مأمون الشناوي يكتب : نقابة الأطباء بين السياسة والتياسة !!

profile
مأمون الشناوي كاتب وشاعر
  • clock 24 يونيو 2021, 11:01:28 ص
  • eye 654
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

العمل النقابي عمل اجتماعي خدمي مهني وليس عملاً سياسياً ، ولم نسمع في العالم كله عن نقابة تركت مشكلات أعضائها وراحت تعمل بالسياسة إلا نقابة الأطباء المصرية !!.

تلك النقابة التي أنشأها العظيم { علي ابراهيم باشا } وصار أول نقيب لها بغرض خدمة الأطباء والدفاع عن مصالحهم ورعايتهم ، تحولت منذ العام ١٩٨٤ م وبفضل سيطرة جماعة الإخوان عليها إلى ميدان لممارسة السياسة وعقد المؤتمرات السياسية !!.

وقد حضرت واحداً من تلك المؤتمرات ذات يوم في نادي أطباء المنصورة ، ويومها اتصلوا بالهاتف مباشرة مع { الشيخ أحمد ياسين } أحد قادة حركة حماس ، وتعجبت لماذا لايتصلون ب { ياسر عرفات } وهو الزعيم الشرعي والحقيقي للشعب الفلسطيني ، ويومها حاولت أن ألقي قصيدة شعر عن الانتفاضة الفلسطينية لكنهم رفضوا بشدة لمعوفتهم باتجاهي ( الآن كلهم في السجون ) !!.

وقد بلغت المأساة بتلك النقابة ذروتها إلى عقد صفقات مع النظام ؛ تتخلي فيه الجماعة عن منصب النقيب العام وتستولي الجماعة علي باقي مقاعد مجلس النقابة ، ثم ، إضراب الأطباء عام ٢٠١٤ م والذي استمر لمدة شهريّن من امتناع الأطباء عن معالجة المرضي رغم تواجدهم في أماكن عملهم ، وكان هذا عجيباً غريباً وغير مسبوق في العالم أن يمتنع الأطباء عن علاج المرضي ، وهو عمل يرقي إلى مستوي الجرائم الانسانية والتي لاتسقط بالتقادم !!.

أين النقابة من المشكلات التي يعاني منها صغار الأطباء ومعاشها ٩٠٠ جنيه والعمل علي تحسين ظروف عملهم !!.

أين النقابة من جشع كبار الأطباء واستغلالهم للمرضي أبشع استغلال !!.

أين النقابة من المستشيات الخاصة والمراكز الطبية والمستشفيات الاستثمارية ، وما يحدث فيها من جرائم يندي لها الجبين !!.

أين النقابة من الأخطاء المهنية للأطباء ومعاقبتهم ومحاسبتهم عليها ، والتي تصل أحياناً إلى موت المريض !!.

أين النقابة من الجامعات الخاصة ، والتي تقبل كليات الطب فيها طلاباً حاصلين علي مجامبع ضعيفة مقابل المغالاة في المصروفات ، والتي تبلغ في واحدة منها ثلاثمائة ألف جنيه في العام الواحد ، ويتخرج الطبيب فيها أقرب إلى حلاق الصحة زمان ، ناهيك عن السعار المادي الذي يتلبسه وينسيه رسالته الإنسانية !!.

مازالت نقابة الأطباء - مثل كل نقابات مصر  - تعاني شللاً وفشلاً في خدمة أعضائها ، لأن مفاصلها يهيمن عليها كوادر الإخوان حتي اليوم ، رغم تغير الغلاف الخارجي إلى الأسوأ لكنها من الداخل تعيث فيها الضباع فساداً وتخريباً ، كما أن الحكومة حولتها إلى كيانات كرتونية تابعة لسياساتها وخاضعة لها ، وهو تصرف جعل تلك النقابات مثل الأسد الذي تكسرت أنيابه وقُصفت مخالبه وتقوضت قوادمه ، فصار عاجزاً عن حماية نفسه وأشباله !!.


التعليقات (0)