قبيل كأس آسيا 2024: فوضى وتخبطات في المنتخب السوري بعد استبعاد السومة.. واعتزال الأخير دوليًا

profile
أمجد العسة صحفي سوري
  • clock 22 ديسمبر 2023, 4:13:14 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

تعيش الكرة السورية حقبة غير هادئة ومثيرة للجدل، خاصةً مع اقتراب انطلاق بصفة أس أسيا المقررة في العام القادم، أي بعد أيام قليلة على الانطلاق في العاصمة القطرية الدوحة.

ويسود الفوضى والتوتر في أروقة المنتخب السوري، حيث تسببت قرارات جدلية من المدرب هيكتور، في إثارة غضب الجماهير واللاعبين، وتسليط الضوء على قضية اعتزال النجم عمر السومة.

من الموقع الرسمي لاتحاد كرة القدم السوري

بدأت الأمور تتعقد عندما أعلن المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر عن استبعاد عمر السومة من قائمة المنتخب المشاركة في كأس آسيا، الذي تم الإعلان عنها أمسِ  باختيار 33 للاعبًا لتمثيل المنتخب الأول قبل اختيار 26 للاعبًا  بشكل نهائي لتمثيل المنتخب في نهائيات كأس آسيا القادمة.

وكان هذا القرار صاحب الصدى الكبير، حيث اعتبرته الجماهير والخبراء قرارًا غير مبرر وغير عادل، خاصةً وأن السومة يعد واحد من  أهم اللاعبين في آسيا حاليَا، والنجم الأول والأهم في المنتخب السوري حاليًا .

كما وتسببت هذه القضية في إشعال فتيل الجدل وتصاعد حالة من عدم الاستقرار داخل الفريق، حيث عبر السومة في لقاء أخير أجراه أمسِ مع قناة الكأس على صدمته من سماع الخبر وأنه تفاجأ مثله مثل باقي الجماهير من قرار الاستبعاد.

 

تفنيد الأكاذيب حول استبعاد السومة 

فند قائد المنتخب السوري عمر السومة أكاذيب التي تدعي وجود خلافات مع المدير الفني للمنتخب خلال مباراة المنتخب السابقة أمام الحاسوب الياباني بخمسة أهداف مقابل لا شيء، وأضاف السومة أنه اتفق مع المدرب السوري كوبر على أن يلعب شوط أول فقط، وكذب كل الادعاءات بوجود خلافات مع المدير الفني، وأن علاقتهم جيدة جدأ.

وبعد هذا التصرف الغير المدروس قرر السومة الاعتزال نهائيًا عن تمثيل المنتخب السوري، قرارًا لا رجعة فيه أبدًا ، فقال : ما حصل هو عدم تقدير واحترام للاعب السوري، بحيث حتى لو هنالك قرارًا فنيًا من قبل المدرب، كان لا بد من التواصل مع اللاعب بشكل شخصي لشرح وجهة النظر وسبب الاستبعاد، وأن ما حصل مع اللاعب ما هو إلا استمرار لسياسة تهميش اللاعبين النجوم في المنتخب أمثال العديد من اللاعبين اللذين اعتزلوا اللعب دولياً بنهاية لا تليق بهم وبمسيرتهم، أمثال (فراس الخطيب، زياد شعبو، ماهر السيد) والقائمة تطول.

لمحة عن أرقام السومة دوليًا

في عام 2008 سجل عمر السومة أول مشاركة له مع منتخب سوريا تحت 20 سنة لكرة القدم أمام المنتخب العراقي في بطولة آسيا تحت 19 سنة لكرة القدم التي أقيمت في السعودية.

وكان من ضمن تشكيلة المنتخب السوري الفائز ببطولة اتحاد غرب آسيا عام 2012.

عاد عمر السومة إلى تشكيلة المنتخب السوري المشارك بتصفيات كأس العالم 2018 بعد غياب 5 سنوات على إثر رفع ما يُعرف بعلم المعارضة بعد فوز المنتخب ببطولة اتحاد غرب آسيا لكرة القدم 2012.

 وشارك بالمباراة ضد قطر في 31 أغسطس 2017 وقدم أداءً مميزًا ثم شارك بمباراة إيران وسجل هدف التعادل القاتل في الدقيقة 93 وبهذا الهدف تأهلت سوريا للعب الملحق الآسيوي المؤهل لنهائيات المونديال حيث قابل المنتخب السوري منتخب أستراليا لينتهي لقاء الذهاب بهدف لمثله، وكان السومة هو من أحرز الهدف لمنتخبه، وفي لقاء الإياب في أستراليَا انتهت المباراة بفوز منتخب أستراليا بهدفين لهدف بعد تمديد المباراة لشوطين إضافيين وكان السومة هو من أحرز الهدف للمنتخب السوري أيضًا.

 

في كأس آسيا 2019، لم يكن في أحسن مستوياته، كما هو حال أغلب لاعبي الفريق، بالرغْم أنه أشار قبل البطولة أن المنتخب جاهز وقادر على الوصول إلى أدوار متقدمة في البطولة، اعتبر أن الفوز في أول مباراتين في البطولة على كل من الأردن وفلسطين شبه مضمون نظرًا لفارق الإمكانات،  انتهت البطولة باحتلال المنتخب المركز الأخير في المجموعة.

 

سوريا تحت قيادة هيكتور كوبر 

يقترب المدرب كوبر من الوصول إلى سنة منذ توليه قيادة دفة المنتخب السوري على أمل أن يصنع إنجاز ما صنعه برفقة المنتخب المصري لكرة القدم، ولكن وبنظرة حيادية نجد أن المنتخب الحالي يعاب عليه العديد من الأمور أهمها :

  • عدم وجود هُوِيَّة واضحة للمنتخب طيلة المدّة السابقة تحت قيادة المدرب الأرجنتيني، حيث لعب المنتخب تحت قيادة كوبر 8 مباريات ما بين ودية ورسمية : فاز في 3 مباريات أمام تايلند 3/0، وأمام كوريا الشمالية 1/0، وأمام الصين بنفس النتيجة، فيما تعادل في مباراة أمام ماليزيا 2/2، وخسر في أربع مباريات أمام البحرين وفيتنام 0/1، وأمام الكويت 1/2، وأمام اليابان بنتيجة كبيرة 0/5.
  • عدم الوصول إلى تشكيلة واضحة للمنتخب إلى الآن.
  • غياب الانسجام والروح العالية التي كانت ميزة المنتخب من قبل.
  • الاعتماد على نفس الأسماء القديمة مع بعض التغييرات وأهمها الحارس إبراهيم عالمة ! .
  • كثرة الكلام مع قلة الأفعال.

ولكن من الأمور الإيجابية القليلة حقيقة في حقبة المدرب الحالي إلى الآن :

  • محاولة الوصول وحضور معظم المباريات للاعبين في الدوري المحلي.
  • الاعتماد على بعض أسماء شابة وجديدة في المنتخب، مثل محمد الحلاق .
  • الاعتماد على أسماء جديدة من المحترفين الجدد مثل إلمار إبراهيم، أنطونيو يعقوب، بابلو صباغ .

ويبقى الفصل الأخير هو الأهم للمدرب الأرجنتيني حيث وإننا على بعد أيام قليلة على استحقاق كبير في نهائيات كأس آسيا المقامة في قطر ، وهنا الجمهور السوري إما سيثمن جهود الأرجنتيني ويصف قراراته بالإيجابية ، أو ستكون نهاية مسار المدرب من تدريب المنتخب في حال أخفق تحقيق نتائج جيدة في البطولة .

وتبقى التساؤلات  المطروحة حول مستقبل المنتخب السوري في كأس آسيا ومستقبل المدرب، وإلى أي مدى قد تؤثر هذه الفوضى على أداء الفريق في البطولة المرتقبة، و هل يتمكن المدرب واللاعبون من تجاوز هذه الأزمة وتحقيق أداء يليق بتاريخ الكرة السورية؟ أم ستستمر هذه  الفوضى وستتسبب في تشتيت الفريق وتقويض فرصه في تحقيق النجاح؟ ويبقى السؤال الأهم هل سينجح المنتخب تحت قيادة هيكتور كوبر من الوصول إلى الدور الثاني من تصفيات كأس أسيا 2024 للمرة الأولى .

 وما نحن إلا على بضعة أيام للوصول إلى إجابات لهذه التساؤلات وستكون إما صفحة بيضاء ستلقي بظلالها في هذا الوقت الصعب على واقع الكرة والمنتخب،  أو ستضيف  صفحة سوداء في واقعنا الرياضي .

 

التعليقات (0)