قصيدة أحمد سراج : تغريبة السندباد

profile
  • clock 15 مايو 2021, 1:16:17 ص
  • eye 832
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

تغرِيبةُ السندباد | ديوان الحكم للميدان
هَذِي الغُيُومُ تَتابعَت
بَعضُ الغُيُومِ خُرافَةٌ
بَعضُ الغُيُومِ فُكاهَةٌ
بَعضُ الغُيُومِ رَسائِلُ الشَّوقِ
انتظِر
فَلَربَّما حَمَلَ الغَمامُ شَواطِئا
ولَربَّما حجبَ الشعاعَ المستَعِر
الموجُ يَعلو زاعِقا
دَع عَنكَ أَشباحَ الأعاصيرِ
التمَس لَحنَ اللآلئِ
في الذواكِرِ...
[ تذكرُ البِنتَ التي كُنا نغازِلها مَعا
هِي غنوةٌ هِي نجمةٌ
سُبحانَ من فَيرُوزَها
وبِدُونِهِ لا صُبحَ، لا نَيرُوزَ، لا كَونَ الأحَبَّةِ-
ابدَعا]

لَهمَ القَراصَنَةُ البَراحَ؛
فَنَحنُ نَعدُو كالأيائِلِ في شِتاءٍ
كُلُّ ما فيهِ غَرِيبٌ،
يا مَحارُ،
إِلَيَّ أَغنِيَةَ الطفولَةِ
غَنِّنِي حتى الثمالَةِ
غَنِّنِي حتى أَعُودَ
احكِ الأَماسِي قَبلما
تُهنا وذبنا في دَرَوبِ الصمتِ
نختبرُ الوجُوهَ؛ أأنتَ أنتَ؟
أَنا أَنا؟!
وهِيَ الحقيقةُ؟
وصفَةُ العَرّافِ في فَكِّ
القَراصِنَةِ الغِلاظِ
ونَحنُ أبعَدُ ما نَكُونُ عَنِ الجَبابرِ:
لَيسَ من خَمرٍ تُذُيبُ غُصَّتَنا/َلَيسَ من غَرَقٍ يُرُيحُ جِلدَتَنا/ َلَيسَ من سُورٍ يُزُيلُ غنَوتَنا/ لَيسَ في صَمت مُجِيبٌ غَنِّنِي
يا مَوجُ وامسَح غُربَتِي
مَضَتِ العَصافيرُ الجميلَةُ
دُونُ لُقيا دَفَّتِي
وأنا الشَّرِيدُ بلا نسِيبٍ
من سَيَلقَى بِذرَةً
كُلُّ ما فيها غَرِيب
غَنِّنِي يا مَوجُ
عَن بَدرٍ
يُعِيدُ حبيبتِي
للصبحِ للنيرُوزِ في لحظِ
المتيَّمِ بِالنشِيدِ المنهمِر
(3)
- مَطَرٌ... مَطَر
- كَم أَمطَرَتَ حُمَمًا
فَفرَّت رُوحُنا
نَحوَ الطفولةِ، والَكهولةِ، والرحيلِ
تَضَرَّعَت آهاتُنا:
تِنِّينَ عاصفةِ الضَّياعِ
لَكَ البَضائِعُ
والسَّفائِنُ
والذَّخائِرُ
خُذ صُكُوكًا أَغرقت
أَحلامُنا أَعمارَنا فيها
وخُذ ما تشتهي؛
أَرواحَنا/أَوراقَنا/أَسماءَنا/زَفَراتِنا
واجعَل ثَرَى أَوطانَنِا
قَبرًا وشاهِدُه الحَنِينُ
فَيا سَحائِبُ، أَينَ تِنِّينٌ
بلا قلبٍ؟ فَلا أبدًا
تَصِيرُ عيونه بَردًا
على أَشواقِنا
أَينَ السيولُ الكاسِحاتُ؟
وأينَ رِيحٌ من جهنمَ
لا تَرِيدُ سُوى الرَّمادِ؟
وأينَ ظلمتُكِ الممِيتَةُ؟
أَينَ ألقَى مِن
بلادِي
لَو كَفَن؟
(4)
هَذِي العَواصفُ كاسرٌ
تأتِى وتَحكي
عَن كُهولٍ في البُطونِ
وعَن عَرُوسٍ في الحداد
وعَن دَواءٍ في القبورِ
وعَن شَتاتٍ لا رَجُوعَ،
ولا كُهولَ، ولا عَرُوسَ،
ولا قُبَورَ فَمن سَيَروي غيرَها؟
دَعها تدكُّ
صدورَنا حتى النُّخاعِ
لَعَلَّها تَمضِي بهِ
وتَحطُّ يَومًا في بلادِي
ذَرَّةً تَنمُو وتَنمُو
كي تَجِيءَ غَزالتي
فَتحيكَ حُلمي كامِلا
ونَعُود مِن
بَطنِ البِحارِ
بِمهرِها
قَبرًا لِشَمشُونَ الأخِير

التعليقات (0)