقيع اتفاق أوسلو على جائزة نوبل للسلام، بالاشتراك مع شمعون بيريز وزير خارجيته آنذاك، والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
مقتله
في 4 نوفمبر 1995، قُتل رابين في تل أبيب على يد متطرف يهودي يُدعى يجآل عامير.
وفور مقتله، انبثقت نظريات المؤامرة التي حاولت تفسير سبب مقتل رابين.
ألقى الحشد المجتمع حينها القبض على المسلح إيجال عامير في غضون ثوان، وهو طالب يهودي إسرائيلي. توفي رابين في وقت لاحق على طاولة العمليات الجراحية في مستشفى ايخيلوف، بينما اعترف عامير باغتيال رابين.
وصفت وسائل الإعلام الحادثة بأنها قضية محسومة وواضحة النتائج، وخلصت لجنة شمغار الوطنية للتحقيق حالها حال المحكمة إلى الاستنتاج نفسه إذ وُجد عامير مذنبًا بارتكاب جريمة قتل. على أي حال، ظهرت مزاعم تفيد بوجود بعض التناقضات في الأدلة، في كل من السجلات الطبية وشهادة التحقيق. أُدرجت هذه الادعاءات والشكوك ضمن نظريات يسارية عدّة، وكان لها ظهور أكبر في نظريات المؤامرة اليمينية.
أبرز نظريات المؤامرة
تضمنت نظريات المؤامرة جزءًا من الادعاءات التالية أو كلّها، في حين عارض آخرون بشدة هذه الاستنتاجات.
ومن أبرز ما قيل عن نظريات المؤامرة حول مقتل الإرهابي رابين:
- تشير تقارير الشرطة إلى العثور على البارود على جسم رابين وملابسه، ما يشير إلى إطلاق النار عليه من مسافة قريبة، إذ ينتقل البارود بضع بوصات فقط قبل انتشاره في الهواء. تبعًا للرواية الرسمية، أطلق عامير النار من مسافة بعيدة لا تسمح للبارود بالاستقرار على جسم رابين وملابسه.
- تحدد تقارير العمليات الجراحية نقطة دخول الرصاصة في الصدر، وهذا ما يتعارض مع تقارير شهود العيان وفيديو كيمبلر، والتي تؤكد إصابة رابين برصاصة في الظهر في أثناء محاولته الهرب من إيجال عامير. يتمثل مصدر هذه المعلومات في رابط لمقطع فيديو بالعبرية، كُتب وتُرجم بصورة غير دقيقة إلى الإنجليزية. على أي حال، لا تتضمن أي من النسختين تلميحًا إلى وجود جرح في الصدر على هيئة فوّهة دخول، بل وجود جرح صغير في الصدر (يتماشى مع كونه جرحًا ناجمًا عن فوهة خروج). يُذكر أن نسختي الفيديو تفيدان بوجود عيارين ناريين بدلاً من ثلاثة.
- مشى رابين بعد إصابته بطلقات عامير بطريقة لا تتوافق مع الإصابة بعيار ناري، وهو أمر مستحيل في حال تحطم الفقرات في عموده الفقري.
- تصف السجلات الطبية كلها الجروح بطريقة «تختلف تمامًا» في طبيعتها عن تلك المذكورة في تقرير لجنة شمغار الرسمية. قال البعض إن التوصيف الطبي لحالة رابين تغير فجأة.
- رأى طبيب مجهول استشاره باري شاميش أن رابين «أُصيب بأول جرحين في الصدر والبطن قبل وصوله إلى المستشفى، بينما يبدو أن الرصاصة الثالثة التي تسببت في جرح أمامي في الصدر، قد أصابته بعد دخوله المستشفى»، و«من غير المعقول عدم إصابة رابين بأي أذية في العمود الفقري، إذ كان أعضاء الفريق الجراحي الست ماهرين للغاية ما يؤكد استحالة خطئهم جميعًا في هذا الأمر».
- شهد ثلاثة من ضباط الشرطة الذين كانوا موجودين في موقع الحادثة «بعدم وجود علامات ظاهرة على إصابة رابين بجروح عند وضعه في السيارة».
- استغرق موكب رابين 22 دقيقة للوصول إلى المستشفى، على الرغم من وجود سائق ذي خبرة عالية خلف المقود، بالإضافة إلى تطويق الشوارع. تبلغ المسافة بين مسرح الجريمة والمستشفى خمس دقائق سيرًا على الأقدام.
- لم تتطابق نتائج اختبارات المقذوفات التي أجرتها الشرطة على أغلفة المقذوفات التي عُثر عليها في مكان الحادث مع بندقية عامير.
- لم يُعثر على بقايا بارود على يدي عامير أو ملابسه أو شعره، وهذا ما يتناقض مع حقيقة أن مُطلق الرصاص الحقيقي سيحمل حتمًا بقايا البارود عليه، على عكس ما يحدث عند إطلاق الأعيرة النارية الفارغة.
- لم يُشاهد أي دم عائد إلى رابين في مكان الحادث، على الرغم من الجروح التي أصابت رئته وطحاله، ولم يُعثر على أي دم لاحقًا في موقع الحادثة، ما يتناقض مع أقوال الشهود التي تصف «تدفق الدم» من جرح في الصدر عند الوصول إلى المستشفى.
- ذكر بعض الشهود أنهم سمعوا صياح أحدهم قائلًا: «لم يحدث شيء... إنها طلقات فارغة. إنها لعبة على شكل مسدس».
- شهد أحد عملاء جهاز الأمن العام (الشاباك) قائلًا: «سمعت أحد عناصر الشرطة يصرخ في الناس ليهدئ من روعهم ويقول إن الرصاصة فارغة».
- قال الشرطي موشيه إيفرون: «لم يكن صوت الطلقات طبيعيًا، لو كانت طلقات حقيقية، لكان صوتها أعلى بكثير».
- قالت ليا رابين إن أحد عناصر الأمن أخبرها فور وقوع الحادث أن الرصاصات التي أُطلقت على زوجها كانت «طلقات فارغة». قالت أيضًا إن رئيس الأمن الإسرائيلي أخبرها «ألا تقلق لأن الأمر برمته مُدبّر».
- لم يصمت عامير الذي عمل لصالح الشاباك في لاتفيا قبل عامين من جريمة القتل، إذ علّق في جلسة المحكمة قائلًا: «إذا أردت قول الحقيقة كاملةً، سوف ينهار النظام بأكمله. أعرف ما يكفي لتدمير هذا البلد».
- أكّد ناحوم شهاف، فيزيائي إسرائيلي كان له دور بارز في قضية محمد الدرة، امتلاكه أدلةً فوتوغرافيةً تُثبت احتجاز الشخص الخطأ في قضية الاغتيال، وألقى باللوم على مؤامرة برئاسة شمعون بيريز، الذي تولى منصب رابين كرئيس للوزراء وأصبح فيما بعد رئيسًا لإسرائيل.