لماذا يصر نتنياهو واليمين المتطرف على إبادة غزة؟ (تحليل)

profile
  • clock 6 ديسمبر 2023, 2:24:40 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01


بعد انتهاء هدنة استمرت 7 أيام حتى 1 ديسمبر الجاري، استأنف الجيش الإسرائيلي "قصفا وحشيا" على غزة، في محاولة لإنقاذ كل من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بالإضافة إلى تحقيق حلم حلفائه من اليمين الديني المتطرف في "نكبة فلسطينية جديدة" عبر تهجير سكان القطاع.

 

ذلك ما خلص إليه ميرون رابوبورت، في تحليل بموقع "ميدل إيست آي" البريطاني (MEE)  على ضوء حرب مدمرة يشنها جيش الاحتلال على غزة، حيث يعيش نحو 2.3 مليون فلسطيني، منذ 7 أكتوبر الماضي.

وهذه الحرب خلّفت حتى مساء الثلاثاء 16 ألفا و248 شهيدا فلسطينيا، بينهم 7112 طفلا و4885 امرأة، بالإضافة إلى 43 ألفا و616 جريحا، فضلا عن دمار هائل في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.

وردا على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته"، شنت حركة "حماس" في ذلك اليوم هجوما على مستوطنات وقواعد عسكرية بمحيط غزة، فقتلت نحو 1200 إسرائيلي وأصابت حوالي 5431 وأسرت قرابة 239، بادلت العشرات منهم،خلال الهدنة مع الاحتلال الذي يحتجز في سجونها 7800 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.

وبحسب رابوبورت، فإن "صدمة 7 أكتوبر (هجوم "حماس" المباغت وما سببه من خسائر) أضافت بعدا جديدا هائلا إلى مشاكل نتنياهو (يمين علماني) القانونية المستمرة، كأول رئيس وزراء يُتهم بالرشوة والاحتيال وانتهاك الثقة أثناء وجوده في منصبه".

وأضاف إلى ذلك يُضاف إلى خطة حكومة نتنياهو لما تعتبره إصلاحا قضائيا، والتي أثارت غضبا حادا بين صفوف المعارضة ودفعت حشودا من المحتجين إلى الشوارع؛ باعتبار أن الخطة "تقوض ديمقراطية إسرائيل"، عبر سيطرة السلطة التنفيذية على القضاء.

ورجح أنه "بمجرد انتهاء القتال، ستكون هذه هي أيام نتنياهو الأخيرة في السلطة.. وهو ممثل جيد يحاول أن يتصرف وكأن كل شيء طبيعي، لكن سياسيا هو رجل ميت يمشي، ولهذا يتشبث بمواصلة الحرب لأطول فترة ممكنة".

ونتنياهو (74 عاما) هو أطول رئيس وزراء بقاءً في السلطة في تاريخ دولة الاحتلال، ويترأس منذ نحو عام حكومة ائتلافية توصف حتى في الإعلام العبري بأنها "أكثر حكومية يمينية متطرفة في تاريخ إسرائيل".

 

شعبية منهارة

"وكشف استطلاع للرأي، أُجري في اليوم الـ49 من الحرب (التي تكمل شهرين اليوم لأربعاء) عن انهيار شعبية حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف بزعامة سموتريتش"، كما أردف رابوبورت.

وزاد بأنه "إذا أُجريت انتخابات غدا، فسيفشل الحزب في الفوز بـ3.25% المطلوبة لدخول الكنيست (البرلمان). بينما يمتلك حاليا 14 مقعدا فاز بها في انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، بالتحالف مع حزب "القوة اليهودية"، بزعامة وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير".

وتابع رابوبورت أن "التحالف اليميني (الحاكم)، الذي حصل على 64 مقعدا (من أصل 120) سيتراجع إلى 41 مقعدا، في حين أن تحالف "التغيير" المعارض، إذا تم دمجه مع تحالف الجبهة-التغيير الفلسطيني، سيحصد 79 مقعدا (يلزم 61 لتشكيل الحكومة)".

وشدد على أن نتائج الاستطلاع تمثل "تحولا كاملا يقود إلى وصول (الوزير في مجلس الحرب) بيني غانتس إلى السلطة، حيث تضاعف عدد مقاعد حزبه "الوحدة الوطنية" أربع مرات من 12 إلى 43 مقعدا".

 

نكبة جديدة

وبالنسبة لكل من نتنياهو وسموتريتش، بل وبالنسبة لكل اليمين الديني، فإنه إذا سقطت حكومة نتنياهو بعد وقف محتمل لإطلاق النار مع "حماس"، فسيكون ذلك أكثر بكثير من مجرد هزيمة سياسية بسيطة"، بحسب رابوبورت.

وأوضح أن "اليمين الديني انتظر عقودا من الزمن لشن حرب واسعة النطاق على الفلسطينيين تسمح لإسرائيل بطرد (تهجير) أعداد مماثلة لما حدث في عام 1948 (النكبة/ نحو 750 ألف فلسطيني)".

واستطرد: "لقد أدركوا أنهم لن يتمكنوا من تحقيق أحلامهم بالسيادة الكاملة من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط، دون توجيه ضربة ديموجرافية حاسمة للأغلبية الفلسطينية".

رابوبورت استدرك: "لكن إذا انتهت الحرب دون نكبة جديدة (مسؤولون إسرائيلون تحدثوا عن تهجير من غزة إلى سيناء المصرية)، فإن حلمهم لن يتحقق، ولذلك قال بن غفير إنه إذ توقفت الحرب فسيُسقط الحكومة".

وتابع أنه "من الواضح أن الحكومة الحالية لن تنجو من التوصل إلى اتفاق مع حماس، يتم بموجبه إطلاق سراح جميع المعتقلين الفلسطينيين مقابل إطلاق سراح بقية الأسرى الإسرائيليين".

و"لا يستطيع أي زعيم يميني إسرائيلي، ولا حتى كبرياء الجيش الجريح، أن يتقبل نهاية حرب يخرج فيها محمد ضيف (قائد كتائب القسام الذراع العسكرية لحماس) أو يحيى السنوار (زعيم حماس في غزة) من الأنفاق، وهو يلوح بالعلم الفلسطيني منتصرا"، كما ختم رابوبورت.

 

 

المصادر

المصدر | ميرون رابوبورت / ميدل إيست آي-

التعليقات (0)