كيف تغتال إسرائيل قادة الحرس الثوري في قلب إيران؟

profile
  • clock 21 أغسطس 2022, 5:09:56 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

يمكن اعتبار عمليات الاغتيالات الإسرائيلية في قلب إيران، حتى دون إعلان المسؤولية الرسمية عنها، جزءًا لما ينفذه الجيش الإسرائيلي من استراتيجية "المعركة بين الحروب".

هكذا خلص تقرير معهد القدس للشؤون العامة والدولة الإسرائيلي، شمل حديث عدد من كبار المسؤولين الأمنيين والعسكريين الإسرائيليين السابقين، لشرح كيفية تنفيذ عمليات الاغتيال في إيران.

وأشار التقرير إلى أن المستهدفين عادة ما يكونوا مرتبطين بالقواعد العسكرية الإيرانية في سوريا، والضباط الذين يدربون الجيش السوري وحزب الله في حيازة أسلحة دقيقة، أو المساهمة في تشكيل جبهة مناهضة لإسرائيل في سوريا، بالتعاون مع المجموعات المسلحة الموالية لإيران.

ولفت إلى أن عمليات الاغتيال، سواء التي ينفذها من يستقلون الدراجات النارية، أو المسلحون بمسدسات كاتمة للصوت، يختفون فور الاغتيال، مما يعني أن كل واحدة من عمليات الاغتيال يتم إعدادها بصورة مختلفة، كي تكون استمرارا لحروب الظلال الطويلة بين إسرائيل وإيران.

لا تحتاج إسرائيل، لإصدار بيان رسمي لتبني المسؤولية عن اغتيال الضباط والعلماء الإيرانيين، رغم أن مثل هذه العمليات تشكّل أخبارًا عاجلة لدى معظم وسائل الإعلام الإسرائيلية، بوصفها "إنجازا" لجهاز الموساد، الذي دأب على تنفيذ عملياته في الاغتيال والتصفية تحت ساتر من التعتيم والغموض.

وقال مؤلف كتاب "الحروب الضائعة" خريج كلية الأمن القومي "يعقوب كادمي"، إن "استخدام الدراجات النارية في الاغتيالات داخل إيران يعتبر من أفضل طرق الموساد للتخلص من أهدافه، حيث يصعب التعرف على هذه الدراجات النارية في المناطق الحضرية".

وأشار إلى أنه مقارنة بالمركبات فهي تتمتع بميزة بارزة، كما أنها تغادر المشهد بسرعة، ودون ضرورة للتوقف في الاختناقات المرورية، ويمكنها المرور عبر مناطق ضيقة حيث لا تستطيع المركبات ذلك، ولعل أهم شيء أنها سهلة الإخفاء بعد إقصائها عند نقطة هروب محددة سلفا، والهروب من هناك بالسيارة، أو بطريقة أخرى، على حد تعبيره.

أما رجل الموساد السابق "يائير رافيد"، زعم أن "تحديد شخصية إيرانية ما للاغتيال لا يتم عادة لتنفيذ أهداف انتقامية، بل في حال كان (خطرا) من وجهة نظر إسرائيل، فضلا عن مشاركاته السابقة في أنشطة معادية، وتنفيذ هجمات ضد مواقع إسرائيلية، بما فيها شن هجمات على الحدود السورية الإسرائيلية".

كما زعم الرئيس الأسبق لشعبة الأبحاث في جهاز الاستخبارات العسكرية- أمان الجنرال "يوسي كوبرفاسر"، أن بعض الاغتيالات الإسرائيلية في إيران تستهدف شخصيات غير معروفة، لأن معظمهم ليسوا مثل قاسم سليماني المعروف لكل إيراني، لكنهم بالتأكيد كانوا هدفا للاغتيال، سواء بسبب نشاطهم النووي أو مشاركتهم في أنشطة عسكرية تابعة للحرس الثوري.

واستدرك بالقول إن "الاغتيال إجراء معقد تستعد له المخابرات فترة طويلة، وقد يستغرق التخطيط له عدة أشهر، وتشمل العديد من المشاركين".

وأضاف أن "عملية الاغتيال لها عدة معاني مباشرة، فخلافا لحقيقة أن المسؤولين الإيرانيين يجب أن يكونوا أكثر قلقًا بشأن أمنهم الشخصي، فإن الاغتيال يجلب معه مشاعر قاسية في القيادة الإيرانية العليا، وإحباطًا وإحراجًا لا تستطيع الدفاع عنه، وصحيح أنها تحاول الرد على إسرائيل، لكنها بالكاد تنجح تقريبًا، ومع ذلك فإن الخطر الإيراني لم يمر بعد".

وختم بالقول، إن "إيران تحاول باستمرار ضرب إسرائيل، لكن حقيقة أنها لم تنجح حتى الآن في معظم محاولاتها، لا يعني أن الإيرانيين ليسوا خطرين، وفي الوقت نفسه فإن القضاء على واحد أو اثنين من كبار ضباطها وعلمائها لا يغير من حقيقة الصورة التي يحملها هذا التهديد، بل يترك الوضع على ما هو عليه من القلق والترقب".

وشهدت إيران، في الفترة الأخيرة، حوادث وفاة أو مقتل أو اغتيال علماء وعسكريين إيرانيين، أكدت السلطات الإيرانية رسمياً أن واحداً منها كان اغتيالاً، والمقصود هنا مقتل العقيد في الحرس الثوري "حسن صياد خدايي"، أواخر مايو/أيار الماضي.

وعملية اغتيال أحد أفراد الحرس الثوري الإيراني ممن قاتلوا في سوريا أو العراق، أو من قيادات الصف الأول في الحرس الثوري، هي ثاني عملية اغتيال تحدث في العاصمة الإيرانية بعد اغتيال كبير العلماء النوويين "محسن فخري زاده"، في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، قرب طهران، في اختراق أمني غير مسبوق.

واتهمت إيران حينها إسرائيل، بالوقوف وراء تصفية "فخري زاده"، الذي أثارت طريقة اغتياله الكثير من الريبة، خاصة أن السلطات الإيرانية المختصة، قالت بعد نحو أسبوعين من مقتله إنه أُغتيل بسلاح رشاش إسرائيلي.

ولاحقا، أشارت إيران إلى مقتل 3 أشخاص في وزارة الدفاع و"الحرس الثوري" في "حوادث وأثناء تأدية المهام"، من دون الكشف عن تفاصيلها.

التعليقات (0)