- ℃ 11 تركيا
- 2 مايو 2024
ما بين الجيش الجمهوري الإيرلندي وحماس
ما بين الجيش الجمهوري الإيرلندي وحماس
- 17 أكتوبر 2023, 4:02:20 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متداول
هل تختلف حماس عن الجيش الجمهوري الإيرلندي في شيء من حيث الهدف الأسمى من وجود الحركة ذاتها ؛ وهو التحرر الوطني ؟
لا شك أن الجبش الجمهوري الإيرلندي قام بعمليات إرهابية غير مقبولة ، ولكن لو لم تُحتل شمال إيرلندا من قبل بريطانيا ، ما وقعت أي من تلك العمليات الإرهابية التي قام بها الجيش الجمهوري ، والتي كان القصد النهائي منها هو توحيد شمال و جنوب إيرلندا في دولة واحدة .
ولكن مع ذلك فليس هناك أي وجه من الوجوه في المقارنة بين الاحتلال البريطاني لشمالي إيرلندا ، واحتلال الصهاينة لفلسطين التاريخية ، وخاصة فيما يتعلق بالحقوق الانسانية والسياسية و الاقتصادية التي يتمتع بها الايرلنديون مقارنة بما يتمتع به الفلسطينيين في ظل الاختلال الصهيوني .
ومع ذلك فقد أعتبرت بريطانيا شمال إيرليندا إحدى المقاطعات الأربع الكبرى التي تتكون منها المملكة المتحدة ، والتي هي إنجلترا وويلز و اسكتلندا ثم شمال إيرلندا - علما بأن اسكوتلاندا باتت تطالب هي الأخرى بالاستقلال عن بريطانيا ، وكذا ويلز ؛ ولو بدرجة أقل ، وهذا موضوع أخر .
إذن ، و باختصار ، فعلى الرغم من الفظائع التي ارتكبها الجيش الجمهوري الايرلندي ، فقد استوعبته بريطانيا في حركة سياسية تحقق له ، ولو حتى على المدى البعيد ، إمكاتية تحقيق أهدافه ، كالاستقلال عن بريطانيا في مرحلة أولى أسوة بما تسعى إليه كل من اسكتلندا وويلز ، ثم الانضمام بعدئذ والانضمام و الاندماج والاتحاد بالوطن الأم ؛ إيرلندا الجنوبية ، لتكوين إيرلندا الموحدة - و بالمناسبة ؛ تنظر بريطانيا خاصة ، و الغرب بصفة عامة للإيرلنديين نفس النظرة العنصرية تقريبا التي ينظرون بها للعرب ، وهذا موضوع أخر أيضا .
إذن لم تسع بريطانيا ، مع كل ذلك ، للخلاص من الجيش الجمهوري الإيرلندي ، بوصفه حركة وطنية إيرلندية مقاومة ، و تحمل أهداف سامية - حتى ولو سعت إلى تحقيقها بوسائل غير سامية - وعلى النحو الذي تريد به دولة الكيان المزروعة أصلا في المنطقة و عزمها الخلاص من حركة المقاومة الوحيدة تقريبا ، و ربما الباقية في فلسطين ، أو حتى جل العالم العربي .
هل يتصور أحد من مواطني هذه المنطقة المنكوبة بأشياء و عوامل كثيرة - ليس أقلها الحكام العملاء الخونة المتصهينين الذين يحكمونها - والتي أُصيبت الآن بموت سريري تقريبا ، ماذا يمكن أن يحل بهم لو حدث ، لا قدر الله ، موت ذراع المقاومة الوحيد الحي والباقي بهذه المنطقة ، والتي ما فتأت تطالب بمطالب عادلة جدا وسلمية ، و ليست إرهابية ، يقابلها الصهاينة بكل رفض و عناد و تعال وصلف ، وحتى بردود فعل إرهابية - كالقتل خارج القانون والسحل وهدم المنازل وقضم الأراضي والطرد حتى خارج فلسطين بأسرها لكل من يجرأ ويزأر بالاحتاج على ما يتعرض له من انتهاكات من ضحاياهم من الفلسطينيين ، و فوق ذلك يزيدون من وتيرة استفزازتهم و انتهاكتهم للشعب الفلسطيني وممتلكاته و أرضه وكل مقدساته ومقدسات المسلمين و المسيحيين على السواء - فلم يحدث من قبل ، وعلى مدى التاريخ أن بصق أحد على أي من المصليين بكنيسة القيامة و كما فعل المتطرفين الصهاينة منذ أيام قلائل قبل طوفان الأقصى .
أرى إذن أن ما يحدث الآن هو محاولة للقضاء على الوجود الفلسطيني ذاته - ولو على المدى المتوسط - يختفي وراء ستار القضاء على حماس ، و بتواطئ دولي وعربي كالعادة ، و على نحو أسوأ ما حدث في 48 ، ما لم يأت قضاء الله ونصره ، وبما يسر كل مظلوم ومنهوب ومنتهك حقوقه وكرامته وحتى عرضه في هذه المنطقة المنكوبة بأشياء عديدة ، وكما أسلفنا .
كلمات دليلية
التعليقات (0)
إقرأ أيضا
أحدث الموضوعات
أربعاء, 01 مايو 2024
عمدة لوس أنجلوس يدعو لإجراء تحقيق في أعمال العنف بجامعة كاليفورنيا أربعاء, 01 مايو 2024
إيران تكشف تفاصيل جديدة عن قتلى القنصلية في سوريا أربعاء, 01 مايو 2024
سنا كجك تكتب: "إسرائيل " تغري حماس بعرضها ماذا تضمن؟ الأكثر قراءة
جمعة, 08 أكتوبر 2021
مصادر: إبراهيم منير يتخذ قرار بإيقاف ٦ من الشورى العام سبت, 18 سبتمبر 2021
د. أيمن منصور ندا يكتب : عندما تلقيت اتصالاً من الرئيس السيسي خميس, 30 سبتمبر 2021
طارق مهني يكتب : بزنس المعارضة - سبوبة الزنازين اثنين, 01 نوفمبر 2021
تقرير : كيف ساهم " أبو دية " عبر أذرعه المالية في تدجين المعارضة المصرية بالخارج جمعة, 28 مايو 2021
تعرف على مدينة المقاومة تحت أرض غزة ودورها في معركة سيف القدس كيف
اثنين, 01 يناير 2024
نهله الدراجي تكتب: صمت الفقر أحد, 24 ديسمبر 2023
نهله الدراجي تكتب: رحلة قطار العمر أربعاء, 08 يونيو 2022
“الجزر يقوي النظر”.. ليست سوى أسطورة أطلقتها المخابرات البريطانية في حربها ضد الألمان!