ما تأثير خطاب بايدن على مسار مفاوضات «كوب 27»؟

profile
  • clock 12 نوفمبر 2022, 4:32:27 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

أثار خطاب الرئيس الأميركي جو بايدن، ضمن مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة بشأن المناخ «كوب 27» تباينات وتفاعلات بين حضور المؤتمر، بين من اعتبره «دفعاً» للمفاوضات المناخية التي ستتواصل طوال الأسبوع بهدف الوصول إلى خطة عمل لمواجهة الأزمة، وبين مَن يرى أن الولايات المتحدة «لم تلتزم بتعهداتها المناخية»، مطالباً إياها ببذل المزيد في هذا الاتجاه.


وألقى بايدن، خطاباً، مساء الجمعة، ضمن «كوب 27» الذي يستمر حتى 18 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، تعهد خلاله بـ«تحقيق أهداف بلاده في خفض الانبعاثات بحلول عام 2030»، مطالباً دول العالم ببذل المزيد من الجهد لمواجهة «الأزمة المناخية»، التي «تهدد الحياة على كوكب الأرض».


واعتبر توم إيفانز، المستشار السياسي لشؤون المناخ بمؤسسة (إيه ثري جي) E3G الدولية المتخصصة في شؤون المناخ، خطاب بايدن بمثابة «دفع»، للمفاوضات المناخية. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «تجديد الولايات المتحدة لتعهداتها المناخية يعطي المفاوضين في الغرف المغلقة دفعة لاتخاذ قرارات أكثر جرأة بشأن مواجهة التحديات المناخية».


لكن تيفري جبر، مدير البرامج في غرينبيس الولايات المتحدة الأميركية، يختلف مع هذا الطرح؛ حيث أكد في بيان صحافي (السبت)، أن «الرئيس الأميركي الذي تحدث عن (جحيم مناخي)، لم يلتزم بتعهدات دولته للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، أو تلبية الحاجات التمويلية للدول المعرضة للخطر»، مضيفاً أن «العدالة المناخية تتطلب أن تعمل الولايات المتحدة على الانتقال العادل للطاقة».


من جانبه، أكد مبونغ آكي، رئيس قسم الاتصال في غرينبيس أفريقيا، «أهمية تدفق الأموال من الاقتصادات الغنية، كعامل مؤثر في بناء الثقة، ولإنقاذ ملايين الأرواح من آثار الظواهر الجوية المتطرفة»، مشيراً إلى أن «إعلان بايدن عن تمويل بقيمة 150 مليون دولار لدعم التكيف في أفريقيا، بعيد كل البعد عن تعهدات أميركا السابقة بتوفير 17 مليار دولار، من أصل 100 مليار دولار».


وتعهدت الدول المتقدمة عام 2009 بتوفير تمويل سنوي بقيمة 100 مليار دولار لدعم التكيف المناخي، حتى عام 2020، وحتى الآن لم يتم تنفيذ هذا التعهد.


من جانبها، رأت مؤسسة «إي 3 جي» أن «بايدن استفاد بشكل كامل من قانون خفض التضخم، الذي تم إقراره أخيراً في الولايات المتحدة، كوسيلة للترويج لدور إدارته في مواجهة التغيرات المناخية». وقال ألدن ماير، مساعد أول في E3G، إن «بايدن يستحق الثناء على قدومه إلى شرم الشيخ، والدعوة إلى زيادة الطموح المناخي، ويحق له أن يخوض جولة انتصار، مبرزاً أكثر تشريعات الطاقة النظيفة طموحاً في تاريخ الولايات المتحدة، لكن العالم بحاجة إلى المزيد من أميركا». وأضاف أنه «على القيادة الأميركية أن تقود التحول في النظام المالي العالمي، لمواجهة التحديات المترابطة والمتنامية للتأثيرات المناخية المدمرة، وانعدام الأمن الغذائي والطاقة، وتضخم الأسعار، ومستويات الديون غير المستدامة في البلدان النامية».


وانتقد مراقبون عدم تطرق بايدن لملف تمويل «الخسائر والأضرار»، الذي يعد من بين «أبرز» الملفات على أجندة «كوب 27»، ووفقاً لمصادر، تحدثت لـ«الشرق الأوسط» من داخل المفاوضات الجارية حالياً في شرم الشيخ، فإن «الدول الصناعية الكبرى، وبينها الولايات المتحدة الأميركية، تُعرقل الاتفاق على إنشاء صندوق لتمويل الخسائر والأضرار».


وأدرج بند تمويل «الخسائر والأضرار» على أجندة مؤتمر «كوب 27» للمرة الأولى في تاريخ المفاوضات المناخية، ما اعتُبر «اختراقاً» أعطى دفعة «تفاؤل بأن يشهد المؤتمر إقراراً لمبدأ تعويض الدول المتضررة عن الخسائر المناخية». وقال إيفانز إنه «كان على بايدن التطرق لملف (الخسائر والأضرار)، وأن يطرح رؤية أميركا لمعالجة هذا الملف، لا سيما أن بلاده أحد المسؤولين الرئيسيين عن الأزمة المناخية».

التعليقات (0)