بعد 68 يوما من الحرب على غزة

قتلى الجيش وغمر الأنفاق وقادة حماس.. 3 عناوين تتصدر المشهد الإسرائيلي

profile
  • clock 13 ديسمبر 2023, 1:45:30 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

بعد 86 يوما من العدوان الإسرائيليّ ضدّ قطاع غزّة، يتضح جليا وجود ثلاثة عناوين رئيسيّة تصدرّت المشهد في دولة الاحتلال، الأوّل، في ساعةٍ مبكرّةٍ من صباح الأربعاء، سمح الناطق العسكريّ بنشر خبرٍ مفاده أنّ 8 جنود وضُبّاط، بينهم قائد سريّة في الوحدة النخبويّة (غولاني) قُتِلوا في المعارك الضارية مع المقاومة الفلسطينيّة بقطاع غزّة.

أمّا العنوان الثاني، فهو الإعلان من قبل صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكيّة عن بدء جيش الاحتلال بغمر أنفاق (حماس) في غزّة، وهو يحمل في طيّاته دلالتيْن اثنتيْن: الأولى، أنّ الاحتلال لم يتمكّن حتى اللحظة من إحراز أيّ إنجازٍ في حربه ضدّ الأنفاق في غزّة، والثاني، الذي لا يقِّل أهميةً، هو أنّه، على ما يبدو، “تنازل” صُنّاع القرار في الكيان عن الرهائن المحتجزين لدى حماس، لأنّ غمر الأنفاق يعني أنّ ذلك سيشمل المخطوفين، الذين ربّما يُحتجَزون هناك.

وفي هذا الصدد، يجب معرفة أنّ صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكيّة تنفرد بنشر أخبارٍ إسرائيليّةٍ مُهمةٍ، إذْ أنّه من المعروف في تل أبيب أنّ المسؤولين الإسرائيليين الرسميين على علاقةٍ وطيدةٍ بالصحيفة، ويقومون تباعًا بتسريب الأخبار لها، فيما يقوم الإعلام العبريّ بعد ذلك مباشرةً بنشرها وبالبُنط العريض.

والعنوان الثالث ليس جديدًا، إنّما متجددًا، وهو الذي يشغل بال صُنّاع القرار في تل أبيب من المُستويين السياسيّ والأمنيّ، ففي محاولتهم لإظهار صورة انتصارٍ أوْ شبه صورةٍ، أعادوا للواجهة مرّةً أخرى قضية اغتيال قادة حماس أينما وُجِدوا.

وفي هذا السياق، تناولت صحيفة (تايمز أوف إسرائيل) ما أسمته الطريقة الناجعة للتخلص من قيادات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) واستعرضت تجارب الاعتقال والقتل والطرد منذ بداية الانتفاضة الأولى عام 1987، وانتهت إلى خيار القتل.
وقالت، اعتمادًا على مصادر رفيعةٍ بالكيان، إنّ إسرائيل قامت بطرد ناشطيْن من حركة الجهاد الإسلامي عام 1988 إلى لبنان وسوريّة، لكنّهما أصبحا قائدين يحرضان أصدقاءهما في غزة على تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل.
ومضت الصحيفة قائلةً إنّه منذ عام 2014، تمتع قادة حماس بالحصانة من الاغتيالات، وهي بمثابة هدية، حسب زعمها، قدّمها لهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كجزءٍ من إيمانه بأن تعزيز حماس يصب في مصلحة إسرائيل، إذْ أنّه يؤمن بأنّ تقوية (حماس) يُضعِف سلطة رام الله، وكانت تلك فترة غير مسبوقة استمرت لأكثر من 9 سنوات “تمتع خلالها قادة الحركة برفاهية لم تمنح لهم من قبل”، كما نقلت عن مصادرها.

بالإضافة إلى ذلك، زعمت الصحيفة أنّ يحيى السنوار، الذي كان يعلم جيّدًا أنّه محصن استغل ذلك واعتاد على استفزاز إسرائيل والاستخفاف بها، وذلك من خلال التقاط صور أثناء الاحتجاجات على السياج، و”صور متغطرسة” في المكتب أو بالقرب من منزله في مدينة خان يونس، في تحدٍّ واضحٍ للتعريف بمكانه ومدى شعوره بالأمان، وخلال هذه الفترة قدّم 3 رؤساء لجهاز الشاباك لنتنياهو 6 مرات خططًا للقضاء على السنوار لكنّه رفضها جميعًا.

وشدّدّ الصحيفة على أنّه وبكلّ الأحوال انتهت هذه الحقبة ولن يجرؤ أيّ رئيس وزراءٍ إسرائيليٍّ على منح الحصانة لرؤساء حماس مجددًا، فمنذ السابع من أكتوبر الفائت تمّ طرح أفكار مختلفة تهدف كلّها إلى الهدف ذاته، وهو نهاية مسار قادة حماس في قطاع غزة.
وعادت “تايمز أوف إسرائيل” لتطرح السؤال عن الطريقة الأكثر فعالية لمحاربتهم؟ لتقول إنّه وحتى اتفاقيات أوسلو، كانت إسرائيل تستخدم إجراءيْن رئيسييْن هما الاعتقال والترحيل، ويعتبر الترحيل إلى بلد آخر عقوبة أشد، لكن التجربة تظهر أنّ هذا الخيار له مساوئ كثيرة، فقد تمّ طرد النشطاء الذين كانوا تحت أعين إسرائيل في المناطق المحتلة إلى دول أخرى. وهناك، وبعيدًا عن الذراع الطويلة لإسرائيل، عملوا دون عوائق تقريبًا، وجمعوا الملايين لصالح المنظمات وحثّوا النشطاء في المناطق المحتلة على مواصلة العمل ضد إسرائيل.

ولفتت المصادر، التي اعتمدت عليها الصحيفة إلى تجربة طرد قادة من حماس إلى جنوب لبنان عام 1992، أوْ تحديدًا إلى مرج الزهور، قائلةً إنّ هؤلاء القادة اجتمعوا بأعضاء في حزب الله، الذين قدّموا لهم تأهيلاً وتدريبًا بوسائل أكثر تقدمًا، وبعد نصف عام استسلم رئيس الوزراء الإسرائيليّ الأسبق، إسحاق رابين للضغوط الأمريكيّة وعاد المبعدون إلى المناطق المحتلة حاملين تلك المعرفة المتطورة وتحسنت علاقاتهم مع حزب الله وإيران، وكانت تلك المرة الأخيرة التي استخدمت فيها إسرائيل عقوبة الترحيل.
وخلُصت الصحيفة إلى القول إنّ الإبقاء على كبار مسؤولي حماس في غزّة، والحرص جيّدًا على القضاء عليهم، هو السبيل الأفضل لإسرائيل للتعامل مع حماس وإلى استسلامها، طبقًا لمزاعمها.

وفي الخُلاصة نقتبِس ما نشره اليوم الأربعاء المُحلِّل العسكريّ في صحيفة (هآرتس) العبريّة، عاموس هارئيل، حيثُ قال: ” المعارك في قطاع غزّة تدور في أماكن مكتظةٍ بالسُكّان، وهذا الأمر يلعب لصالح المقاومة الفلسطينيّة ويُقلِّل إلى حدٍّ كبيرٍ التقدّم والغلبة بالنسبة للجيش الإسرائيليّ”.

التعليقات (0)