- ℃ 11 تركيا
- 22 مايو 2024
مأمون الشناوي يكتب : لماذا نكتب ، ولمن ؟ !!
مأمون الشناوي يكتب : لماذا نكتب ، ولمن ؟ !!
- 19 يونيو 2021, 3:18:51 ص
- 830
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
قالت مُحدثتي : { لِمَن تكتب يارجل ، الناس لاتقرأ ، وإذا قرأوا لايتغيّرون ، وإذا تغيّروا فللأسوأ ، ومَن يقرأ لك كوكبة من العواجيز أشباهك ، يتسلون ويُضيّعون وقتهم ويجترون أحلامهم الآفلة مثل سنوات عمرهم التي ضاعت سُدى } !! .
هزتني كلماتها ، أعترف ، لملمت أوراقي وطَويّت صحائفي وسرت في شوارع { المنصورة } مدينتي الجميلة على غير هُدى ، في أخر الشارع الذي اسكن فيه لمحت { أم كلثوم } مُنتصبة القامة في تمثال شامخ ، نادتني ، هرعت إليها ، نعم ياست ، مالت علىّ وربتت على كتفي وقالت : { أنا لا أحب القانطين ، مَالك ، أراك مهموماً كأنك "سيزيف" يصعد قمة الجبل حاملاً صخرته ثم يهوى بها إلى القاع ليُعاود الصعود مراتٍ ومرات ، مَالك ، أنا لا أحب اليائسين ، ألا تعلم أنني غَنيّت في الخامسة والسبعين من عُمري ، انصرف عني أيها المُحبط الجهول !! } ، سارعت بالابتعاد عنها ، مُردداً في نفسي ، الزمان اختلف ياست ، أنّي لي بعالمٍ كالذي احتواكِ واحتضن موهبتك العبقرية !! .
على جانب الشارع مطعم فخيم يمتلكه أحد صعاليك الانفتاح ، رأيته بعينيّ منذ سنوات قريبة واقفاً على { عربية كِبدة } فاسدة يستجدي الزبائن ، وهاهو يستحوز على عِدة فروع من المطاعم التي لاتقل الوجبة فيها عن الألف جنيه ، تحسست جَيّبي ، مافيه لايكفي ثمن صُباع يتيم من الكُفتة ، على اليسار مطعم للفول والطعمية ، صاحبه هو الآخر كان جربوعاً ففتح الله عليّه من وسع ، نحن أبناء الفول والطعمية ، ولجت إلى المطعم الذي يعجُّ بأمثالي ، وبأسراب من الذُباب تشارك المرتادين طعامهم ، وضع النادل عدة سندوتشات أعرف أنني لن اطيق تذوّقها ، لكنها فانتازيا التائهين مثلي !! .
على مقربة مني جلس شاب جامعي بجواره مَسطرة طويلة وعُلبة سجائر كليوباترا مهترئة ، وفتح لفافة السندوتشات وهمَّ بالتهامها ، وراق لي أن أراقبه عن كَثب ، أزاح السندوتشات جانباً ورأيته يفرد الورقة التي تُغلفها ، وأخذ يُطالع المكتوب فيها في شغف شديد ، ويبتسم ، ثم علت ابتسامته حتى صارت ضحكة تملأ وجهه ، ثم رفع حاجبيّه في دهشة ومصمص شفتيّه وطوي الورقة ودسها في جيّبه ، وأخذ في التهام وجبته الفقيرة كحالته ، دفعني الفضول أن أسأله عن تلك الورقة المُتسخة ببقع الزيّت والتي دسها في جيّبه ، أخرجها لي دون تردد ، يا إلهي ، إنها إحدى مقالاتي الناقدة الساخرة التي تنتقد حكومتنا الغير رشيدة ، منشورة في صحيفة سيّارة !! .
هروّلت إلى { أم كلثوم } لأعتذر لها ، وإلى مُحدثتي التي أوشكت أن تُحبطني بكلماتها القاتمة القاسية ، وصرخت فيها : { أكتب لهؤلاء ياسيّدتي ، نعم أكتب لهؤلاء وأمثالهم ، أكتب عنهم ومنهم ، أكتبهم ، ولن تجف أقلامي أبداً حتى يجف الدم في عروقي ، فانصرفي عني } !! .
وشرعت في كتابة مقاليّ الجديد !! .
كلمات دليلية
التعليقات (0)
إقرأ أيضا
أحدث الموضوعات
ثلاثاء, 21 مايو 2024
بلينكن عن التطبيع مع السعودية: «الكرة الآن في ملعب إسرائيل» ثلاثاء, 21 مايو 2024
دولة أوروبية تعلن التزامها بقرار المحكمة الجنائية باعتقال نتنياهو وجالانت الأكثر قراءة
جمعة, 08 أكتوبر 2021
مصادر: إبراهيم منير يتخذ قرار بإيقاف ٦ من الشورى العام سبت, 18 سبتمبر 2021
د. أيمن منصور ندا يكتب : عندما تلقيت اتصالاً من الرئيس السيسي خميس, 30 سبتمبر 2021
طارق مهني يكتب : بزنس المعارضة - سبوبة الزنازين اثنين, 01 نوفمبر 2021
تقرير : كيف ساهم " أبو دية " عبر أذرعه المالية في تدجين المعارضة المصرية بالخارج جمعة, 28 مايو 2021
تعرف على مدينة المقاومة تحت أرض غزة ودورها في معركة سيف القدس تصريحات
اثنين, 20 مايو 2024
كيف يستميت بايدن في الدفاع عن إسرائيل أمام الجنائية الدولية؟ اثنين, 20 مايو 2024
نتنياهو يندد بسعي الجنائية الدولية لاعتقاله سبت, 11 مايو 2024
بايدن: أسمع رسالة المحتجين ولكن ليس هناك حق في تهديد الطلاب اليهود