مات قبل أن يولد.. "أوراسيا ريفيو": الحرب على غزة تنهي مشروع الممر الاقتصادي

profile
  • clock 13 نوفمبر 2023, 8:34:45 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
خريطة لمسار مشروع الممر الاقتصادي

مع دخول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يومها الـ38، وفي ظل قابليتها للتحول إلى حرب إقليمية وتوسع دائرة الصراع، تتجه أنظار مراكز الأبحاث والمحللين إلى تأثيرات هذه الحرب على المنطقة والعالم، وفي القلب منها مشروع الممر الاقتصادي للربط بين الهند وأوروبا، عبر دول بينها السعودية والإمارات وإسرائيل، الذي أعلن عنه قبل بد العدوان بأسابيع قليلة، مع توقعات بتأخر المشورع أو حتى وفاته قبل أن يولد.


وكان بيبو براساد روتراي، في تحليل بمركز "أوراسيا ريفيو Eurasia review" للأبحاث، من بين الخبراء الذين رجحوا النتيجة السابقة.
مشروع الممر الاقتصادي أعلن عنه على هامش قمة مجموعة العشرين بنيودلهي في سبتمبر الماضي. أشار "روتراي" إلى أن المشروع وقَّعت الهند والولايات المتحدة والسعودية والإمارات وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي مذكرة تفاهم بشأن مشروع الممر، الذي يرتبط  بشكل حاسم بـ"اتفاقيات إبراهيم" لتطبيع العلاقات بين دول عربية وإسرائيل، وكذلك بتحسين العلاقة المتوترة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
ومن بين 22 دولة عربية، تقيم 5 دول هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب علاقات رسمية معلنة مع إسرائيل، التي تحتل أراضٍ في فلسطين وسوريا ولبنان منذ عقود.
ويقترح المشروع تعزيز روابط النقل والاتصالات بين أوروبا وآسيا عبر شبكات السكك الحديدية والشحن، ويتجاوز النطاق الضيق للتجارة والاقتصاد ليشمل كل شيء بدءًا من شبكات الكهرباء وحتى الأمن السيبراني. 
ورأى "روتراي" أن المشروع الذي يهدف إلى ربط الهند بأوروبا من خلال طريق يمر عبر الإمارات والسعودية والأردن وإسرائيل واليونان، يُنظر إليه على أنه منافس أمريكي لمبادرة الحزام والطريق الصينية.

خرج عن مساره

وأوضح "روتراي" أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يفسر عملية طوفان الأقصى التي قامت بها المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر الماضي، على أنها جزءا من مؤامرة أوسع على إسرائيل، أي أنه هدف إلى منع التوصل إلى اتفاق سلام بين السعودية وإسرائيل. وينقل عن بايدن قوله: "كنت على وشك الجلوس مع السعوديين. أراد السعوديون الاعتراف بإسرائيل".
وأضاف "روتراي" أن الولايات المتحدة أنفقت الكثير من طاقتها على انطلاق الصفقة بين الرياض وتل أبيب، مقابل اتفاقية دفاع بين الرياض وواشنطن.
ولفت إلى أنه "لدى الولايات المتحدة أسباب تجعلها تشعر بأن الحرب الإسرائيلية واضطرارها إلى دعمها وتمويلها، تجعل طريق مشروع الممر الاقتصادي أكثر وعورة من المعتاد، وفي ظل احتمال تصاعد الحرب إلى صراع إقليمي، يمكن أن يتوقف المشروع بشكل كبير".
وحول التداعيات المحتملة للحرب الراهنة، شدد "روتراي" على أنه "في أي مشروع اتصال يتضمن شركاء متعددين، تلعب كل دولة عضو دورا حاسما في تنفيذ المشروع وتشغيله، ولا يمكن للهند ولا الولايات المتحدة ولا المصلحة الأوروبية في المشروع أن تضمن البدء فيه".
وتابع: "الحرب في غزة لا تمثل بالضرورة نهاية الطريق للمشروع. لكن من المؤكد أن هذا ينطوي على إمكانية تأخير المشروع بشكل مفرط أو حتى إخراجه عن مساره. ويجب استيفاء شرطين لإحياء المشروع، هما أن تتوقف الحرب في غزة بشكل عاجل واتباع دبلوماسية هادئة".

تغير مواقف

وأكد "روتراي" أن الحرب على غزة هددت بإثارة صراع أوسع نطاقا يجذب دول الخليج، التي كانت تأمل في وقف التصعيد في المنطقة، مما يسمح لها بالتركيز على خطط طموحة لتنويع اقتصاداتها.
وأضاف: "من المؤكد أن للحرب تأثير كبير على تطبيع إسرائيل للعلاقات مع الدول العربية، وفي أعقاب حادثة 7 أكتوبر الماضي مباشرة، انتقدت الإمارات والبحرين هجوم حماس، لكن مع مرور الأيام واستمرار الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة في إزهاق أرواح المدنيين، تغير الموقف".
وفي 7 أكتوبر الماضي، أطلقت حماس هجوم "طوفان الأقصى" ضد مستوطنات محيط غزة؛ ردا على اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما السمجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة.
ولليوم الـ38، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي الإثنين حربا مدمرة على غزة، خلّفت 11 ألفا و180 شهيدا، بينهم 4 آلاف و609 أطفال و3 آلاف و100 امرأة، بالإضافة إلى أكثر من 28 ألف جريح، وفقا لمصادر رسمية فلسطينية.
فيما قتلت "حماس" 1200 إسرائيلي وأسرت نحو 242 آخرين، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون الاحتلال.
وأشار "روتراي" إلى أن "البحرين استدعت سفيرها من إسرائيل، في 2 نوفمبري الجاريي، وعلقت علاقاتها التجارية مع تل أبيب، كما غادر السفير الإسرائيلي المنامة، وجدد البرلمان البحريني، في بيان، موقفه التاريخي والثابت الداعم للقضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق".
وبالنسبة للإمارات، قال روتراي إنها "أحد أقرب شركاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وتستضيف قوات أمريكية، وتريد إضعاف حماس".
وأردف: "وعلى الرغم من أن المسؤولين الإماراتيين أكدوا إيمانهم باتفاقيات إبراهيم، إلا أن الإمارات وصفت رد إسرائيل بأنه "غير متناسب" وفشل في سياسة الاحتواء التي تنتهجها تل أبيب منذ عقدين بشأن القضية الفلسطينية".
وتابع: "كما انتقدت دول مثل الكويت وسلطنة عمان وقطر إسرائيل، وتضع الحرب في غزة ضغطا هائلا على احتمالات التقارب السعودي الإيراني".
وتعتبر كل من إيران وإسرائيل الدولة الأخرى العدو الأول لها، فيما استأنفت الرياض وطهران علاقتهما الدبلوماسية بموجب اتفاق توسطت فيها الصين في مارس الماضي؛ ما أنهى قطيعة استمرت نحو 7 سنوات.

التعليقات (0)